رئيس التحرير
عصام كامل

ربع قرن من الاعتقال.. جريمة تستصرخ الضمير الإنساني

عبدالله أوجلان (آيو) بلغ من العمر 76 عامًا، مازال محتجزًا منذ ربع قرن من الزمان في معتقل إمرالي التركي، شديد الحراسة، الكائن في جزيرة إمرالي الواقعة جنوب بحر مرمرة، وفي ظل عزلة مشددة ومنع مجحف من لقاء أي من ذويه أو محاميه، في تحدٍّ سافر لكافة الأعراف الإنسانية والقوانين الدولية ذات العلاقة بحقوق الإنسان.

لقد جرت مؤامرة اختطافه بدعم ومشاركة العديد من استخبارات العديد من الدول، في مقدمتها اليونان وألمانيا وبريطانيا وكينيا والموساد الإسرائيلي والولايات المتحدة الأمريكية بالإضافة لتركيا.

 

 

إن اختطاف ومن ثم اعتقال القائد الطليعي عبدالله أوجلان جرى لكونه مدافعًا صلبًا عن حقوق شعبه الكردي العادلة، وداعمًا لحرية الشعوب المضطهدة، وداعيًا لتحرير الإنسان والأوطان، ومناهضًا لهيمنة الإمبريالية العالمية على مقدرات العالم.

 

إنها إحدى جرائم القرن بكل المقاييس الأخلاقية والإنسانية والقانونية من قبل السلطات التركية وفي ظل صمت العالم الغربي المتحضر!، لكن أحرار العالم لم يألوا جهدًا في اتجاه العمل على فك العزلة؛ توطئة للإفراج عن المفكر والفيلسوف الأممي الذي أثرى الفكر الإنساني بموسوعته القيمة "مانفيستو الحضارة الديمقراطية" بأجزائها الخمسة.. 

 

والتي تضمنت حلولًا جذرية ونهائية للأزمة الكردية التي تعتبر واحدة من أهم الأزمات في منطقة الشرق الأوسط، بل يمكن القول إن الموسوعة تبحث بشكل علمي وديمقراطي في حل الكثير من أزمات المنطقة التي لها علاقة بالصراعات القائمة على أسس عرقية أو مذهبية أو دينية، وتمثل نبراسًا للقوى التواقة للحرية والعدالة الاجتماعية والسلام بين الشعوب.

 

لقد استطاع الزعيم والمفكر الأممي عبدالله أوجلان أن يحلِّق بفكره وفلسفته خارج أسوار سجنه المشدد، مؤكدًا أن السجن عمره ما يحبس فكرة، فوصل فكره إلى العديد من شعوب العالم، بل إن القوى الثورية في مناطق شمال وشرق سوريا، سعت جاهدة لتجسيد فكر القائد عبدالله أوجلان من خلال تجربة الإدارة الذاتية، التي وبرغم الحصار الذي تعانيه من النظام التركي وجهات إقليمية أخرى، فإنها حققت العديد من الإنجازات على الصعيد الاجتماعي والسياسي والاقتصادي بل والثقافي.

 

إن فكر الفيلسوف عبدالله أوجلان أصبح يلقى مكانة واسعة في أوساط أحرار المنطقة والعالم، وهذا يفسر المشاركة الواسعة من قبل فئات واسعة من العالم تشمل كتابًا وسياسيين ومثقفين ومناضلين في الحملة العالمية لحرية القائد عبدالله أوجلان.

 

 

إن حل القضية الكردية وصولًا إلى حرية الشعب الكردي وتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة يتطلب الإفراج الفوري عن القائد والمفكر عبدالله أوجلان، الذي يمثل رمزًا وأيقونة نضالية لهذا الشعب المكافح من أجل حريته، سيسهم بشكل كبير في حل الأزمة الكردية التي ستمثل بابًا واسعًا للعيش المشترك بين المكونات الإثنية والعرقية في منطقتنا؛ ما يمهد للسلام والوئام بينهم ليلتفتوا لتنمية منطقتنا ورخائها والتمتع بخيراتها.

الجريدة الرسمية