رئيس التحرير
عصام كامل

حدث في 28 رمضان، اندلاع معركة وادي لكة الفاصلة في فتح الأندلس

الفتوحات الإسلامية،
الفتوحات الإسلامية، فيتو

حدث في رمضان، في مثل هذا اليوم 28 رمضان من العام 92 هجريا نشبت معركة شذونة أو وادي لكة بين المسلمين بقيادة طارق بن زياد والقوط الغربيين بقيادة لذريق، وكان النصر فيها حليف المسلمين، وقد هيأ هذا النصر أن يدخل الإسلام إلى أيبيريا، وأن تظل دولة مسلمة ثمانية قرون.

سقوط دولة القوط الغربيين

ووقعت المعركة في 28 رمضان 92 هـ /19 يوليو 711 م بين قوات الدولة الأموية بقيادة طارق بن زياد وجيش القوط الغربيين بقيادة الملك رودريك الذي يعرف في المصادر الإسلامية باسم لذريق.

 انتصر المسلمون في تلك المعركة انتصارًا ساحقًا أدى لسقوط دولة القوط الغربيين، وبالتالي سقوط معظم أراضي شبه الجزيرة الأيبيرية تحت سيطرة الأمويين.

لم تتناول الكثير من المصادر الغربية المعركة، حيث كان المصدر الرئيسي في المصادر الغربية التي تناولت هو تأريخ عام 754 الذي كتب بعد عام 754 بفترة قصيرة. المصدر اللاتيني الآخر الذي كتب خلال قرن من تاريخ المعركة هو تأريخ اللومبارد الذي كتبه بولس الشماس، الذي لم يكن قوطيًا غربيًا ولا هسبانيًا، ويعتقد أنه كتب بين عامي 787- 796 م. يعد تأريخ عام 741 هو الأقرب لتاريخ وقوع هذه المعركة، لكنه لم يحتو على أي مادة أصلية تتعلق بالمعركة.

 احتوت عدد من المصادر اللاتينية في وقت لاحق على وصف لأحداث المعركة التي اعتمد عليها أحيانًا المؤرخون، لعل أبرزها تأريخ ألفونسو الثالث، الذي كتبه ألفونسو الثالث ملك أستورياس في أواخر القرن التاسع.

 

السيطرة على المغرب الأقصى

أما المصادر الإسلامية، فهناك العديد منها، لكنها محل انتقادات من قبل المؤرخين الغربيين، حيث لم يكتب أيا منها قبل منتصف القرن التاسع الميلادي، وأقدمها «فتوح مصر والمغرب» لابن عبد الحكم، الذي كتبه في مصر.

في السنوات التي سبقت المعركة، نجح موسى بن نصير والي إفريقية من قبل الدولة الأموية في السيطرة على المغرب الأقصى الذي كانت تسوده الاضطرابات والخروج عن سلطة الأمويين من آن إلى آخر.

كما نجح في ضم مناطق لم تكن خاضعة للأمويين هناك، أهمها طنجة التي جعل من مولاه طارق بن زياد حاكمًا عليها، ولم يعد بالمغرب الأقصى سوى سبتة التي لم تكن تخضع لسلطان الأمويين. 

كانت سبتة تحت حكم رجل يدعى يوليان وعلى الجانب الآخر، شهدت السنوات التي سبقت المعركة، انقلاب رودريك دوق باتيكا على الملك ويتزا ملك القوط الغربيين، واستيلائه على المملكة، إلا أن سيطرته على المملكة لم تكن كاملة، نظرًا لوجود مناصرين لأبناء الملك المخلوع في الشمال.

 

تذكر المصادر الإسلامية، أن السبب وراء فكرة غزو المسلمين لأيبيريا أن يوليان كانت له ابنة أرسلها لبلاط رودريك كما كان يفعل جميع النبلاء في تلك الفترة، فأعجب بها رودريك واغتصبها، مما أثار غضب يوليان وعزم على الانتقام. عرض يوليان موسى بن نصير وقيل طارق بن زياد مساعدتهم على غزو إسبانيا بأن يمدهم بسفنه. استشار موسى الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك فأجابه قائلًا: «خضها بالسرايا حتى تختبرها ولا تغرر بالمسلمين في بحر شديد الأهوال.» أرسل موسى سرية للاستطلاع في رمضان 91 هـ قوامها 100 فارس و400 من المشاة تحت قيادة طريف بن مالك الذي نزل بهم جزيرة طريف.

