رئيس التحرير
عصام كامل

حكومة السعادة

 بالطبع فإن وجود حكومة عنوانها السعادة، وأعمالها السعادة وهدفها السعادة للناس هو فرض ينتمى لعالم الوهم أكثر مما ينتمي للواقع.. والحق أن التعاسة التى يعيش فيها العالم حاليا هي العنوان الحقيقي للحالة البشرية.

أما الحالة المصرية، وهى جزء من محيط البؤس العالمي فمرجعها إصرار الحكومة الحالية على إعلانات نوايا كثيرة حسنة النية تتبخر بعد يومين، على أساس أن الناس تنسى، وأن أحدا لن يحاسب، وبخاصة أن الانطباع العام عن نواب الشعب أنهم طيبون مسالمون، وهو انطباع صنعه غياب البث المباشر للجلسات، ليرى الناس صولات وجولات المحاسبة والمواجهة والاستجوابات.


حسنا لقد فاز الرئيس عبد الفتاح السيسي بست سنوات أخرى من حكم مصر، وسيكون تمامها 2030، وبتمامها، أمد الله في عمره، سيكون حكم البلاد لستة عشر عاما، أنفق منها العشرة الأولى في تثبيت أركان الدولة ومنع هدمها وإسقاطها، وتزامنت جهود التثبيت مع جهود تنفيذية جبارة، على الأرض، من تعمير وطرق وجسور وزراعات وأحواض أسماك عملاقة ومصانع.


ولإيمان الناس بحلم السيسي في البناء تحملوا قسوة برنامج الإصلاح الاقتصادي، وسارت الأوضاع مقبولة وجاءت هجمة كورونا، ومن بعدها أوكرانيا، وحاليا غزة، وفي الحالات الثلاث، يتأرجح الاقتصاد المصرى بجيب المواطن المصرى وطعامه وشرابه وعلاجه ومواصلاته.

 

حكومة قوية

ولأن بدايات الحكم الجديد، تنطوي غالبا على رغبات شعبية وتوقعات قوية بالتغيير الكلي في الحكومات والسياسات وأدوات السياسات من وزراء ومعاونين وبرامج، فإن الناس يتطلعون بالفعل وبالحق، إلى تغيير كلي للحكومة الحالية، وليس التغيير لمجرد التغيير، بل لبث روح جديدة يتفاءل معها الناس.

 

وتخرج عليهم الحكومة المرتقبة ببرنامج يهدئ الخواطر، ويحد من الحروب المشتعلة في كل بيت بسبب ضيق ذات اليد، حتى باتت صورة الأب المصرى في الطين، لعدم قدرته على مجاراة الأسعار المتوحشة، وكل بيت مصرى يعلم تماما أن حكومة الدكتور مصطفي مدبولي عجزت، صمتا، أو تهاونا، عن تقديم لصوص القوت المصرى إلى العدالة منذ وقت طويل، ولا يوجد مصرى واحد مقتنع أن عصابة مستشار وزير التموين هم آخر العنقود.


شبكة الفساد مثل مترو أنفاق غزة، أنفاق ممتدة، وعلى الحكومة الجديدة أن تضرب بيد من حديد على اللصوص والمتاجرين والمزايدين والاحتكاريين. يعرف الشعب أن الرئيس يعمل ولا يتوقف ويتابع ويدقق، وهو يؤدي واجباته الدستورية تحت ضغوط ضخمة، من الخارج ومن الداخل.

 

لكن وجود حكومة قوية نافذة تكون عونا له، تستجيب لاحتياجات الناس، سيتيح للناس الضوء في آخر النفق.. الأمان متحقق، الثقة في الرئيس متحققة، لكنها مع الحكومة شبه معدومة، وإذا تغيرت الحكومة واتخذت مسار الانفتاح السياسي، وأتاحت الحرية الكاملة للجميع في إطار الحق الدستوري لحرية التعبير، فإن هذا كله يصب في مصلحة الوطن ويعين على استقراره.

 


 يبقى أن لقمة العيش الكريم هى كل ما يهم الناس، مهما فعلت أي حكومة ومهما بنت ومهما عمرت..
وفي حالتنا، فإن اللقمة صارت باهظة الثمن.. وشباب كثيرون تجاوزوا الثلاثين بلا زواج.. فالشقق بأسعار مليونية.. والدخول هراء مخجل.
حكومة لإسعاد الناس؟ هذا هو المطلوب؟ مجرد حلم مطلوب.

الجريدة الرسمية