معلومات مهمة عن قلعة آلموت الوكر التاريخي لـ"الباطنية".. حائط الصد الأول لأنصار مذهب أهل الظلام.. تصميمها عبقري ومحاولة احتلالها شبه مستحيلة
مسلسل الحشاشين، شهد أمس تحولا دراميا جديد، إذ اتضحت ملامح خطة حسن الصباح الجديدة، لتحصين قلعة آلموت، من خلال إلغاء الباب الرئيسى لمدخل القلعة، وعمل 7 أبواب وهمية، وجعل الباب الوحيد للقلعة سريا لا يعلمه إلا هو ومعاونوه.
هذا ما ظهر في المسلسل الذي يقوم ببطولته الفنان كريم عبد العزيز وطيف واسع من النجوم، لكن ماذا عن التفاصيل الحقيقية لـ قلعة آلموت ؟
عن قلعة ألَموت
هي وكر العقاب كما يطلق عليها، وبنيت على ارتفاع 2,100 متر، ما جعلها حصنا جبليا وسط جبال البرز، أو جبال الديلم جنوب بحر قزوين في مدينة رود بار بالقرب من نهر شاه ورد، والتي تبعد حوالي 100 كم عن العاصمة طهران.
اختير مكان قلعة ألموت فوق طنب ضيق على قمة صخرة عالية في قلب جبال ألبرز، للسيطرة على وادٍ مغلق صالح للزراعة يبلغ طوله ثلاثين ميلًا وأقصى عرضه ثلاثة أميال يرتفع أكثر من 6000 قدم فوق سطح الأرض، ولا يمكن الوصول إليه إلا عبر طريق ضيق شديد الانحدار حيث صممت بطريقة تجعل من المستحيل الوصول اليها إلا عن طريق واحد يصل إليها من على منحدر مصطنع شديد الخطورة، بما يعني استحالة غزوها بأي صورة من الصور.
وحتى الآن لا يعرف الباني الأساسي لـ قلعة ألموت، ويقال إن من بناها هو أحد ملوك الديلم القدماء وسمّاها ألوه أموت، ومعناها عش النسر، ثم جددها حاكم علوي عام 860، وبقيت في أيديهم حتى دخلتها طائفة من الإسماعيلية ـ الحشاشين ـ بواسطة أميرهم حسن الصباح في 7 رجب 483 هـ ـ 4 سبتمبر 1090، وطرد الصباح حاكم القلعة، وفي روايات أخرى اشتراها منه بـ 3000 دينار ذهبي.
من هو حسن الصباح ؟
ولد عام 1037م في بلاد فارس ـ إيران ـ وكان يلقب بالسيد أو شيخ الجبل، وهو مؤسس ما يعرف بـ الدعوة الجديدة أو الطائفة الإسماعيلية النزارية المشرقية أو الباطنية أو الحشاشون حسب التسمية الأوروبية.
ويذكر بعض المؤرخين أن حسن الصباح ولد في قم معقل الشيعة الإثنى عشرية (طائفة دينية) حيث نشأ في بيئة شيعية اثني عشرية ثم انتقلت عائلته إلى الري مركز لنشاطات الطائفة الإسماعيلية فاتخذ الطريقة الإسماعيلية الفاطمية وعمره 17 سنة.
وقال في مذكراته عن تلك الفترة: «ظللت حتى السابعة عشرة دارسًا وباحثًا في المعرفة ولكني بقيت على عقيدة أجدادي الإثنى عشرية وذات يوم التقيت برجل، أحد الرفاق وهو تعبير يطلقه الإسماعيليون على أنفسهم يدعى عميره زاراب كان من وقت لآخر يدعو إلى نظرية الخلفاء في مصر وقال حسن الصباح أيضا: «وكان عميره زاراب ذا شخصية قوية، وعندما ناقشني لأول مرة قال إن الإسماعيلية يقولون كذا وكيت «.وكان عميرة يقول لي» عندما تخلو إلى التأمل في سريرك أثناء الليل ستعرف أن ما أقوله لك مقنع.
