رئيس التحرير
عصام كامل

صفات النفس البشرية

الأسرار الإلهية في مملكة الإنسان (5)

لازال الحديث ممتدا عن النفس البشرية. فالنفس البشرية لها صفات أربع  خلاف ما ذكرناه في المقال السابق والتي هي الأمارة بالسوء، واللوامة، والملهمة، والراضية، والمرضية، والنفس الكاملة. وهذه الصفات وهي الصفات السبعية والتي تظهر عند ثورة الغضب والعداوة والبغضاء والتهجم على الناس بالضرب والشتم والعدوان عليهم والإنتقام والتهور.. 

والصفة الثانية وهي الصفة البهيمية وهي المتعلقة بالغرائز والشهوات والتي تظهر في الشره والحرص وشهوة الطعام والشراب والنكاح وسائر الشهوات المعلوم منها والخفي..

Advertisements


والصفة الثالثة وهي الصفة الشيطانية وهي المتعلقة بالأنا والكبرياء والتجبر والإستعلاء والإستبداد بالأمور كلها. وحب الرياسة والتفرد بها والإنسلاخ من ربقة العبودية وإطلاق العنان لهوى النفس. والإستغراق في الشهوات وإدعاء التفرد والتميز بالعلم والطمع والاستيلاء بالقهر والقوة على ما لدى الغير. وحسد الغير والطمع فيما عنده وكذلك من مظاهرها الشر والكيد والمكر والخداع وقد يظهر الشر في معرض الخير.. أي ظاهره حق وباطنه باطل.أي باطل في صورة الخير.. 

 

وكل هذه الصفات من صفات الشيطان. والصفة الرابعة هي الصفة الربانية وهي الصفات التي منحها الله تعالى للإنسان من صفات ربوبيته عز وجل والتي منها صفة العلم والسمع والبصر والقدرة والإرادة وغيرها من صفات ربوبيته سبحانه وتعالى. وتقع كلها تحت لوائها. وبها يعطى الإنسان الصلاحية لمهمة استخلافه في الأرض حتى يكون الإنسان فعالا في الأرض. وذلك لأنها من مقومات استخلافه في الأرض.

 
هذه هي الأوصاف الأربع الكامنة في النفس البشرية.. هذا وبالنسبة للأمراض المبطونة في النفس والتي هي مناط الحجاب والبعد عن الله تعالى وسر وسبب شقاء الإنسان في الدنيا والآخرة وإفساده في الأرض وعجزه عن أداء الأمانة التي حملها وكان لنفسه ظلوما جهولا..

أمراض النفس البشرية


فهي أمراض كثيرة قد يجهلها الكثير من الناس، وذلك لكونها في باطن أنفسهم وليس لها أعراض ملموسة في الظاهر، ولعدم ورود إمدادات الإعانة الإلهية. والتي منها مدد أنوار الهداية والإستقامة، وذلك لابتعادهم عن منهج الله تعالى وهدي النبي الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله وهجر سنته الرشيدة. 


هذا ولا شك أن أمراض النفس البشرية هي سبب شقاء الإنسان وإفساده في الأرض. وربما تكون سبب دخوله النار ومقامه في العذاب في الآخرة.. ومن المعلوم أن أشد وأخطر آفات النفس وهي الأصل في جميع الآفات والأمراض العالقة بالقلب والنفس.. حب الدنيا فهي رأس كل خطيئة ومنه يتولد الطمع والحسد والحقد والبخل والحرص والصراعات والتكالب.


وفي الحديث عنه صلى الله عليه وسلم وعلى آله أنه قال: “لا يجتمع حبان في قلب العبد حب الله وحب الدنيا”.. ثم تأتي آفة الكبر والإستعلاء والعظمة وهي من الآفات والأمراض المهلكة وذلك لأن فيها منازعة للحق سبحانه وتعالى فهي صفات ذاتية خاصة به عز وجل. ولقد حذر سبحانه من منازعته فيها حيث قال تعالى في الحديث القدسي: "العظمة ردائي والكبرياء إزاري فمن شاركني في أحدهما ألقيته في النار ولا أبالي.. وفي رواية أخرى.. فليبارزني"..
 

 

هذا ومن أخطر الأمراض الباطنة في النفس والمهلكة لصاحبها إن لم يتب هو النفاق وهو إظهار الإنسان عكس وخلاف ما يبطنه ولقد أشار الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وعلى آله إلى علامات المنافق بقوله: "آية المنافق ثلاث. إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان".. وفي رواية أخري “وإذا خاصم فجر”..
وأهل النفاق هم أسوء أهل النار حالا فهم في الدرك الأسفل من النار.. عزيزي القارئ نستكمل الحديث  على أسرار الله تعالى في النفس البشرية بمشيئة الله تعالى في المقالات التالية..

الجريدة الرسمية