رئيس التحرير
عصام كامل

محادثات الانسحاب من العراق.. الولايات المتحدة تماطل وبغداد تتمسك.. ومخاوف من عودة تنظيم داعش الإرهابي من جديد

القوات الأمريكية،
القوات الأمريكية، فيتو

بعد انطلاق عملية طوفان الأقصي في السابع من أكتوبر الماضي وشن عدد من الفصائل العراقية هجمات علي القواعد والقوات الأمريكية وقيام واشنطن بالرد من خلال ضربات انتقامية داخل الأراضي العراقية، عاد الحديث من جديد عن ملف الانسحاب الأمريكي من العراق.

ومنذ تفجر الصراع الذي لا يبعد مركزه سوى نحو ألف كيلومتر من بغداد، باتت السفارة الأمريكية وأيضا قواعد التحالف الدولي بقيادة واشنطن المتواجد منذ 2014 لمكافحة تنظيم داعش الإرهابي ومنع عودته، هدفا لهجمات متكررة.

 

الهجمات ضد القوات الأمريكية وقواعد التحالف الدولي

 تبنى معظم تلك الهجمات التي تشن غالبا بواسطة الصواريخ وأيضا الطائرات المسيّرة، ميليشيات شيعية سابقة باتت تنضوي اليوم تحت لواء القوات النظامية. وهي تحالف فصائل "المقاومة الإسلامية في العراق" والتي تجمع تنظيمات حليفة لإيران ومرتبطة بالحشد الشعبي. تندد هذه الفصائل بالدعم الأمريكي للدولة العبرية في عدوانها علي غزة.

 

مطالب بإنهاء التحالف الدولي فى العراق

 وفي الـ 5 من يناير الماضي، أعلنت بغداد، تشكل لجنة ثنائية مع الولايات المتحدة، مهمتها تحديد ترتيبات إنهاء مهمة التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش، الذي تقوده واشنطن، في العراق.

جاء تشكيل اللجنة بعد يوم من استهداف طائرة مسيرة مقرا لـ"حركة النجباء"، التي تنضوي ضمن فصائل "الحشد الشعبي"، مما أسفر عن مقتل المسؤول العسكري البارز للحركة، طالب علي السعيدي الملقب بـ"أبو تقوى". وقتل إثر الضربة أيضا عناصر آخرون، حسبما ذكر مقربون من "النجباء".

وقال مسؤول في "البنتاجون" آنذاك إن الولايات المتحدة "تواصل اتخاذ إجراءات لحماية قواتها في العراق وسوريا، ومن خلال معالجة التهديدات التي تواجهها".

ووصف العراق هذه الغارة بأنها اعتداء على سيادته، في حين عدتها الولايات المتحدة دفاعا عن النفس وردا على الهجمات التي تشنها "المقاومة الإسلامية في العراق" وفصائل أخرى على قواعد تضم قوات أميركية في العراق وسوريا.

 

لجنة ثنائية لتحديد ترتيبات إنهاء مهمة التحالف الدولي

 وأعلنت رئاسة الوزراء في العراق أن الحكومة شكلت لجنة ثنائية لتحديد ترتيبات إنهاء مهمة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة في البلاد، وقال بيان لمكتب رئيس الوزراء محمد شياع السوداني آنذاك: "إننا بصدد تحديد موعد بدء الحوار من خلال اللجنة الثنائية التي شُكلت لتحديد ترتيبات انتهاء هذا الوجود، وهو التزام لن تتراجع عنه الحكومة، ولن تفرط بكل ما من شأنه استكمال السيادة الوطنية على أرض وسماء ومياه العراق".

ولفت السوداني -خلال تشييع جثمان القيادي بحركة النجباء إلى أن "العراق تربطه مع واشنطن اتفاقية شراكة إستراتيجية وعلاقات دبلوماسية، وبهذا تم خرق المبادئ الرئيسية للعلاقات الدولية، وما نص عليه ميثاق الأمم المتحدة من المساواة في السيادة بين الدول، وحظر استخدام القوة في العلاقات الدولية" مضيفًا أن "العراق خسر رجلا كان همه طوال سنوات عمره أن يكون العراق حرا مستقلا".

وأوضح السوداني أن المنطقة تعيش في وضع محتقن منذ 7 أكتوبر الماضي "بسبب السياسات العدوانية والإجرامية التي تمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في غزة والأراضي المحتلة".

