رئيس التحرير
عصام كامل

تتوسطه مسلة مصرية ويباع فيه الذرة المشوي.. جولة في ميدان السلطان أحمد بمدينة إسطنبول التركية (صور)

رأس ميدوسا، فيتو
رأس ميدوسا، فيتو

بمجرد أن تطأ قدماك أرض مدينة إسطنبول وتحديدًا ميدان "السلطان أحمد" يلفت انتباهك من على بعد مئات الأمتار مسلة مصرية تتزين بحروف هيروغليفية تتوسط ميدانا يضم متحفا ومسجد آيا صوفيا.

المسلة المصرية بإسطنبول تحتمس الثالث

المسلة المصرية المعروفة بـ "تحتمس الثالث" تقع وسط ميدان السلطان أحمد، الأكثر شهرة في مدينة إسطنبول التركية، ما يدفع الزوار من كافة الجنسيات للتساؤل عن أسرار المسلة المصرية وسبب تواجدها في تلك البقعة السياحية وكيف ومتى تم نقلها لتزيين الميدان بها.

 

 المسلة المصرية للملك “تحتمس الثالث” التي تزين ميدان السلطان أحمد في اسطنبول  نقلت من مصر إلى إسطنبول على يد الإمبراطور الروماني ثيودوسيوس الأول، ويعود تاريخها للفرعون المصرى القديم تحتمس الثالث، الذي شيدها خلال القرن الخامس عشر قبل الميلاد، عام 1490 ق.م، حينها شيد تحتمس الثالث اثنتين من المسلات أمام معبد الكرنك في الأقصر، لإحياء ذكرى انتصارات قواته على بلاد ما بين النهرين، وتم بناء المسلات من جرانيت وردى نادر.

ونحتت المسلة في أسوان لوجود الجرانيت هُناك، ومكانها الأصلى جنوب الصرح السابِع بمعبد آمون رع في الكرنك، وقد استهدف تحتمس تخليد ذكرى انتصاراته في نهر الفرات، بعد أن قام بـ17 حملة عسكرية في آسيا الصُغرى وانتصر فيها جميعًا، لكن في القرن الرابع قبل الميلاد قام الإمبراطور الرومانى ثيوديوس الأول، بنقل المسلة إلى القسطنطينية، ونقلت هذه المسلة الضخمة من نهر النيل إلى الإسكندرية ثم إلى إسطنبول، وظلت فترة مركونة بسبب صعوبة وضعها بشكل صحيح نظرًا لكبر حجمها حتى تولى بروكلوس إدارة المدينة ليحولها إلى نصب تذكارى ويرفعها على أربع كتل مقامة على قاعدة بنقوش رومانية ليشاهد منها الإمبراطور والشخصيات البارزة مباريات السباق والعروض الموسيقية والراقصين وسباقات المركبات.

ويبلغ طول مسلة تحتمس الثالث نحو 30 مترا، وما زالت جوانبها مصقولة بالنقوش والحروف الهيروغليفية، رغم تعرضها للتخريب، خلال نقلها من مصر إلى تركيا، ما أدى إلى انخفاض طولها، وأصبح 19 مترًا.

 ميدان السلطان أحمد بإسطنبول 

ميدان السلطان أحمد كان مضمارًا لسباق الخيول والعروض الرياضية والاحتفالات في مدينة القسطنطينية في عهد الإمبراطورية الرومانية، كما أنه كان يمثل مركزًا اجتماعيا للمدينة والألعاب الرياضية الشهيرة في العهد البيزنطي قبل أن يصبح ساحة سياحية لكل الزوار من كافة بلدان العالم.

 

 

 

ومؤخرًا وبعد ترميمه  اكتسب الميدان شكلا معماريا وتراثيا يحمل تاريخه نظرًا لوجود عدة أثار مهمة فيه  كمسجد "آيا صوفيا"، ومتحف آيا صوفيا الذي يعرض تاريخ بنائه بتقنية ثلاثية الأبعاد، والمسلة المصرية الشهيرة وبعض الآثار الأخري، ليس ذلك فحسب بل يجمع الموقع بين ما هو تاريخي وحديث فيتوسط الميدان  علي الجهة اليمني نافورة المياه التي تقع  أمام آيا صوفيا، وكذلك "السبيل" الذي يلجأ إليه رواد الميدان لروي عطشهم بالماء البارد، كما يوجد ايضا " الترام " ومحال يعرض فيها الفنانون فنهم والتي يتم نصبها في الساحة المقابلة للمتحف الإسلامي التركي بقباب صغيرة لتعطي لها مظهرا عثمانيا.

وبعيدًا عن أجواء الميدان الممتعة، بمقدورك الانتقال إلى الحديقة الموجودة بجوار الميدان لتتمتع ببعضٍ من الهدوء والاسترخاء حيث ستعثر فيها على عددًا من الأشجار الخضراء ومساحات خضراء جميلة.

ويضم الكثير من الأماكن السياحية منها النافورة الالمانية في اسطنبول وقصر توب كابي بحديقته الخضراء حديقة جولهانه.

الباعة الجائلون أصحاب المظاهر الساحرة

أما عن المشاهد الجمالية المتنقلة في الميدان، فلا ننسى ذكر الباعة  الجائلين، وعلى عكس الصورة الذهنية لمثل تلك الأسواق، حرصت السلطات على تنظيم الأمر بشكل حضاري،  فبائعو الحلوى  والآيس كريم والدرة المصري الشهير هناك المعروف باسم "كوز مصر" والفطائر اللذيذة والبقلاوة الشهيرة يجعلك ترفض مغادرة الميدان قبل التقاط الصور التذكارية.

 كما أيضا يمكن لزوار الميدان الاختيار من بين مجموعة من المطاعم المنتشرة في المكان لقضاء بعض الوقت هناك.

 ويتوافد العرائس والعرسان سواء من أصحاب الجنسية التركية أو غيرها علي المكان بفساتين الزفاف  لالتقاط الصور التذكارية، ولا ننسى بالذكر أيضا أن الحيوانات أيضا تستمتع بالراحة والهدوء والسلام في الميدان العريق فنجد أن القطط  تأخذ قسطًا من الراحة علي المقاعد المتواجدة بحديقة  الميدان دون الخوف من أن يتم أذيتها.

خزان البازيليك.. عظمة تحت الأرض

أيضا  لا يمكن أن تخول الجولة من التطرق إلى تلة القسطنطينية الأولى، إلى الغرب من الساحة الواقعة بين متحف آيا صوفيا ومسجد السلطان أحمد، وقريبًا من حجر المليون الذي عُد مركز العالم في العهد البيزنطي ويعرف باسم "خزان البازيليك" والذي حفر تحت الأرض منذ أكثر من 1600 عام،  ويتميز بالبرودة  وكذلك يضم العديد من الأعمدة والتماثيل مثل "رأس ميدوسا المقلوب" الأسطورة  الخيالية التي ذاع صيتها بأن لديها  القدرة على تحويل أولئك الذين ينظرون إليها إلى حجر، والسلالم  والأضواء الخافتة الخاصة التي  يتلألأ انعكاسها على المياه التي تغمر الأرضية بما يقارب نصف المتر، صُممت فوقها عدد من الجسور الحديدية على شكل ممرات، ويمكن للزوار رؤية أرضية الخزان  الممتلة بملايين من العملات المعدنية الملقاة في مياهه كنوع من الترجي لتحقيق الأمنيات، اضافة  الي قطرات من الماء المتساقط بين الحين والآخر على رأس الزوار.

وما يلفت الأنظار من هذه الأعمدة المختلفة عمود الدمعة المنقوش بشكل حلزوني، الذي يروي أنه صُنع ذكرى للعمال الذين فقدوا حياتهم أثناء بناء الخزان.

ويعد المبنى المحفور تحت الأرض  عبارة  عن مبنى ضخم مستطيل الشكل بناه الإمبراطور البيزنطي جستنيان الأول، على مساحة تبلغ حوالي ألف متر مربع، ويبلغ طوله 140 مترًا وعرضه 70 مترًا، بسعة تخزين المياه 80 ألف طن،  كما أنها تميز بتلبية احتياجات المدينة المائية لمئات السنين، عن طريق توزيع المياه التي تم الحصول عليها من المجاري المائية قبل أن يتحول من مخزن للمياه إلى متحف يقبل عليه الزوار من كافة الجنسيات.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.


 

الجريدة الرسمية