رئيس التحرير
عصام كامل

نيرة ضحية استضعاف الفقراء

 مثل كل أبناء الفقراء في مصر، تدفع نيرة دفعا إلى الموت أو تقتل بلا ثمن وبلا ذنب أو خطيئة.. ترحل في ريعان شبابها مقتولة أو مساقة للموت يأسا لأن خطيئتها الوحيدة التي ورثتها هى فقرها وعدم تمتع أهلها بنفوذ أو مناصب مثل من تآمروا عليها.. 

 

تذهب نيرة طالبة الطب البيطري لمسئول الجامعة، تستنجد به من إبتزاز حقير من فتاة وصبى من أبناء الكبار، فيخشى على نفسه وعلى منصبه، ولا يخشى الله الذى هو أحق بالخشية فتركها فريسة للأنذال صغار السن لكن كبار فى الإجرام والقبح  وسوء الخلق.

Advertisements

 

جريمة نيرة الزعبي شهيدة الضعف والفقر أنها مثل أغلبية البسطاء الذين لا حماية لهم، لا توجد قبيلة أو أسرة نافذة تسندها، ولا تمتلك أسرتها ثروة تشترى بها نفوذ وسلطة لها تواجه بها من يملكون كل شيء في مجتمع طبقى عنصري بغيض يدعى التدين، بل ويمارس طقوسه بنفاق عجيب، يحفظ الآيات ويردد الأحاديث الشريفة وينقل المواعظ على صفحاته، لكن القلب لاه طاغ مستبد متكبر مغلف بكل القسوة المادية الممكنة.

التفوق جريمة 

نيرة فتاة تفوقت فى الثانوية العامة ونجت بأعحوبة من سوق التعليم الرأسمالى الفج، الذى تتنوع فيه البضاعة من مدارس دولية لأبناء كبار الأثرياء، ثم مدارس اللغات لمن يقدر عليها، ثم المدارس التجريبية بمصروفات خاصة، وأخيرا مدارس الحكومة بامتحانات ثانويتها شدية الصعوبة والتى تقسم ظهر الفقراء وأبنائهم..

 

تخيل أن نيرة تخطت كل تلك الصعاب وقهرتها حتى تمكنت من الالتحاق بكلية الطب البيطري فى جامعة العريش، لكن كيف لبنت مسكينة أن تحيا وسط الأفاعى وتتساوى بهم، تتسلط عليها إحدى الفتيات عديمة الضمير وتتحد مع شاب شيطان صديق لها من الزمرة المميزة اجتماعيا، فتصورها خلسة فى حمام المدينة الجامعية.. 

 

وتتم جريمتها بتهديدها بالصور التى شاركتها مع صديقها المجرم الصغير.. البعض يقول إن نيرة المسكينة قتلت بالسم بعدما كانت صائمة تطوعا وتقربا لله، بينما تقول الفتاة المجرمة التى انتهكت خصوصيتها وسترها أنها انتحرت!

 

 

لن نتدخل فى تحقيقات النيابة الموقرة، لكن في كلتا الحالتين هناك أكثر من جريمة فى حق نيرة وحق كل من تمثله.. إنها جريمة استضعاف البشر وبسط نفوذ الأقوياء على كل من يقع تحت أيديهم من الضعفاء، جريمة التمييز والانتهاك الطبقى والإزدراء العنصرى لكل ضعيف أو مواطن عادى لا يتمتع بقوة المال والسلطة أو إحداهما على الأقل.. لنا الله.
Fotuheng@gmail.com

الجريدة الرسمية