رئيس التحرير
عصام كامل

سر القسوة!

ليست المرة الاولى التى تفض فيها الشرطة الامريكية بقسوة وعنف مظاهرة أو إحتجاج شعبى.. فهذا ما اعتادت عليه دوما رغم الإدعاء بأن أمريكا هى بلد الحريات وحارس الديمقراطية فى العالم.. لكن القسوة المفرطة التى تعامل بها أمن أمريكا  مع احتجاجات طلبة الجامعة لها معنى آخر غير أنه يؤكد زيف إدعاءات الأمريكان الخاصة بالديمقراطية وحرية الرأى وحق التظاهر.. 

ويتمثل فى الحرص البالغ من قبل السلطات الامريكية على رضى يهود أمريكا فى سنة الاننخابات الرئاسية، حرصا على عدم ضياع أصواتهم بعد أن بدأت تضيع الأصوات العربية من الرئيس بايدن فى تلك الانتخابات لدعمهم لإسرائيل فى حربها الوحشية ضد أهل غزة. 


وفى هذا السياق وبهذا المعنى يمكن تفسير إعتماد الكونجرس الامريكى المساعدة المالية الضخمة لإسرائيل.. أنها الرغبة في رضى يهود أمريكا للحصول على أصواتهم فى انتخابات الرئاسة المقبلة، خاصة وأن بايدن لا يخفى عليه أن حكومة نتنياهو تأمل أن يفوز الرئيس السابق ترامب فى هذه الانتخابات لأنها تراه سيكون أكثر دعما لها مستقبلا.. لذلك تمد يدها بكل أشكال الدعم لإسرائيل الآن فى حربها الوحشية ضد أهل غزة. 


أما حماس إدارة بايدن للتوصل إلى هدنة فى غزة فهو من أجل إتمام صفقة جديدة للأسرى يتم بموجبها الافراج عن عدد آخر من  المحتجزين الاسرائيليين فى غزة منذ السابع من أكتوبر العام الماضى.. 

 

أى أنه من إجل مصلحة إسرائيل أولا، ووتهدئة القطاعات الغاضبة من الرأى العام الأمريكى لإستمرار الحرب  والتى صارت موجودة داخل حزب بايدن الديمقراطى من اليسار فيه. 

 


وهكذا يدفع طلاب أمريكا الذين يحتجون على وحشية إسرائيل بما يواجهون من فصل وإيقاف عن الدراسة وإعتداء بدنى وإعتقال وتوقيف ثمنا لرغبة الرئيس بايدن الإستمرار فى البيت الأبيض لفترة رئاسية قادمة، ويالها من ديمقراطية!  

Advertisements

الجريدة الرسمية