 

الولايات المتحدة ترفض الانسحاب من العراق

 بدورها، قالت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) حينها، إنها لا تخطط حاليا لسحب قواتها من العراق على الرغم من إعلان بغداد أنها بدأت إجراءات لإنهاء وجود التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الإسلامية عقب ضربات أمريكية أسفرت عن مقتل قيادي في الحشد الشعبي.

وقال المتحدث باسم البنتاجون باتريك رايدر في إيجاز صحفي- إنه ليس لديه علم بأي خطط للانسحاب من العراق، مضيفا أن القوات الأمريكية المشاركة في التحالف تواصل التركيز بشدة على مهمة هزيمة تنظيم الدولة.

وأضاف رايد أنه لا يعلم كذلك بأي إخطار من بغداد للبنتاجون بشأن قرار سحب القوات الأمريكية، مشيرا إلى أن هذه القوات موجودة في العراق بدعوة من الحكومة هناك.

بدوره، أكد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني علي موقف بلاده الثابت بإنهاء وجود التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن بعد انتهاء مبررات وجوده، حسب تعبيره.

 

انطلاق جولات الحوار الثنائي بين الولايات المتحدة والعراق

 وفي ال 27 من يناير الماضي، انطلقت الجولة الأولى من الحوار الثنائي بين العراق والولايات المتحدة، لإنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق، بحضور رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني.

وقال المكتب الإعلامي لرئيس مجلس الوزراء، في بيان آنءاك إن السوداني، رعى انطلاق الجولة الأولى للحوار الثنائي بين بغداد وواشنطن لإنهاء مهمة التحالف الدولي في العراق.

وأضاف البيان أن "متخصصين عسكریين سيتولون إنھاء المھمة العسكریة للتحالف الدولي ضد داعش الإرهابي، على أن تبدأ بعد ھذا الاجتماع أعمال اللجنة العسكریة العلیا (HMC) على مستوى ثلاث مجامیع عمل هي: (مستوى التهديد الذي يمثله تنظيم داعش) و(المتطلبات العملیاتیة والظرفیة) و(تعزيز القدرات المتنامية للقوات الأمنیة العراقیة)".

ولفت البيان إلى أنه "في ضوء ھذه المراجعة، سیُصار إلى صیاغة جدول زمني محدد لإنھاء المھمة العسكریة للتحالف، والانتقال إلى علاقات أمنیة ثنائیة بین العراق والولایات المتحدة والدول الشريكة في التحالف، وإلى علاقات ثنائیة شاملة مع ھذه الدول، مع الالتزام باتفاقیة الإطار الاستراتیجي الموقعة بین العراق والولايات المتحدة عام 2008، وأيضا الالتزام بسلامة مستشاري التحالف الدولي أثناء مرحلة التفاوض في كل أرجاء البلاد، والحفاظ على الاستقرار ومنع التصعید".

وأعرب السوداني خلال الاجتماع عن تثمينه للتحالف الدولي بما قدمه من مساعدة للعراق في حربه ضد داعش، وعن رغبة العراق بالانتقال إلى علاقات ثنائية مع جميع دول التحالف، مرحبا بھذا الاتفاق، الذي يعد جزءا من وفاء الحكومة بتأدیة برنامجها الحكومي.

وكان وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن قال بوقت سابق أن مجموعة العمل التابعة للجنة العسكرية الأمريكية ـ العراقية العليا المشكلة بين البلدين، ستبحث مستقبل الوجود العسكري الأمريكي بـ العراق.

 

مستقبل الوجود العسكري الأمريكي بالعراق

 وذكر أوستن في بيان نهاية شهر يناير، أن اللجنة العسكرية العليا هي استمرار للمسار الذي التزم به الطرفان خلال حوار التعاون الأمني المشترك بين الولايات المتحدة والعراق الذي عقد بواشنطن في 7 و8 أغسطس 2023.

وأشار إلى أن اللجنة ستضمن الانتقال إلى شراكة أمنية ثنائية دائمة بين البلدين بناء على نجاحات مهمة في هزيمة "داعش" في العراق وسوريا.

وكانت بغداد أعلنت الاتفاق مع واشنطن على صياغة جدول زمني لخفض تدريجي لمستشاري التحالف الدولي في العراق وإنهاء المهمة العسكرية للتحالف ضد "داعش".

وصرح وزير الدفاع العراقي ثابت محمد سعيد العباسي، بأن القوات المسلحة العراقية على أتم الاستعداد لانسحاب قوات التحالف الدولي وإمساك الملف الأمني في البلاد بالكامل.