 شكك بعض المؤرخين الغربيين في كون يوليان كونت سبتة قد أعار المسلمين سفنه للعبور إلى أيبيريا، إضافة إلى قصة اغتصاب ابنته من قبل رودريك، وقالوا بأنها أسطورة اختلقها المؤرخون المسلمون في نهاية القرن التاسع، مستدلين على ذلك بكون المسلمين قد كانت لهم قواتهم البحرية في غرب البحر المتوسط بالفعل، وهو ما يؤكده مهاجمتهم للجزائر الشرقية قبل ذلك بأعوام.

 

وبعد عام تقريبًا، عبر 7,000 مقاتل مسلم أغلبهم من البربر تحت قيادة طارق بن زياد على سفن يوليان إلى جبل طارق، واجتاحوا الجزيرة الخضراء. في تلك الفترة، كان رودريك يشن حملة في الشمال على المتمردين البشكنس، حيث بلغته تحركات المسلمين، فقرر التوجه جنوبًا لقتالهم. وحين بلغ طارق تحرك جيش رودريك لقتاله، طلب المدد من موسى بن نصير الذي أمده بخمسة آلاف آخرين.

الفتوحات الإسلامية، فيتو

 

موقع معركة وادي لكة وتقديرات الأعداد

 

تذكر المصادر العربية وقوع المعركة قرب شذونة، في موقع يقال له البحيرة أو وادي لكة أو وادي بكة أو وادي برباط، ويرجح المؤرخ توماس هودجكين رأي رودريغو خيمينيز دي رادا، بأن المعركة وقعت في فحص شريش. فيما يعتقد خواكين بالبي بأن المعركة دارت على ضفاف وادي رانكة. 

 

تذكر المصادر العربية أن جيش رودريك كان قوامه 100,000 جندي، وقيل 40,000 جندي. في المقابل، قدر «تاريخ ألفونسو الثالث» يقدرهم بنحو 187,000 جندي. فيما تذكر المصادر العربية أن طارق عبر بسبعة آلاف جندي، ثم أمده موسى بن نصير بخمسة آلاف أخرى، أي أنه دخل المعركة باثني عشر ألف مقاتل على أقصى تقدير. وفي تقدير روجر كولينز الذي تجاهل المصادر الأولية، أن عدد المسلمين كان حوالي ألفي جندي، ولم يكن عدد قوات القوط الغربيين أكبر من ذلك بكثير. أما ديفيد لويس فقد قدّر عدد قوات القوط الغربيين بحوالي 33,000 جندي.

 

المعركة في رمضان

 

التقت القوتان في 28 رمضان 92 هـ، في معركة استمرت لثمانية أيام، انتهت بهزيمة كبيرة للقوط.

نتج عن انهيار جيش القوط خسارتهم لعدد كبير من الجنود، بينما خسر المسلمون على أقصى تقدير 3,000 رجل. أما عن مصير رودريك، فتقول المصادر الإسلامية أنه اختفى أثره بعد المعركة، ولكنها تستدل على موته غارقًا في الوحل بعثور المسلمين على فرس رودريك الأبيض وقد غاص في بركة موحلة، ووجود خُف منغمس في الطين، رجحوا من خلاله غرقه في الوحل.

 

نتائج المعركة

مهدت المعركة لاستكمال الفتح الإسلامي للأندلس، وكان الدافع وراء تقدم المسلمين السريع هو الارتباك الذي أصاب القوط بعد الهزيمة الساحقة لجيشهم ومقتل الملك، مما أدى للسقوط السريع للعاصمة فحال ذلك دون انتخاب ملك جديد أو إنشاء قوة مقاومة.

كانت هناك عوامل مهمة ساعدت في نجاح المسلمين، منها أن العديد من الساخطين على نظام الحكم القوطي قد انضموا إلى القوات الفاتحة، بالإضافة إلى تعاون سكان أيبيريا من الرومان، الذين لم يكن لديهم حق المشاركة في الحكم (باستثناء المناصب الكنسية)، مع المسلمين حيث رأوا فيهم حليفًا محتملًا ضد الجرمان،  ومن الكثير من باقي السكان الذين لم يقاوموا بسبب غضبهم من المجاعات والأوبئة والتواقون للاستقرار السياسي.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية