رئيس التحرير
عصام كامل

مسجد الطباخ، تاريخه يحكي قصة رجلين اقتربا من السلطة فاحترقا بنارها

مسجد الطباخ، فيتو
مسجد الطباخ، فيتو

يعد مسجد الطباخ أقدم المساجد المملوكية بوسط القاهرة، وهو يمثل تحفة معمارية من الخارج والداخل.

ويقع هذا المسجد بميدان محمد فريد "ميدان أبو ظريفة سابقًا" بحي عابدين، أمام محطة مترو محمد نجيب، وبجوار مبنى محافظة القاهرة.

تاريخ هذا المسجد النادر يحكي تفاصيل قصتي رجلين، اقتربا بشدة من السلطان، ولكن شاءت الأقدار أن تتبدل أحوالهما، من الغنى والتمكين إلى الاستبعاد والتجاهل، بسبب الوشايات والأحقاد.

 

أنشأه الأمير أقوش الاستادار

شيد سنة ‏1243‏ على يد الأمير جمال الدين أقوش، الذي كان استادارا للملك الصالح نجم الدين أيوب، و”استادار” هي إحدى الوظائف الهامة في العصر المملوكي والكلمة مكونة من مقطعين “أستاذ الدار‏” أي المسؤول عن القصور السلطانية‏.

Advertisements

ويقول المقريزى، إن جامع الطباخ مسجد قديم أنشأه الأمير جمال الدين آفوش وجدده الحاج على الطباخ، وكان الأمير جمال الدين آفوش يتولى نيابة الكرك فى عهد السلطان الناصر محمد.

وكان السلطان يثق به ويطمئن إليه، ولذلك فإنه عندما فكر فى ترك السلطنة لبيبرس جاشنكير لم يجد غير الكرك للاعتكاف بها، ومن هناك أرسل خطاب تخليه عن كرسى السلطنة.

قام الأمير جمال الدين آفوش ببناء مجموعة من العمائر منها مستشفى بحي الصاغة، وجامع فى ميدان اللوق الذى عرف فيما بعد بجامع الطباخ، من ماله الخاص.

مات في السجن

ولكن ساءت العلاقة بين السلطان والأمير جمال الدين آفوش فى آخر أيامه، وذلك نتيجة للوشايات والوقيعة التى كان يدس بها حساده مما جعل السلطان يأمر بترحيل الأمير إلى الإسكندرية وحبسه هناك، فتأثر آقوش بتبدل حاله فمات بالسجن، ودفن بتربته التي أنشأها بالقرافة الصغرى (جبّانة الإمام الشافعي). وبعد موت الأمير آقوش تعرض مسجده للانهيار والهدم.

 

وحول سبب تسمية الجامع فيما بعد بجامع الطباخ، هو أنه عندما تهدم مسجد الأمير آفوش جدد بناءه الحاج علي الذى كان يعمل طباخًا لدى قصر السلطان الناصر محمد بن قلاوون.

 ونشأ على الطباخ بمصر، وخدم الملك الناصر محمد أثناء فترة عزله عن السلطنة فى مدينة الكرك، فلما قدم إلى مصر جعله المشرف على مائدة السلطان وسلمه المطبخ السلطانى، فكثر ماله بسبب كثرة الأفراح وصنع الولائم والأعراس لدى الأمراء والملوك، حسب ما يقول المقريزي.

فقام بتجديد المسجد على نفقته الخاصة، وجعل له منبرا غاية في الروعة والجمال، وسُمي المسجد بـ(الطباخ)، نسبة إليه. 

كان مسؤولا عن صنع الولائم

وكان الحاج علي طباخا ماهرًا، كما كان يتولى مهمة الإشراف على مائدة السلطان، وأيضًا كان عقلية تجارية من الدرجة الأولى بجانب مهارته في الطبخ لدرجة أنه كان مسؤولا عن صنع الولائم في كل أفراح الملوك الأمراء؛ ولذا فقد كان شخصيته مهمة في القصر يهابه من دونه.

وعندما تولى الحكم السلطان الكامل سيف الدين شعبان بن الناصر قلاوون، استمع لوشاية المغرضين الذين كانوا ساخطين على "الحاج علي" لقربه من السلطان، فقام بطرده من المطبخ السلطاني، ومصادرة أمواله. 

وأُهمل الجامع مرة أخرى، وتحول إلى أطلال تذكر الناس بمفارقات سيرة الطباخ.

في عهد سليمان القانوني

وفي عهد السلطان العثماني سليمان القانوني، وبالتحديد في عام 1542م-949هـ، تم إعادة بناء المسجد، وقد وثقت لجنة حفظ الآثار العربية عام 1889 ذلك بإشارتها إلى أنه كان مكتوبا على عتبة المسجد العمومية ما يدل على ذلك.

 وفي عام 1931م– 1350هـ؛ وخلال عهد الملك فؤاد الأول، جُدد المسجد على الطراز المملوكي، وخاصة مئذنته، ولا يزال باب المسجد يحمل شريطا كتابيا يشير لذلك، نصه: "جُدد هذا المسجد في عصر صاحب الجلالة فؤاد الأول ملك مصر المعظم سنة 1350هجرية.

والمسجد مبني من الطوب الأحمر، وله باب واحد رئيس يطل على الميدان، وبه منبر خشبي مزركش ومزخرف بفتحات من الأرابيسك.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية