غير مفهوم!
السوق السوداء للعملة تتسع وتنتعش.. والدولار فيها يقفز قفزات كبيرة.. ويلهب ذلك الأسعار ويربك الأسواق.. بينما الحكومة ومعها البنك المركزى لا تفعل شيئا وتكتفى بالمتابعة.. وهذا أمر غير مفهوم!
قد تكون الحكومةَ مطمئنة بقدرتنا على الوفاء بأعباء الديون الخارجية لإننا سوف نجدول الديون أو الودائع العربية بالبنك المركزى وسوف نزيد قيمة قرض البنك المركزى، كما أبلغ ذلك الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الحكومة عددا من الاعلاميين والصحفيين، ولكن ما يحدث في السوق السوداء للعملة لا يمكن السكوت عليه، حتى ولو كانت الحكومة تنتظر أو تتوقع مفاجأة ما قريبا كما يقال..
فنحن تعودنا طوال سنوات وعقود أن الأسعار في اسواقنا تتحرك في إتجاه واحد فقط هو إلى أعلى.. وما يحدث في السوق السوداء للعملة يقود أسعار السلع للإرتفاع، وفى مقدمتها السلع الضروريةَ والغذائية.. وكان ينبغى أن تتحرك الحكومة ومعها البنك المركزى لمواجهة ذلك.
غير أن الحكومة اكتفت بالفرجة على ما يحدث رغم خطورته، وسكتت حتى عن الكلام.. بل هناك من يرى أنها تساعد السوق السوداء على التمدد والاتساع لإنها سمحت للمستوردين لتدبير احتياجاتهم الدولارية من هذه السوق الأمر الذى أسهم في زيادة الطلب فيها على الدولار فارتفع سعره بها!
وحتى ولو كانت الحكومة تنظر تعديلا أو حتى تغييرا قريبا كما يردد بعض الاعلاميين ويتداول الناس فلا يصح الإكتفاء على ما يحدث الآن في السوق السوداء للعملة، لأنه يربك الإقتصاد كله وليس الأسواق فقط..
فهو يؤثر على كل شىء، إبتداء بالاستثمار الوطنى قبل الأجنبي، وبالتالى حركة النمو الاقتصادى، مرورا بتحويلات العاملين بالخارج، وحتى حركة الأسعار ومعدل التضخم الملتهب أصلا على الحكومة أن تتخلى عن موقف المتفرج وتتحرك فورا لإنقاذ اقتصادنا من الدولار.