رئيس التحرير
عصام كامل

«التعليم» تتحدى الغش بـ «البوكلت» و«الباركود» فى امتحانات الإعدادية.. خبير تربوى: النظام الجديد لا يحل المشكلات بالكامل ولابد من دور للأسرة فى التصدى للظاهرة

امتحانات الثانوية
امتحانات الثانوية العامة،فيتو

تستعد وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، لعقد امتحانات الفصل الدراسى الثانى لطلاب الشهادة الإعدادية للعام الدراسى الحالى 2023-2024، من خلال حشد أسلحتها لضمان نزاهة الامتحانات على مستوى الجمهورية، سواء بنظام البوكليت أو بالنظام التقليدى المتعارف عليه من قبل الطلاب.

ووضعت وزارة التربية والتعليم، مواجهة الغش على رأس الأولويات، بعد أن امتدت تلك الظاهرة إلى المرحلة الإعدادية ولم تعد مقصورة فقط على الثانوية العامة، ويعد أنظمة مثل البوكليت الذى يشمل العديد من الأسئلة فى عدة ورقات، إحدى الطرق للمواجهة إذ يصعب غشها أو تسريبها.

ولجأت عدد من المحافظات إلى تطبيق نظام البوكليت فى الشهادة الإعدادية للسيطرة على عملية الغش داخل اللجان، وهو ما نجحت فيه تلك المحافظات إلى حد كبير، وهي: الدقهلية والوادى الجديد وبورسعيد، بينما لجأت باقى المحافظات إلى النظام القديم لعدم توافر الإمكانات، ولتمر امتحانات الصف الثالث الإعدادى مرور الكرام بجميع محافظات الجمهورية، حرصت التربية والتعليم على إعداد خطة مُحكمة، أبرز محاورها، كما كشف مصدر داخل التربية والتعليم، أن “الوزارة ” ستستخدم تقنية الباركود لأوراق الأسئلة حتى تضمن سيطرتها الكاملة على اللجان.

وأكد مصدر وزارة التربية والتعليم أن استخدام تقنية الباركود يأتى لضمان حقوق ومصلحة الطالب، مشيرا إلى أن الوزارة شددت على ضرورة مواصلة الإجراءات الدقيقة الخاصة بالتفتيش قبل دخول الامتحانات لمختلف المراحل، والتأكد من عدم حيازة الطلاب أى أجهزة إلكترونية، وكذلك تدوير عمال المدارس بين الإدارات التعليمية.

استخدام الهاتف المحمول

وأشار إلى أنه سيتم منع المراقبين من استخدامهم للهاتف المحمول وسيقتصر الأمر على رئيس اللجنة ونائبه من أجل التواصل مع غرفة العمليات فى حالة الضرورة القصوى، بالإضافة إلى تكليف أحد الملاحظين من المشهود لهم بالنزاهة والانضباط للقيام بالعمل كمسئول أمن للجنة، ويعاونه فى ذلك بعض العاملين للإشراف على البوابات، أثناء دخول وخروج الطلاب، والتأكيد على مشرفى الأدوار بعدم تواجد طلاب باللجان، أثناء فترات الراحة لأى سبب من الأسباب، وعدم السماح بدخول الحقائب أو اللفائف، بالإضافة إلى عدم دخول أى أفراد إلى اللجان إلا المصرح لهم بمتابعة الامتحانات.

ومن جانبه قال الخبير التربوى وأستاذ التربية بجامعة عين شمس، إن نظام البوكليت ينجح بشكل كبير فى تقليل ظاهرة الغش إلا أنه لا يحل جذريا تلك المشكلة؛ لأن الغش مرتبط بعدة أمور متصلة غير شكل وتنظيم ورقة الأسئلة منها ما يتصل بالطالب من قيم وأساليب تربيته، أو المعلم ضميره ولياقته الصحية والنفسية المراقبة ومدى رضاه عن عمله، والمناهج ومستوى صعوبتها، وأسرة الطالب من حيث نظرتها إلى الغش باعتباره أمرا محرما أم لا، ونقل ذلك إلى ابنها، وأيضًا الامتحانات نفسها ومدى صعوبتها.

وبالتالى لا بد من معالجة مشكلة الغش بشكل نظامى ومتكامل من خلال ممارسة الأسرة ودورها التربوى فى غرس القيم الإيجابية لدى أولادها والبعد عن القيم السلبية مثل الغش، وكذلك إتاحة فرص متنوعة للناجحين للالتحاق بالمرحلة الثانوية بكافة أشكالها، واتخاذ إجراءات رادعة ضد الطلاب الغشاشين، وبعد أسئلة الامتحانات عن الحفظ الصم والتأكيد على قياس الفهم والقدرة على تطبيق المعلومات، وتقليل عدد الطلاب فى اللجان مما يسمح بمزيد من السيطرة عليها، والتدقيق فى اختيار المراقبين مما تتوافر فيهم اللياقة الصحية والنفسية.

فيما قال الدكتور عاصم حجازى، أستاذ علم النفس والقياس والتقويم التربوى المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة، أنه أصبح معروفا لدى الجميع أن الأسئلة التى يتم استخدامها فى نظامى البوكليت والبابل شيت هى الأدق والأكثر موضوعية فى تقدير درجة الطالب حيث إن العوامل الذاتية كالتعب والإرهاق والتحيز وسوء الخط والحالة النفسية والمزاجية للطالب أو المصحح لا تؤثر فى هذا النوع من الأسئلة.

وأكد حجازى، أن ظاهرة الغش مشكلة لا ترتبط بنوع الأسئلة بقدر ما ترتبط بعوامل أخرى كثيرة وللقضاء على الغش هناك مجموعة من الإجراءات المهمة يجب اتباعها منها، جذب الطالب للمدرسة مرة أخرى والعمل على زيادة نسبة الحضور وانتظام العملية التعليمية، وربط التعليم بالحياة والواقع وجعل المناهج تقدم محتوى ذا معنى بالنسبة للطالب وقادرة على جذب انتباهه وتحقيق متعة التعلم، واتخاذ إجراءات تقويمية أقل حدة وأقل إثارة للقلق والتوتر بحيث تتنوع وسائل التقويم وتتعدد، بحيث تتوزع على أكثر من مرة على مدار العام، وقيام المؤسسات الدينية والثقافية بدورها فى التوعية بخطورة الغش من خلال تنظيم قوافل متعددة التخصصات تجوب القرى والمدن للتوعية بمخاطر الغش، وتعديل القوانين الخاصة بمحاربة الغش وتغليظ العقوبات واتخاذ ما يلزم من إجراءات متطورة للسيطرة على الغش.

 

الجريدة الرسمية