رئيس التحرير
عصام كامل

أزمة بين إسرائيل والصين بسبب حرب غزة، وسر عقوبات بكين على دولة الاحتلال

العلاقات الصينية
العلاقات الصينية الإسرائيلية، فيتو

أحداث فلسطين وإسرائيل، في ظل استمرار العدوان الغاشم الذي يشنه جيش الاحتلال على قطاع غزة وسقوط آلاف الشهداء والمصابين بين المدنيين معظمهم من الأطفال والنساء، علت الأصوات العالمية المطالبة بوقف الحرب والبدء في مفاوضات لحل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية.


موقف الصين من الحرب الإسرائيلية على غزة

 ومن بين الدول العظمى التي طالبت بوقف الحرب وإقامة الدولة الفلسطينية كانت الصين – وذلك بالرغم من أنها  لم يكن لها دور كبير وحاسم في الأزمة- إلا أنها لجأت إلى أوراقها الدبلوماسية من خلال دعم مشروع قرار وقف إطلاق النار في مجلس الأمن، وأيضا اللجوء إلى العقوبات غير المعلنة.
 

وهذا ما كشفت عنه تقارير عبرية، حيث قالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" في تقرير لها  إن مصانع التكنولوجيا الفائقة في إسرائيل تجد صعوبة في استيراد المكونات من الصين التي تفرض "عقوبات على تل أبيب " على خلفية الحرب في غزة.
ونقلت الصحيفة العبرية في تقريرها عن  مستوردين إسرائيليين قولهم  إن الصينيين بدأوا في خلق صعوبات للشحنات الذاهبة إلى إسرائيل من المكونات التي يمكن استخدامها لأغراض مدنية وعسكرية.


عقوبات صينية غير معلنة على إسرائيل

 وأوضحت صحيفة يديعوت أحرنوت أن مصادر حكومية في إسرائيل أكدت أن تلك الإجراءات التي تنتهجها الصين على ما يبدوا أن لها علاقة بالحرب على غزة. وذلك نظرا لأن المكونات التي يجري الحديث عنها يمكن استخدامها أيضا لأغراض عسكرية.


وقال عدد من المستوردين الإسرائيليين إن الصين بدأت في اتباع ممارسات ضاغطة دون الإعلان عن عقوبات ضد إسرائيل وطالبوا بملء العديد من الاستمارات، وهم يؤخرون الشحن بحجة عدم ملء النماذج بشكل صحيح، والنتيجة هي صعوبات في الحصول على الإمدادات.

وفي السياق ذاته نقلت صحيفة "يديعوت أحرنوت" عن مصدر حكومي إسرائيلي قوله إنه: "في الأسابيع الأخيرة، اشتكت شركات التكنولوجيا الفائقة من التأخير في توريد المكونات ذات الاستخدام المزدوج (مدني وعسكري) من الصين".

اقرأ أيضا:

الصين، متخصصة بالشأن الآسيوي تكشف الدور الصينى والروسى لمواجهة المخطط الأمريكى الإسرائيلى فى غزة

 وأوضح المسؤول الإسرائيلي أنه في  جميع عمليات التحقق التي تم إجرائها  مع الهيئات الرسمية، لم يكن هذا تغييرا في اللوائح، بل كان إجراء لم يتم في الماضي. 


موقف الصين من القضية الفلسطينية 

وأكدت الصحيفة العبرية أن المسؤولين في تل أبيب يخشون أن يتم تنفيذ الإجراء بشكل صارم خاصة  في حالة الحرب (على غزة). وقد تم توجيه نداءات إلى الصينيين وردهم الرسمي هو أنه لا يوجد تغيير في السياسة. المشكلة هي أنه حتى يتم استيفاء جميع المتطلبات الجديدة، من المستحيل معرفة ما إذا كان سيتم تنفيذ التوريد.

ونوهت الصحيفة العبرية في تقريرها إلى أن الصين اتخذت موقفا مؤيدا للفلسطينيين بشكل واضح في الحرب، مؤكدة أن مصدرا في أحد المصانع  قال إن: "الصينيين يفرضون نوعا من العقوبات علينا. إنهم لا يعلنون ذلك رسميا، لكنهم يؤخرون الشحنات إلى إسرائيل. لديهم ذرائع وأعذار مختلفة، مثل مطالبة الموردين من الصين بإصدار تراخيص تصدير إلى إسرائيل لم تكن موجودة من قبل. بالإضافة إلى ذلك، فإنها تتطلب منا ملء الكثير من النماذج، وتستغرق وقتا. لم يحدث لنا ذلك في السابق أبدا. وهذا في العديد من أنواع المكونات المختلفة.. يحتوي المنتج الإلكتروني على عشرات الآلاف من المكونات، ولكن إذا لم يصل أحد المكونات، فلا يمكن توفير المنتج".

وتواجه إسرائيل أزمة كبيرة بسبب الإجراءات الصينية الجديدة، حيث أكدت الصحيفة  أن الاستيراد من خلال طرف ثالث تسبب في مشكلة بارتفاع التكاليف وتأخير وقت التسليم.

وترفض الصين، ووفقا لمسؤولين إسرائيليين كبار، إرسال عمال إلى إسرائيل خلال الحرب على خلفية نقص العمال في قطاعي البناء والزراعة. ووفقا لكبار المسؤولين، فإن الصينيين ليسوا مهتمين بالاعتبارات الإسرائيلية.

وإسرائيل لها علاقات تجارية كبيرة من الصين قد تتضرر في حال تعرضها لعقوبات، حيث ذكرت دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية في بيان لها في وقت سابق من هذا العام، أن واردات إسرائيل من البضائع من الصين باستثناء الألماس بلغت 2.62 مليار دولار أمريكي في الربع الأول من عام 2023.

ووفقا لهذه التقارير فإن الصين  حافظت على مكانتها كأكبر مصدر لواردات إسرائيل متقدمة على الولايات المتحدة التي بلغ إجمالي الواردات الإسرائيلية منها 2.07 مليار دولار في الفترة من يناير إلى مارس.

وأوضحت دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية أن أهم الواردات الإسرائيلية من الصين هي الآلات والمعدات الكهربائية والمنسوجات والمعادن الأساسية.

كما أظهرت البيانات أن الواردات الإسرائيلية من الصين شكلت 11.3 % من إجمالي الواردات الإسرائيلية في الفترة من يناير إلى مارس والتي بلغت 23.1 مليار دولار.

وبلغت الصادرات الإسرائيلية إلى الصين باستثناء الألماس 729.1 مليون دولار أمريكي في الربع الأول من عام 2023، فيما بلغ إجمالي الصادرات الإسرائيلية 14.79 مليار دولار أمريكي في هذه الفترة.

استوردت إسرائيل سيارات من الصين في الشهرين الأولين من عام 2023 أكثر من استيراد الاتحاد الأوروبي بأكمله.
وفي هذا السياق قال موقع الأعمال "جلوبس" نقلا عن مسؤولي الجمارك في الصين (أرقام صادرات المركبات المحلية في الشهرين الأولين من عام 2023) أن إسرائيل ثالث أكبر مستورد للمركبات الصينية، حيث تم تصدير 15500 سيارة، خلف روسيا 20100 والمكسيك 18700، وبذلك تفوقت تل أبيب  على أسواق مهمة للصين مثل أستراليا وتشيلي وتايلاند والسعودية، وعلى أول دولة في أوروبا الغربية في القائمة هي فرنسا، التي احتلت المرتبة 11.


وتم تصدير 15500 مركبة صينية إلى إسرائيل في يناير وفبراير  المنصرمين من عام 2023، وتمثل 8.4 في % من إجمالي صادرات السيارات الصينية، استوردت إسرائيل سيارات من الصين في الشهرين الأولين من عام 2023 أكثر من استيراد الاتحاد الأوروبي بأكمله.


وكانت السيارات الصينية المصدرة تتكون أساسًا من أربع علامات تجارية: BYD وSAIC - MG وGeely Geometry وChery  من السيارات كانت تعمل بالكهرباء أو بالكهرباء، باستثناء شركة شيري التي صدرت 2500 سيارة بنزين إلى إسرائيل.

وتتوافق هذه الأرقام مع الصادرات وليس المبيعات، بحيث لا يزال جزء كبير من هذه المركبات في قوائم جرد المستوردين في إسرائيل، ولا تشمل هذه الأرقام صادرات Tesla الضخمة من مصنعها في شنجهاي، وهذه نقطة مهمة لأن المسؤولين الصينيين يضيفون أحيانًا عملاق السيارات الكهربائية إلى قائمة الصادرات الصينية، مما يزيد الصادرات إلى أوروبا بشكل كبير.
وطالبت الخارجية الصينية بضرورة وقف إطلاق النار والبدء في مفاوضات حل الدولتين، وإقامة دولة للشعب الفلسطيني بناءا على القرارات الصادرة من الأمم المتحدة.
وأيدت الصين في مجلس الأمن مشروع قرار روسي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار في غزة والبدء في مفاوضات بين المقاومة الفلسطينية وإسرائيل وتجنب قصف المدنيين.

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية