رئيس التحرير
عصام كامل

منشطات بايدن!

آخر مفاجأت ترامب الانتخابية هى مطالبته بإخضاع منافسه الرئيس بايدن لاختبار منشطات قبل المناظرة الأولى التى ستجرى بينهما بعد أيام! وبغض النظر عن أن تلك المناظرة وبعدها أخرى تم الاتفاق على شروطها من قبل المتنافسين مع سى إن  إن، إلا أن هذا الطلب لترامب تحقق الغرض منه، وهو الترويج لعدم قدرة بايدن الصحية على أداء مهام رئيس الولايات المتحدة.  


وترامب هنا يستثمر بِعض الأعراض في هذا الصدد التى لازمت أداء بايدن الرئاسى وأخطرها النسيان والخلط فى أسماء الدول والرؤساء، وعدم التركيز والشرود وفقدان التوازن أحيانا والسقوط على سلم الطائرة أحيانا.. 

 

وإذا كانت المعركة الانتخابية فى أمريكا تسمح بالطعن فى الذمة المالية للمنافسين والسلوك الاخلاقى لهم وتفتش فى تاريخهم بحثا عن فضائح لهم، فإن طعن ترامب فى قدرة بايدن الصحية يعد أمرا عاديا فى المعركة الانتخابية الرئاسية. 


وقد سبق لترامب فى معركته الانتخابية ضد هيلارى كلينتون أن طعن فى نزاهتها وأمانتها وهى وزير لخارجية أمريكا، بل وتوعدها بالسجن عندما يدخل البيت الأبيض.. كما سبق له أن طعن من قبل فى القدرة الصحية لبايدن خلال المعركة الانتخابية السابقة بينهما التى لم يعترف بنتيجتها حتى الآن ويهدد بأن يقيم الدنيا ولا يقعدها إذا تكررت هذه النتيجة فى الانتخابات الحالية لحرمانه من العودة إلى البيت الأبيض! 

 


عموما التأكد من القدرة الصحية  للحكام أمر مهم للغاية لآن مهام الحكم تحتاج لهذه القدرة الصحية اللازمة لاتخاذ القرارات السليمة وفى التوقيت المناسب، لذلك تشترط دول عديدة خضوع المرشحين  للرئاسة لفحص طبى للتأكد من قدرتهم الصحية بل والنفسية لتحمل أعباء المنصب الرئاسى.. 

غير أن مطالبة ترامب بخضوع بايدن لفحص منشطات تشير إلى أنه سوف يستمر فى مهاجمته من زاوية قدرته الصحية، مستغلا أنه أكبر منه بضعة سنوات، ومستفيدا باختفاء التركيز له فى مواقف عديدة! 

الجريدة الرسمية