رئيس التحرير
عصام كامل

موسم الحج 2024، معنى "يوم الحج الأكبر" الوارد في القرآن والسنة، الإفتاء توضح

أحكام الحج، فيتو
أحكام الحج، فيتو

موسم الحج 2024، ورد سؤال إلى دار الإفتاء يقول فيه صاحبه:"ما معنى يوم الحج الأكبر والحج الأكبر؟ وهل هما في معنى واحد، أو يختلف أحدهما عن الآخر؟ وهل كل منهما موجود في القرآن الكريم والسنة الصحيحة؟"، وجاء رد الدار على هذا السؤال كالتالي:

 

المراد بـ"يوم الحج الأكبر" و"الحج الأكبر" وأقوال المفسرين في ذلك


ورد التعبير بـ "الحج الأكبر" في القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة؛ أما في القرآن الكريم فيقول الله تعالى: ﴿وَأَذَانٌ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ أَنَّ اللَّهَ بَرِيءٌ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ﴾ [التوبة: 3].

وقد اختلف المفسرون في حقيقة يوم الحج الأكبر، والمراد بالحج الأكبر أيضًا، وقد فصَّل ذلك غير واحد من المفسرين.

قال الإمام الرازي في "مفاتيح الغيب" (15/ 525، ط. دار إحياء التراث العربي): [اختلفوا في يوم الحج الأكبر: فقال ابن عباس في رواية عكرمة: إنه يوم عرفة، وهو قول عمر وسعيد بن المسيب وابن الزبير وعطاء وطاوس ومجاهد، وإحدى الروايتين عن علي، ورواية عن المسور بن مخرمة عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو أنه قال: خطب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عشية عرفة؛ فقال: «أما بعد فإن هذا يوم الحج الأكبر».

وقال ابن عباس: في رواية عطاء: "يوم الحج الأكبر يوم النحر"، وهو قول الشعبي والنخعي والسدي وإحدى الروايتين عن علي، وقول المغيرة بن شعبة وسعيد بن جبير. والقول الثالث: ما رواه ابن جريج عن مجاهد أنه قال: "يوم الحج الأكبر أيام منى كلها"، وهو مذهب سفيان الثوري، وكان يقول: "يوم الحج الأكبر أيامه كلها"، ويقال: يوم صفين ويوم الجمل، يراد به الحين والزمان؛ لأن كل حرب من هذه الحروب دامت أيامًا كثيرةً] اهـ.

المراد بتسمية الحج الأكبر

ثم ذكر اختلافهم في المراد بتسمية "الحج الأكبر"؛ حيث قال في "مفاتيح الغيب" (15/ 526): [فإن قيل: لم سمي ذلك بالحج الأكبر؟ قلنا: فيه وجوه:

الأول: أن هذا هو الحج الأكبر، لأن العمرة تسمى الحج الأصغر.

الثاني: أنَّه جعل الوقوف بعرفة هو الحج الأكبر؛ لأنه معظم واجباته، لأنه إذا فات فات الحج، وكذلك إن أُريد به يوم النحر؛ لأن ما يفعل فيه معظم أفعال الحج الأكبر.

الثالث: قال الحسن: سُمي ذلك اليوم بيوم الحج الأكبر؛ لاجتماع المسلمين والمشركين فيه..

والرابع: سمي بذلك لأن المسلمين والمشركين حجوا في تلك السنة.

والخامس: الأكبر: الوقوف بعرفة، والأصغر: النحر، وهو قول عطاء ومجاهد.

السادس: الحج الأكبر: القران والأصغر: الإفراد، وهو منقول عن مجاهد] اهـ.

 

واختلفوا في الحج الأكبر: فقال مجاهد: الحج الأكبر: القران، والحج الأصغر: إفراد الحج. وقال الزهري والشعبي وعطاء: الحج الأكبر: الحج، والحج الأصغر: العمرة، قيل لها: الأصغر؛ لنقصان أعمالها] اهـ.

ما ورد في السنة المطهرة، وأقوال شراح الحديث


أما في السُّنَّة المطهرة؛ فقد ورد التعبير بالحج الأكبر، أو بيوم الحج الأكبر في كثير من الأحاديث أيضًا؛ ومن جملة ذلك: ما أخرجه الشيخان في "صحيحيهما" واللفظ للإمام البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: بعثني أبو بكر رضي الله عنه فيمن يؤذن يوم النحر بمنى: «لاَ يَحُجُّ بَعْدَ العَامِ مُشْرِكٌ، وَلاَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ عُرْيَانٌ، وَيَوْمُ الحَجِّ الأَكْبَرِ يَوْمُ النَّحْرِ».

ومن ذلك أيضًا ما أخرجه الإمام البخاري في "صحيحه" عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: وقف النبي صلى الله عليه وآله وسلم يوم النحر بين الجمرات في الحجة التي حج بهذا، وقال: «هَذَا يَوْمُ الحَجِّ الأَكْبَرِ».

وأخرج الإمام الترمذي في "سننه" عن علي رضي الله عنه، قال: سألت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن يوم الحج الأكبر، فقال: «يَوْمُ النَّحْرِ».

وقال الإمام أبو الوليد الباجي في "المنتقى" (3/ 28، ط. مطبعة السعادة): [وقد اختلف الناس في يوم الحج الأكبر، فقال مالك: إنه يوم النحر، وقال قوم: إنه يوم عرفة] اهـ.