 

تعدد الأطراف داخل العراق

 وبحسب شبكة «العربية»، الإخبارية، تطرح المحادثات بين واشنطن وبغداد حول انسحاب القوات الأمريكية من العراق إشكالية خاصة، والسبب يعود إلى تعدد الأطراف المنخرطة في تلك المسألة. فهناك الحكومة العراقية في الواجهة، وإلى جانبها أطراف متعددة بدءًا من الشارع العراقي وصولًا إلى الأحزاب الشيعية مرورًا بالأحزاب والمناطق ذات الأكثرية السنية بالإضافة إلى الأكراد.

أما البعد الخارجي للمسألة العراقية ليس أقل أهمية، فالإيرانيون يريدون طرد الأمريكيين من العراق ومحاولة إخضاع البلاد لنفوذهم المتصاعد، كما أن هناك امتداد أمني للتواجد الأمريكي في سوريا.

ووفقا لمصادر «العربية» في واشنطن فأن الأمريكيين يتحدّثون عن أمر واحد ألا وهو "منع عودة داعش". ووصف أحد المتحدّثين الأوضاع الميدانية بالقول إن "داعش تنظيم فائق الخطورة وهو منتشر في الأراضي العراقية خصوصًا في مناطق الحدود مع سوريا وكلما قضيت على بعضه أو تراجع اهتمامك به عاد مثل العشب البرّي".

 

منع عودة تنظيم داعش الإرهابي

ويتحدّث الأمريكيون بكثير من القلق عن داعش وإمكانية عودته إلى نشاطه، ويشترطون أن تكون مغادرتهم مرتبطة بعدم عودة التنظيم.

فيما يضعون تحت هذا البند الكثير من المتطلبات، ومنها أهلية وإمكانيات القوات الحكومية العراقية، وقدرتها على ضبط الأوضاع في المستقبل، بحيث لا تشهد البلاد أية أزمة يتسبب بها التنظيم الإرهابي.

كما شدد أحد المتحدثين لـ العربية، على أن الإدارة الأمريكية لا تريد بأي شكل من الأشكال تكرار سيناريو العام 2011 عندما غادرت القوات الأمريكية وتركت الساحة للحكومة في بغداد، لكن بعد ثلاث سنوات انهارت القوات العراقية أمام تقدّم داعش، فاضطر الأمريكيون للعودة على عجل، وقاموا بعمليات عسكرية واسعة لدحر التنظيم ومساعدة الجيش العراقي على إعادة بناء نفسه.

كما قال: "حين نغادر لا يجب أن نعود! العودة مسألة مكلفة جدًا وقد عانينا من الأمر".

ويبدو أن الأمريكيين جادّون في هذا "الاشتراط"، ويريدون النظر إلى تحدّي داعش ليس كمشكلة عراقية، بل كمشكلة إرهاب تهدّد العراق والعالم أجمع.

إلى ذلك، تضيف مشكلة داعش في سوريا أسئلة على الحضور الأمريكي في العراق، فقد اعتمدت القوات الأمريكية خلال السنوات الماضية على قواعدها في العراق لمساندة مهمتها بمنطقة شمال شرق سوريا. لذا وفي حال الانسحاب، سيكون على الأمريكيين، خصوصًا العسكريين المجيء بخطط إمداد جديدة لإسناد القوات الأمريكية وقوات سوريا الديموقراطية داخل الأراضي السورية.

وقد أوضح أحد المتحدثين لـ العربية.نت والحدث.نت أنه ليس لدى واشنطن أصدقاء في سوريا، في إشارة واضحة إلى أن الاراضي السورية ليست بديلًا للأراضي العراقية في عملية الإسناد، فغالبية المناطق السورية تسيطر عليها قوات تابعة للرئيس السوري بشار الأسد والميليشيات الإيرانية.

إذا من الواضح أن الأمريكيين عندما يتحدّثون عن العلاقات مع العراق يعطون الانطباع أن مسألة الحضور العسكري مسألة تقنية أكثر من أي شيء آخر، ويريدون من المستمع ان يفهم التحديات العسكرية ومكافحة الإرهاب أكثر من أي أمر آخر.

ووفقا للعربية، قال أشخاص مطلعون على موقف الحكومة ببغداد إنها تريد طرح الانسحاب تحت ثلاثة عناوين: الأول هو إنهاء مهمة التحالف وليس انسحاب أمريكي، والثاني هو الانسحاب بالتراضي والثالث التحوّل إلى العلاقات الثنائية العميقة.

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية