رئيس التحرير
عصام كامل

الجمهورية من جريدة الثورة إلى صوت الشعب!

جريدة الجمهورية سايرت منذ نشأتها في كنف ثورة يوليو 1952 الأحداث الكبرى التي مرت بها البلاد وناصرت قضاياها المصيرية؛ فناضلت ضد الاستعمار ومدت يد العون لحركات التحرر الوطني في سائر قارات الدنيا، وقاومت القوى الإمبريالية وتكتلاتها وانحيازاتها الظالمة ضد الشعوب المستضعفة، ودعت إلى سياسية عدم الانحياز.. 

 

وروجت للمباديء الاشتراكية التي لجأت إليها مصر منذ عام 1960، كما دافعت باستماتة عن حق شعب فلسطين وقضيته التي هي قضية العرب المركزية منذ نشأة هذا الكيان المحتل على أراضيهم، وهى القضية التي عادت للأضواء مجددًا في زخم دولى بعث القضية من مرقدها في ظل ما تمارسه قوات الاحتلال من جرئم إبادة جماعية في غزة تحت بصر وسمع العالم.. 

 

وفي ظل ميزان قوى غير متكافيء بين شعب أعزل ومقاومة بأسلحة بسيطة في مقابل جيش إحتلال يتسلح بأقوى وأحدث أسلحة العصر مدعومًا بأعتى قوة على ظهر الأرض وهى أمريكا والغرب التي فتحت لتل أبيب مخازن الأسلحة على مصراعيها، وتصر على إستمرار العدوان الإسرائيلي، وترفض وقف إطلاق النار إلا بعد أن تحقق إسرائيل أهدافها الخبيثة.. ناهيك عما يشهده العالم من تقلبات جيوسياسية وتحديات إقليمية ودولية عاصفة.

جريدة الثورة وجريدة الشعب


ومن دواعي الفخر والسرور أن الجمهورية أول جريدة يومية تصدرها ثورة يوليو، وقد أريد لها في البدء أن تكون صحيفة رأي؛ ولهذا فقد احتلت المقالات مساحة كبيرة على صفحاتها، وتناولت باستفاضة قضايا إنسانية كالحرية والمساواة والديمقراطية والإخاء والتسامح ومواجهة الفساد بشتى صوره.. 

 

لكنها سرعان ما تجاوبت مع سنن التطور ومستجدات العصر ومتطلباته، ولم تقتصر على هذا اللون الصحفي على أهميته، فتحولت كغيرها من بنات زمانها إلى صحافة الخبر الذي تربع على عرش الصحافة وقتها، وإنفرد بها قبل بزوغ ثورة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وصار عماد الصحافة القومية وأساس التحقيقات في المجلات الأسبوعية.


الجمهورية سلكت نهجًا شعبويًا؛ بالتركيز على اهتمامات القارئ وهمومه، وصار همها أن تشبع نهمه في معرفة ما يجري حوله من أحداث متسارعة تتحكم في حاضره وتصنع مستقبله، ولم تقف في مسيرة تطورها عند حدود الخبر فقط، بل قدمت لقارئها معلومات متنوعة ذات إيقاع سريع تفيده في حياته اليومية، وتزيد معرفته بما يجري في العالم من حوله..

 

وهكذا انتقلت الجمهورية بقدرة مدهشة من جريدة للثورة إلى جريدة للشعب تدافع عن حقوقه وتتبنى قضاياه وتخاطب جمهورًا عريضًا في مساحته العددية والمكانية والحضارية؛ جمهورًا متنوعًا يجد ضالته المنشودة على صفحاتها وفي أبوابها المختلفة.


الجمهورية اختطت منذ خروجها للنور في كنف الثورة خطًا تحريريًا متميزًا يخاطب فئات المجتمع كافة مع انحياز واضح للبسطاء منهم، بما تقدمه صفحاتها المتنوعة وملاحقها المتخصصة؛ فثمة دموع الندم يلاحق الحوادث ويطارد المجرمين أينما كانوا..

 

 

وثمة بطولات ونجوم الذي اختص برصد الأحداث الرياضية المتجددة وهناك صفحات متخصصة في التعليم والمرأة والمعرفة وتكنولوجيا الاتصالات وقد سبقت في ذلك عصرها واستشرفت آفاقًا جديدة لتلك الصناعة الواعدة، وأحرزت فيها تفوقًا ملحوظًا.. باختصار الجمهورية جريدة كتبت تاريخها بمداد النجاح والتميز واقتربت جدا من هموم الناس حتى صارت لسان حالهم.. فهل حافظت على مكانتها أم تخلت عنها.. ولهذا مقال آخر!

الجريدة الرسمية