وقال الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم" (9/ 116، ط. دار إحياء التراث العربي): [وقد اختلف العلماء في المراد بيوم الحج الأكبر؛ فقيل: يوم عرفة، وقال مالك والشافعي والجمهور: هو يوم النحر، ونقل القاضي عياض عن الشافعي: أنه يوم عرفة، وهذا خلاف المعروف من مذهب الشافعي] اهـ.

فالحاصل أن التعبير بـ"الحج الأكبر"، مختلفٌ فيه من جهة المراد بالحج الأكبر، وهذا الخلاف الأصل فيه التفرقة بين الحج الأكبر والحج الأصغر، وهذا أيضًا اختُلِفَ فيه بين أن الأكبر يقصد به القران، والأصغر يقصد به الإفراد، وبين أن الأكبر يقصد به الحج، والأصغر يقصد به العمرة، والأخير هو الأكثر شهرة بين العلماء.

قال الإمام النووي في بيان الحكمة من تسميته بـ"الحج الأكبر" في "شرح صحيح مسلم" (9/ 116): [قال العلماء: وقيل: الحج الأكبر؛ للاحتراز من الحج الأصغر، وهو العمرة] اهـ.

 

أقوال الفقهاء في تحديد يوم الحج الأكبر


كما اختلفت كلمة المفسرين وشراح الحديث في المقصود بالحج الأكبر، وأي الأيام يقصد به يوم الحج الأكبر؛ فقد اختلفت أقوال الفقهاء أيضًا في تحديد يوم الحج الأكبر، ولكن الرأي الأكثر حضورًا في هذا الأمر؛ هو أن المراد بيوم الحج الأكبر: هو يوم النحر؛ وقد ذهب إلى هذا القول جمهور الفقهاء في المذاهب الأربعة.

قال الإمام عثمان الزيلعي الحنفي في "تبيين الحقائق" (2/ 83، ط. الأميرية): [وفي قوله تعالى: ﴿يَوْمَ الْحَجِّ الْأَكْبَرِ﴾ [التوبة: 3] إشارة إليه؛ لأن الإضافة تفيد التخصيص؛ فيكون الحج الأكبر أخص به من الحج الأصغر، وهو العمرة، يعني بيوم النحر] اهـ.

وقال الإمام ابن عابدين الحنفي في "رد المحتار" (2/ 622، ط. دار الفكر): [مطلب في الحج الأكبر [تتمة]: قال العلامة نوح في رسالته المصنفة في تحقيق الحج الأكبر: قيل إنه الذي حج فيه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو المشهور، وقيل: يوم عرفة، جمعة أو غيرها، وإليه ذهب ابن عباس وابن عمر وابن الزبير وغيرهم، وقيل: يوم النحر، وإليه ذهب علي وابن أبي أوفى والمغيرة بن شعبة، وقيل: إنه أيام منى كلها، وهو قول مجاهد وسفيان الثوري، وقال مجاهد: الحج الأكبر: القران، والأصغر: الإفراد، وقال الزهري والشعبي وعطاء: الأكبر: الحج، والأصغر: العمرة] اهـ.

وقال الإمام أبو عبد الله المواق المالكي في "التاج والإكليل" (4/ 369، ط. دار الكتب العلمية): [قال مالك: ويوم النحر: هو يوم الحج الأكبر] اهـ.

وقال الإمام النووي الشافعي في "المجموع شرح المهذب" (8/ 223، ط. دار الفكر): [اختلف العلماء في يوم الحج الأكبر متى هو؛ فقيل: يوم عرفة، والصحيح الذي قاله الشافعي وأصحابنا وجماهير العلماء وتظاهرت عليه الأحاديث الصحيحة: أنه يوم النحر، وإنما قيل: الحج الأكبر؛ للاحتراز من الحج الأصغر، وهو العمرة] اهـ.

وقال الإمام ابن قدامة الحنبلي في "الكافي" (1/ 526، ط. دار الكتب العلمية): [يوم الحج الأكبر: يوم النحر.. سمي بذلك؛ لكثرة أفعال الحج فيه] اهـ.

وهذا القول الذي عليه جمهور الفقهاء هو الذي ذهب إلى أرجحيته وتصويبه غير واحدٍ من العلماء.

قال الإمام النووي في "الإيضاح" (ص: 356، ط. دار البشائر الإسلامية): [اختلف العلماء في يوم الحج الأكبر: فالصحيح أنه يوم النحر؛ لأن معظم أعمال المناسك فيه، وقيل: هو يوم عرفة، والصواب: الأول، وإنما قيل له: الحج الأكبر، من أجل قول الناس: العمرة: الحج الأصغر] اهـ.

وقال الإمام الصالحي في "سبل الهدى والرشاد" (12/ 77، ط. دار الكتب العلمية): [الحج الأكبر: يوم النَّحر، هذا هو الصواب] اهـ.


بناءً على ما سبق وفي واقعة السؤال: فإنَّ التعبيرَ بالحج الأكبر ورد ذكره في القرآن الكريم والسنة المطهرة كما سبق بيانه، وقد اختلف المفسرون وشراح الحديث والفقهاء في المراد بـ"الحج الأكبر" و"يوم الحج الأكبر"، والمختار ما ذهب إليه جمهور العلماء من أن المراد بـ"الحج الأكبر": الحج، والأصغر يقصد به العمرة، وأن "يوم الحج الأكبر" يقصد به يوم النحر -وهو العاشر من شهر ذي الحجة-.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية