رئيس التحرير
عصام كامل

تستاهل الحب

فيه قصة جميلة هزتني مرة لما قريتها، كانت بتقول أن فيه شاب حمل أمه الكبيرة في السن على ضهره وراح بيها لجبل عشان يسيبها هناك تموت ويرتاح من همها، وهي ترتاح برضه من تعبها اللي استمر لسنين كتير وبقى حمل عليه وعليها هي كمان.

قلبه كان وصل لمرحلة كبيرة من القسوة وبقى مليان بغض من ناحية أمه الست الكبيرة والتعبانة، سواء بحكم السن أو بحكم المرض اللي كان بينهش في جسمها بدون رحمة ولا إحساس.

والملفت أن وهما ماشيين في الغابة والطرق اللي مليانة تشعبات، الأم كانت بتقطع الأغصان والورق وترميهم وراها في السكة والشاب مكانش واخد باله، وكان فاكر أنها بتسلي نفسها أو بتلعب علشان متحسش بالوقت وهما ماشيين في طريقهم.

حب وقسوة

ولما وصلوا لقمة الجبل، الابن ساب أمه لوحدها ومشي، ولكن وهو في طريقه وهو راجع، لقى نفسه تايه مش عارف يرجع منين؟، الطرق كلها شبه بعض فسمع صوت أمه بتنادي عليه وبتقوله: "يا ابني، خفت عليك تتوه في الرجوع، فرميت الأوراق والأغصان في الطريق عشان تعرف ترجع، يا ابني، ارجع بالسلامة".

مشهدين ضد بعض تماما الأم بتحب الأبن وبتفكر فيه طول الوقت، وهو بيقابل الحب ده بقسوة وقلبه ممالش في لحظة وقال لا إزاي اعمل كده معاها وهي اللي شالتي كل السنين دي!، وبقوا زي الترنيمة اللي كنا بنقولها زمان واحد أبيض واحد أسود واحد عكس التاني تمام.

والحقيقي، القصة دي هزتني جدًا أن إزاي يعني بعد كل الحب ده، الابن يقابل أمه بالجفاء والقسوة؟ وكتير بنسمع عن قصص حب بتتقابل بالظلم والقسوة، وفي حياتنا فيه أوقات كتير بنبقى عاملين زي الابن ده، فيه اللي يكون بيقدم لنا حب كتير وبيضحي علشانا كتير أو حتى طول الوقت، ولكن مبيلاقيش مننا غير كل قسوة وكل جفاء كأن اللي بيقدمه لينا ده حق مكتسب مش محبة هو بيقدمها من غير ما نطلب.

قبل ما تفتكر أن محبة الناس ليك هي واجب عليهم، خليك فاكر أنهم حبوك علشان شافوا فيك حاجة "تستاهل الحب"، المهم فعلًا تكون قده، وتحس بقيمته وتقدر كل اللي بيتقدملك منهم.
Instagram: @pwagiih

الجريدة الرسمية