رئيس التحرير
عصام كامل

سر زيارة الـ 24 ساعة، رسائل بوتين من الإمارات والسعودية إلى أمريكا

بوتين وبن سلمان،
بوتين وبن سلمان، فيتو

تشكل زيارة بوتين النادرة إلى الإمارات والسعودية، أهمية خاصة وحيوية لبلاده التي تعتبر من جهة أبوظبي شريكا اقتصاديا رئيسيا في منطقة الخليج، اعتبارا لكون حجم التبادل التجاري بين البلدين يزيد عن نصف حجم إجمالي التبادل التجاري مع دول مجلس التعاون الخليجي.

 

 كما ترى روسيا أيضا، أن علاقتها مع السعودية خاصة لأنها تشكل ضمانة لاستقرار منظمة أوبك + وأسواق النفط العالمية.

 زيارة الـ24 ساعة عمل 

بدأ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأربعاء، زيارة عمل مدتها 24 ساعة فقط إلى دولة  السعودية والإمارات، والتي جاءت محملة بملفات وقضايا عدة لبحثها مع قادة البلدين، أبرزها تصاعد التطورات في الشرق الأوسط، والحرب في أوكرانيا، والموضوعات ذات الاهتمام المشترك، والعلاقات الروسية الأوكرانية السعودية.

وتأتي الزيارة في خضم تطورات الأوضاع بالمنطقة بعد مرور 60 يوما على الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، وأزمة السودان، والتوترات في بعض طرق الملاحة البحرية الدولية في أعقاب هجمات شنتها ميليشا "الحوثي" اليمنية على السفن التجارية، إضافة إلى مناقشة ملفات اقتصادية، وفي مقدمتها الطاقة خاصة في أعقاب قرارات تحالف (أوبك+)، والتبادل التجاري، وتعزيز الاستثمار، وغيرها.

 

القضية الفلسطينية في مقدمة زيارة بوتين 

 

 وخلال زيارة بوتين للإمارات بحث الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، مختلف أوجه العلاقات بين البلدين وإمكانيات تنميتها في إطار الشراكة الاستراتيجية التي تجمع بينهما، إضافة إلى عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وجاء ذلك خلال جلسة المباحثات التي عقدها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان مع بوتين في أبوظبي، حيث تبادل الجانبان وجهات النظر بشأن عدد من القضايا محل الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها التطورات في الأراضي الفلسطينية المحتلة وضرورة تحرك المجتمع الدولي من أجل وقف إطلاق النار في قطاع غزة وحماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية الكافية إليهم ضمن آليات آمنة ودائمة ودون عوائق.

وأكد الجانبان في هذا السياق أهمية العمل على إيجاد أفق واضح للسلام الدائم والشامل في المنطقة يقوم على أساس حل الدولتين.

اقرأ أيضا:   بوتين: موسكو تتمتع بعلاقات جيدة مع السعودية ولا يمكن إعاقتها

 

أوكرانيا على الطاولة


وتطرق الرئيسان إلى مستجدات الأزمة الأوكرانية، حيث أكد رئيس الإمارات في هذا السياق أن بلاده تدعم تسوية مختلف النزاعات في العالم عبر الحوار والأساليب الدبلوماسية بما يعزز السلام والأمن العالميين، انطلاقًا من نهج الإمارات الراسخ في دعم السلام والتعاون والاستقرار على المستويين الإقليمي والعالمي.

وتناول بن زايد وبوتين مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ "كوب 28" الذي يواصل فعالياته في "مدينة إكسبو دبي".. وفي هذا السياق، أعرب الرئيس الروسي عن تمنياته بخروج المؤتمر بنتائج تسهم في إيجاد حلول بنَّاءة للتحديات المناخية وتعزيز مسار العمل المناخي الدولي لمصلحة البشرية جمعاء، وفق وكالة أنباء الإمارات.

وأكد رئيس الإمارات خلال اللقاء حرص دولة الإمارات على بناء جسور التعاون التنموي مع مختلف الدول في العالم ودعم كل ما يحقق الاستقرار والازدهار لجميع دول العالم وشعوبها، كما أشاد الرئيس الروسي بدور دولة الإمارات في المحافل الدولية خاصة في مجلس الأمن الدولي وجهودها التي تسهم في استقرار الأوضاع حول العالم.

بوتين في السعودية 

 وبمجرد وصول بوتين إلى السعودية كان في استقباله ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وقال الرئيس الروسي خلال لقائه بولي العهد إنه لا شيء يمكنه أن يعيق تطوير العلاقات الودية بين روسيا والسعودية، مضيفا أن روسيا تتمتع بعلاقات جيدة مع السعودية في كافة المجالات بما في ذلك الاقتصادية ومن المهم تبادل الآراء حول الوضع في المنطقة.

 

واعتبر بوتين أن اللقاء مع بن سلمان جاء في الوقت المناسب، مشيرا إلى أن العلاقات بين روسيا والسعودية تطورت بشكل كبير بفضل حكمة خادم الحرمين الشرفين.

 النفوذ الروسي في الشرق الأوسط 

 وبحسب عدة تقارير إخبارية لمجلة فورين بوليسي الأمريكية نقلا عن محللين، جاءت خطوته الخاطفة أيضا بعد تقارير رصدت "تراجعا لأهمية موسكو في المنطقة بعد حرب غزة"، من بينها لمجلة "فورن بوليسي"، حيث أوضحت في 21 نوفمبر الماضي أن المساعي الروسية في مجلس الأمن لوقف إطلاق النار في القطاع لم تكتسب سوى القليل من الاهتمام".

رسمت المجلة الأمريكية قبل أسبوعين خطا زمنيا للنفوذ الروسي في الشرق الأوسط، ورصدت "نقطة انعطاف" فرضتها الحرب في أوكرانيا، وكذلك الأمر بالنسبة للحرب في غزة.

وقالت في ختام تحليلها: إنه "من غير المرجح أن يكون لموسكو دور كبير في المستقبل الجديد للشرق الأوسط الذي قد تسهم حرب القطاع بتحديده".

وأوضح كبير الخبراء في  المجلس الأطلسي، ريتش أوتزن أن "بوتين يحاول أن يُظهر أولا من خلال الزيارة وقبل كل شيء أنه ليس معزولا دبلوماسيا حتى بين أصدقاء الولايات المتحدة".

ويريد تحقيق هدف ثانٍ يتعلق بـ"التنسيق بشأن إنتاج النفط وتجارته لمحاولة تحسين الظروف الاقتصادية في وقت تستمر فيه العقوبات الغربية في التأثير على موسكو"، وفق أوتزن.

كما أوضح أن"الخليج بالنسبة لبوتين هو جزء آخر من رقعة الشطرنج في الشرق الأوسط - أقل أهمية عسكريا ولكنه أكثر أهمية اقتصاديا".

 ومن جانبه، وصف الباحث السياسي الروسي، ديميتري بريجع  الزيارة بـ المهمة كونها تتزامن مع "مباحثات الصراع الفلسطيني والإسرائيلي وما يحدث في غزة".

ويحاول بوتين "التحرك في الملف الخاص بالقطاع من أجل وقف إطلاق النار، ويحاول إبراز دور روسيا السياسي بمنطقة الشرق الأوسط، ومنافسة أمريكا والغرب"،علي حد قول الباحث الروسي.

ويضيف: "زيارة بوتين مهمة كذلك من ناحية وجود موقف روسي للتقرب مع منطقة الشرق الأوسط. وهذا السلوك بدأ بسبب السياسات الغربية ضد موسكو".

ولا يستبعد الباحث الروسي أهمية ملف الطاقة الذي يجمع دول الخليج وعلى رأسها السعودية والإمارات مع الاتحاد الروسي، ويشير إلى أن الشركات الروسية تلعب دورا كبيرا في عملية "بناء العلاقة وتنشيطها".

 

ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية