رئيس التحرير
عصام كامل

أسباب ضعف المنظمات الدولية فى مواجهة الغطرسة الإسرائيلية.. نظام عمل الأمم المتحدة يجعلها مؤسسة بلا أسنان.. وجوتيرتش ليس مسئولا عن تأديب الولايات المتحدة

غزة،فيتو
غزة،فيتو

تركت أزمة غزة والكوارث الإنسانية التى خلفتها جرائم الآلة العسكرية الصهيونية الفتاكة، بعد أن دُمرت البنية التحتية فى القطاع، وُهدمت البيوت على رءوس ساكنيها، ودُبرت مذابح غير مسبوقة وخاصة استهداف الصحفيين والمراسلين، حالة من الغضب الشديد تجاه الأمم المتحدة والمؤسسات الدولية المعنية بإدارة سلوك الحرب وتبريدها وإبعاد أخطارها عن المدنيين والعزل.


من يشاهد الصورة من الخارج، ويرى استمرار القتل والتعذيب وتحميل المدنيين صنوفا من الأهوال، يصب لعناته على الأمم المتحدة ومؤسساتها، ولا يثنيه عن لوم المؤسسة قوة خطاب أمينها العام أوليفيرا جوتيريش، أحد أكثر من تولوا هذا المنصب صلابة واتساقا مع مبادئها وأهدافها، فالبعض يراها مهما ارتفع سقف خطاب أمينها الحقوقى والإنسانى تبقى المحصلة أنها مؤسسة بلا أسنان، هو خطاب المفوه لمتفرج عاجز، أن انتهى الحال إلى شلل فى قدرات الأمم المتحدة على التدخل أثناء الأزمات الدولية وآخرها كارثة غزة.


يصرخ الأمين العام أنطونيو جوتيريش يوميا منددًا بالكارثة الإنسانية التى يدفع الصحفيون تكلفتها من أرواحهم وأجسادهم بجانب المدنيين حتى تتكشف الحقيقة للعالم، ولا تبقى الرواية الإسرائيلية وحدها فى الميدان، لجأ جوتيرش لأداة دبلوماسية استخدمت آخر مرة فى عام 1971 خلال الصراع الذى أدى إلى ولادة بنجلاديش، وهو استحضار المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، التى فرضت مناقشة أزمة الحرب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية على جدول مجلس الأمن.


ومع ذلك لم يستطع الأمين العام للأمم المتحدة فرض قوانين المنظمة والاحتكام لها لإيقاف جرائم الحرب فى غزة، بعد أن تعطلت كل أدواته وأسلحته بحق النقض المتاح للأعضاء الخمسة الدائمين دون غيرهم، والذى استخدمته الولايات المتحدة لمنح أكبر فرصة ممكنة لإسرائيل فى تنفيذ مخططها بإلحاق أكبر ضرر ممكن بالقطاع وأهله من أجل استعادة هيبتها من جديد.


وتسعى أمريكا بالتعاون مع الحكومة الإسرائيلية المتطرفة إلى كسر المقاومة الفلسطينية وليس حماس وحدها، بل والتحرك لإنهاء أي وجود للدولة الفلسطينية ذاتها، بعد أن ردد نتنياهو كثيرًا أن السلطة التى يرأسها محمود عباس أبو مازن رغم سلميتها الشديدة، لن تكون حاضرة ضمن أي إدارة دولية للقطاع، حال كسبت إسرائيل الحرب المتعثرة فيها حتى الآن.


ويشعل الفشل الإسرائيلى العسكرى أمام المقاومة، الحقد الشديد داخل نفوس قادة الكيان الصهيونى، ويدفعهم لارتكاب المزيد من المجاز بواسطة سلاح الجو والصواريخ الغبية والقنابل المحرمة دوليا، دون أدنى نجاح استراتيجى فى تحقيق أهداف الحرب التى وضعها قادة دولة الاحتلال، لا استطاعوا تحرير أسراهم، ولا أسقط الجيش الذى لا يقهر حكم حركة حماس، ولم تستطيع التقنيات الأحدث فى العالم العثور على يحيى السنوار، قائد حماس فى غزة، ومحمد الضيف قائد كتائب عز الدين القسام، وغيرهم من مدبرى هجوم 7 أكتوبر الذى هز كيان الاحتلال بعنف وفجر داخله أزمات غير مسبوقة.


وتعجز الأمم المتحدة عن إلزام الكيان الصهيونى بقرارات المؤسسة الأممية، إذ يقف نتنياهو بكل عتوه ليؤكد أن القوات الإسرائيلية ستبقى إلى أجل غير مسمى، ويضع بنفسه ومندوبه فى الأمم المتحدة بصلافة وتكبر خطوط تواجد قوات حفظ السلام التى ستصبح هدفًا فوريًا حال أعلن هزيمة حماس.


يضيف التجبر الإسرائيلى ظلالا من الشك فى مصداقية الأمم المتحدة وسجلها الكئيب فى الحفاظ على السلام العالمى، إذ لا يتوقف الأمر على غزة ولا هى أول أو آخر الحروب التى وقفت فيها دون تحرك ذات جدوى، فالقائمة تطول من رواندا إلى البوسنة وكرواتيا والصرب وغيرهم الكثير.


يقول الكاتب الصحفى خالد البلشى، نقيب الصحفيين، إن ما يحدث داخل الأمم المتحدة تعبير عن أزمة المنظمة الدولية، والقضية هنا ليست فى شخص الأمين العام أنطونيو جوتيريش، بل على العكس يرى نقيب الصحفيين المصريين أن موقف جوتيريش من أزمة غزة من أفضل مواقفه على الإطلاق، لكن سيطرة القوى الدولية على الأمم المتحدة يعرقل أي جهود يمكنها إنقاذ الوضع بخلاف أنها تظهر المنظمة الدولية باعتبارها هزيلة ومنحازة.


ويرى البلشى أن هناك ضرورة لمراجعة النظم التى تقوم عليها المؤسسة الدولية، سواء مجلس الأمن وأحقية دولة بعينها مثل الولايات المتحدة من خلال «الفيتو» فى فرملة وهدم كل الجهود الساعية إلى الحل.


وأشار نقيب الصحفيين إلى أن سلوك الولايات المتحدة أدى بالمنظمة الدولية إلى أن يهيمن عليها قرارات تدعو لاستمرار الحرب ربما لأول مرة وليس العكس، مؤكدا أن عقد مقارنة بين الموقف الدولى فى غزة وأوكرانيا سيتكشف على الفور الازدواجية الواضحة فى المعايير والأداء العام.


وعن ضعف أداء المحكمة الجنائية الدولية هى الأخرى فى أزمة غزة، أكد نقيب الصحفيين أن الدول العربية طرف فى إضعافها، بسبب عدم التصديق على اتفاقية المحكمة من عدد كبير من بلدان المنطقة، لكن الأحداث الجارية وغيرها تكشف أننا فى احتياج شديد لها، موضحا أن تصديق دولة فلسطين على اتفاقية المحكمة أتاح فتح ملف باسمها منذ عام 2014، يرصد الانتهاكات فى حق الفلسطينيين.


وأكد البلشى أنه مهما كان ضعف أداء المحكمة بسبب القيود الدولية لإثبات وتوقيف المتهمين والتى تعرقل آليات عملها، لكن دورها مهم وضرورى لإثبات ما يجرى على الأرض الآن، لافتا إلى أن قراراتها كانت فى بعض الأوقات سيفا مسلطا على المتهمين الصهاينة وسببا فى ملاحقتهم خلال الانتقال إلى بعض الدول عندما تحركت ضدهم قضايا، مشددا على أهمية دعم كل إجراءات العدالة الدولية.


وأشار نقيب الصحفيين إلى أهمية دعم جهود وتحركات المجتمع المدنى لمواجهة الانحياز الصارخ للمؤسسات الدولية بما يطور آليات عمل الأمم المتحدة، مؤكدا أن جهود المجتمع المدنى أجبرت العالم على الاعتراف بارتكاب جريمة كبرى فى الأراضى الفلسطينية بواسطة الاحتلال ويجب تدعيم ذلك على الدوام.
 

نقدم لكم من خلال موقع (فيتو) ، تغطية ورصد مستمر علي مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية