رئيس التحرير
عصام كامل

"وما ذنب النباتات؟".. "الأورمان" من حديقة "نباتية" لـ"سلخانة تعذيب" إخوانية.. انشئت فى عهد الخديو إسماعيل.. شهدت العديد من المظاهرات وقصص الحب.. وانتهى بها المطاف إلى الاحتلال على يد أنصار "المعزول"

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كانت حديقة الأورمان بالجيزة ملتقى المحبين والعشاق، وكانت مصدر لإلهام الشعراء والأدباء، وشهدت أهم الأحداث السياسية في مصر.. ولم تكن يوما بستانا يضم النباتات النادرة فحسب، بل كانت بمثابة ذاكرة الأمة.. لكن الحال تبدلت بها الآن.. وتحولت على يد أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي إلى سلخانة تعذيب، وساحة للتدريب على الأعمال القتالية.


الأورمان الحديقة النباتية تتحول إلى مقبرة بعدما أصبحت خارج نطاق الخدمة، وتوقفت عن العمل منذ بداية المظاهرات والاعتصامات عقب الإطاحة بالرئيس المعزول محمد مرسي، بالإضافة إلى البلاغات التي تقدم بها المسئولون عن الحديقة، ونائب وزير الزراعة نظرا للانتهاكات الصارخة التي تعرضت لها وتعطيل العاملين بها عن العمل، بالإضافة إلى إتلاف عدد من الأشجار النادرة التي كانت موجودة بداخلها، وبذلك ولأول مرة لن تكون متاحة للزائرين خلال عيد الفطر المبارك.

حديقة‏ ‏الأورمان‏ تقع في نطاق محافظة الجيزة غرب نهر النيل وشرق جامعة القاهرة، انشئت ‏في‏ ‏عهد‏ الخديو إسماعيل ‏عام 1875، وذلك ‏بهدف‏ ‏إمداد‏ ‏القصور‏ ‏الخديوية‏ بالفاكهة ‏والموالح‏ ‏والخضر،‏ ‏التي‏ ‏تم‏ ‏جلبها ‏من‏ ‏جزيرة‏ صقلية، ‏وكانت‏ ‏الحديقة‏ ‏في عهد الخديو جزءا ‏من‏ ‏قصره ‏الذي‏ ‏عرف في هذا التوقيت بسراي‏ ‏الجيزة، وقد جلب‏ إسماعيل‏ ‏لهذه الحدائق أشجارًا ونباتات مزهرة‏ ‏من جميع‏ ‏أنحاء‏ ‏العالم،‏ وقام بتصميم الحديقة على الطراز الطبيعي مجموعة من مهندسين فرنسيين تحت إشراف المهندس "ج. دليشفاليرى"، ومعه كبير البستانيين إبراهيم حمودة، وبلغت مساحة الحديقة وقت إنشائها ‏ 95‏ فدانًا‏ ‏، وضمت‏ ‏الأورمان‏ ‏الحرملك‏ ‏الذي يقع‏ ‏‏في‏ ‏الجزء‏ ‏الغربي ‏لحديقة‏ ‏الحيوان، السلاملك الذي يقع في الجزء القبلي من الحديقة.‏

ومن الجدير بالذكر أنه تم فصل حديقة الأورمان عن حديقة الحيوان عام 1890، وظلت تابعة لقصر الخديو حتى عام1910، ثم تسلمتها وزارة الزراعة، وعندما تم التخطيط لشارع الجامعة عام 1934، استقطع الجزء الجنوبي منها وضُم إلى حديقة الحيوان فأصبحت مساحتها 28 فدانًا، وتعني كلمة "أورمان " كلمة تركية تعني الغابة أو الأحراش في اللغة التركية، وهى من الحدائق النباتية النادرة في مصر، حيث تضم أكبر مجموعة نباتية تضم 100 فصيل، تشتمل على 300 جنس يتبعها 600 نوع نباتي.

شهدت حديقة الأورمان عبر تاريخها معظم المظاهرات والاحتجاجات التي كانت تخرج من جامعة القاهرة، حيث كان يلجأ إليها المتظاهرون للاحتماء بها من قنابل الغاز والعصي والهراوات، كما كانت الحديقة شاهدا على معظم قصص الحب بين العشاق الذين كانوا يهربون من جامعة القاهرة إلى الحديقة، لترى حالة رومانسية لم تشهدها حديقة أخرى في مصر، فما بين الحب والسياسة والرومانسية كانت حديقة الأورمان.

الحديقة اليوم ينضم إلى تاريخها أنها أصبحت ملجأ للإخوان وتحولت إلى وكر لهم يستخدمونها كما يشاءون ويمنعون الدخول إليها حيث اختصر الدخول إليها على، استقبال أعضاء ومؤيدى جماعة الإخوان المسلمين، المعتصمين بميدان النهضة حيث افترش مؤيدو المعزول المساحات الخضراء داخل الحديقة، وخلدوا إلى النوم داخل خيامهم المنصوبة في الحديقة.

أيضا الحديقة كانت خير شاهد على تعذيب المواطنين على يد الإخوان بها، اتهم محاسب بالجيزة جماعة أنصار المعزول محمد مرسي، باحتجازه داخل حديقة الأورمان والاستيلاء على هاتفين محمول ملكه، وحرر محضرا بالواقعة وباشرت النيابة التحقيق، ففي أثناء سيره بالقرب من ميدان النهضة قام أنصار المعزول المعتصمون باحتجازه داخل حديقة الأورمان واستولوا منه على هاتفين محمول كما اعتدوا عليه بالضرب المبرح.

كما شهدت الحديقة أيضا التدريب على العنف حيث أدى أحد مؤيدي المعزول عددا من التدريبات الرياضية داخل حديقة الأورمان، مستعينا بشجرة كبيرة أثناء تدريب البطن، لتصبح الحديقة بذلك مرتعا للإخوان وأفراد عائلاتهم، أيضا لم يخلوا الموقف من السوريين حيث ترددت أنباء عن وجود ٣ خيام لسوريين داخل حديقة الأورمان.




الجريدة الرسمية