وفي عام 471 هـ/1078 م ذهب إلى مصر في زمن المستنصر بالله الفاطمي، وعاد بعد ذلك لينشر الدعوة في فارس.
توفي الصباح عام 1124 م في قلعته، واختلفت المصادر عن مصير ذريته، المصادر الغربية وبعض العربية تذكر انه قتل أولاده في حياته، إلا أن المصادر كلها اجمعت على انه مات من غير جناية وخلفه بزرك أميد (برزجميد)، وكلف ناس بشئون الدعوة والإدارة وقيادة القوات، وطلب منهم التعاون مع بعض حتى ظهور الإمام المستتر ويتولى شئون الطائفة ووصفه ابن الأثير بأنه كان رجلا حاد الذهن عالما بالهندسة والحساب والفلك والسحر.
ونال حسن الصباح باحترام كبير عند الإسماعيليين باعتباره محرك «للدعوة الجديدة»، أي النظرية الإسماعيلية المعدلة التي ظهرت بعد الانشقاق عن القاهرة والمسماة بالنزارية، لم يدع حسن الصباح بأنه الإمام ولكن ممثل الإمام فقط، وبعد اختفاء الإمام ظل هو زعيم الدعوة والحجة أو البرهان ونبع المعرفة للامام المستتر، والرابط الحي بين خط الأئمة الظاهرين وفي المستقبل.
من هم الحشاشون ؟
هي طائفة شيعية إسماعيلية نزارية باطنية، انفصلت عن العبيديين الفاطميين في أواخر القرن الخامس هجري/الحادي عشر ميلادي لتدعو إلى إمامة نزار المصطفى لدين الله ومن جاء مِن نسله، واشتهرت ما بين القرن 5 و7 هجري الموافق 11 و13 ميلادي، وكانت معاقلهم الأساسية في بلاد فارس وفي الشام بعد أن هاجر إليها بعضهم من إيران.
أسّس الطائفة الحسن بن الصباح الذي اتخذ من قلعة آلموت في فارس مركزًا لنشر دعوته؛ وترسيخ أركان دولته بعد دراسة عقائد المذهب الإسماعيلي في مصر، حيث غادر حسن الصباح القاهرة، بعد عدة خلافات سياسية، ووصل أصفهان سنة 1081 م، ليبدأ رحلته في نشر تعاليم العقيدة الإسماعيلية، وركّز جهوده على أقصى الشمال الفارسي، وبالتحديد على الهضبة المعروفة بإقليم الديلم واستطاع أن يكسب الكثير من الأنصار في تلك المنطقة.
لم يكن حسن الصباح مشغولًا فقط بكسب الأنصار لقضيته؛ وإنما كان مشغولًا أيضًا بإيجاد قاعدة لنشر العقيدة الإسماعيلية في كل البلاد للابتعاد عن خطر السلاجقة لهذا فضل معقلًا نائيًا ومنيعًا وملاذًا آمنًا للإسماعيليين، وقع اختياره على قلعة ألموت ودخلها سرا يوم الأربعاء الموافق 4 سبتمبر 1090م بفضل أنصاره المتخفين داخل القلعة وظل متخفيًا داخلها لفترة وجيزة قبل أن يسيطر على كامل القلعة وبذلك أصبح سيّدًا لها ولم يغادرها طيلة 35 عامًا حتى وفاته، وكانوا بهذه الفترة يمثّلون امتدادًا للدولة الفاطمية في القاهرة قبل حدوث الانشقاق بينهما.
استمرت القلعة محتفظة بجزء واضح من هيكلها القديم حتى عام 2004، وداهمها أنذاك زلزال قوي في المنطقة وخرّب ما تبقى من الجدران الآيلة من الحصن، ولكن تبقى سيرتها محفورة في الأذهان.
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.