رئيس التحرير
عصام كامل

ساخرون، غراب البين يكتب عن‭ ‬الأنتخة‭ ‬وقعدة‭ ‬التيك‭ ‬توك‭ ‬والفيس‭ ‬بوك

بعد‭ ‬يوم‭ ‬طويل‭ ‬من‭ ‬اللف‭ ‬والدوران‭ ‬والمرازية‭ ‬فى‭ ‬خلق‭ ‬الله.. ‬قررت‭ ‬أريح‭ ‬جتتى‭ ‬ساعتين.. ‬فوقفت‭ ‬فوق‭ ‬سور‭ ‬بلكونة‭ ‬الست‭ ‬أم‭ ‬هانى‭ ‬جلست‭ ‬وانكمشت‭ ‬بين‭ ‬أجنحتى‭ ‬وقبل‭ ‬أن‭ ‬أغمض‭ ‬عينى‭ ‬سمعت‭ ‬صوت‭ ‬يأتى‭ ‬من‭ ‬خلف‭ ‬شيش‭ ‬البلكونة‭ ‬للواد‭ ‬هانى‭ ‬وتقريبًا‭ ‬كان‭ ‬بيتكلم‭ ‬مع‭ ‬الجو‭ ‬بتاعته‭ ‬فى‭ ‬التليفون،‭ ‬وبيقولها..‭‬‭ ‬أدينى‭ ‬قاعد‭ ‬فى‭ ‬البيت‭ ‬شوية‭ ‬على‭ ‬التيك‭ ‬توك‭ ‬وشويه‭ ‬على‭ ‬الفيس‭ ‬بوك.. ‬يعنى‭ ‬هروح‭ ‬فين‭.

 

‬البلد‭ ‬أصلا‭ ‬مافيهاش‭ ‬شغل‭ ‬وكل‭ ‬حاجة‭ ‬محلك‭ ‬سر.. ‬عموما‭ ‬طالما‭ ‬أنت‭ ‬معايا‭ ‬فأنا‭ ‬مش‭ ‬ناقصنى‭ ‬حاجة‭ ‬في‭ ‬الكون. ‬وهنا‭ ‬أدركت‭ ‬أن‭ ‬الليلة‭ ‬دى‭ ‬مفيهاش‭ ‬نوم‭ ‬فوقفت‭ ‬على‭ ‬قدمى‭ ‬ونفشت‭ ‬ريشى‭ ‬وأخذت‭ ‬أنعق‭ ‬بأعلى‭ ‬صوتى‭ ‬قاق‭ ‬قاق‭ ‬حتى‭ ‬سمعت‭ ‬صوت‭ ‬‮‬هانى‬‭ ‬من‭ ‬الداخل‭ ‬وهو‭ ‬يقول‭ ‬لى‭ ‬غور‭ ‬من‭ ‬هنا‭ ‬يا‭ ‬غراب‭ ‬البين‭ ‬يا‭ ‬فقرى‭ ‬جبتلنا‭ ‬النكد‭ ‬والفقر.. 

 

‬فهربت‭ ‬مسرعا‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يفتح‭ ‬شيش‭ ‬البلكونة‭ ‬ويحدفنى‭ ‬بمشابك‭ ‬الغسيل‭ ‬ولسان‭ ‬حالى‭ ‬يقول‭:‬بقى‭ ‬أنا‭ ‬اللى‭ ‬جبتلك‭ ‬النكد‭ ‬والفقر‭ ‬أم‭ ‬أنك‭ ‬من‭ ‬تُنكد‭ ‬على‭ ‬نفسك‭ ‬وقاعد‭ ‬مأنتخ‭ ‬فى‭ ‬البيت‭ ‬ومش‭ ‬دريان‭ ‬بالدنيا‭ ‬اللى‭ ‬بتتحرك‭ ‬حواليك‭ ‬بأقصى‭ ‬سرعة‭ ‬يا‭ ‬فقرى‭ ‬يا‭ ‬ابن‭ ‬الفقرية‭..‬ 

 

 

طب‭ ‬حاول‭ ‬تقفل‭ ‬الفيس بوك‭ ‬وتنزل‭ ‬الشارع‭ ‬تشوف‭ ‬معاناة‭ ‬الناس‭ ‬اللى‭ ‬فاتحه‭ ‬بيوت.. ‬انزل‭ ‬شوف‭ ‬الشباب‭ ‬اللى‭ ‬بتشتغل‭ ‬ليل‭ ‬نهار‭ ‬علشان‭ ‬يعرفوا‭ ‬يتزوجوا‭ ‬ويعيشوا‭ ‬زى‭ ‬باقى‭ ‬خلق‭ ‬الله،‭ ‬وأنت‭ ‬نايم‭ ‬هنا‭ ‬جمب‭ ‬أم‭ ‬هانى،‭ ‬ياخى‭ ‬جاتها‭ ‬ستين‭ ‬ألف‭ ‬نيلة‭ ‬اللى‭ ‬عايزة‭ ‬تخلف‭ ‬بنى‭ ‬آدمين‭ ‬زى‭ ‬حضرتك‭..‬خاطب‭ ‬بقاله‭ ‬10‭ ‬سنين‭ ‬ومش‭ ‬عارف‭ ‬يتزوج‭ ‬بحجة‭ ‬أن‭ ‬البلد‭ ‬مافيهاش‭ ‬شغل‭!‬

الجريدة الرسمية