رئيس التحرير
عصام كامل

تاريخ الخيانة للإخوان


خونةٌ هم منذ نشأتهم .. ففى أرض الجزيرة العربية كانت بدايتهم مع عبد العزيز بن سعود سلطان نجد سنة ١٩١١ كجماعة دينية على النسق الوهابى تتكون من البدو الرٌحَّل، حيث أنشأ لهم قرى لإقامتهم وتأليف قلوبهم، وقربهم إليه وجعلهم ذراعاً عسكرياً باطشاً لتأديب القبائل المناوئة ، حتى تضخم أمرهم ليصبحوا دولة داخل الدولة ، وتمردوا عليه فى نهاية الأمر وخانوه عام ١٩٢٩ بزعامة سلطان الدويش وبن بجاد ، فدعاهم عبد العزيز بن سعود وهو يعرف حقيقتهم للمفاوضات وللمراجعات الفكرية الشرعية ، إلا أنهم رفضوا دعوته ورفعوا لواء الحرب عليه وهو من أوجدهم ، فاضطر إلى سحقهم بدون رحمة فى معركة السبلة سنة ١٩٢٩ ، وقام بعد ذلك بتشتيت الباقين منهم ، ودمر مراكزهم وقراهم لتنعم السعودية بالأمن والأمان بعدها.

وكانت المفاجأة كما نعاينها الآن مع الإخوان أن طلب الإنجليز من عبد العزيز الرأفة بهم والإبقاء على حياة زعمائهم وعدم الانتقام منهم!، فظهرت حقيقة عمالتهم الواضحة للجيش الإنجليزى وعلاقتهم المباشرة به بعدما كانوا يخفونها تحت بياض عمائمهم وبين خصلات لحاهم المرسلة .

وفى أثناء ذلك قام الإنجليز بزرع حسن البنا فى الإسماعيلية بين معسكراتهم الحربية سنة ١٩٢٨ بعد أن أيقنوا بسقوط الإخوان فى السعودية لينشئ (شعبة) لحركتهم فى مصر ، لتكون بديلاً عن الجماعة المنهارة فى السعودية ، ولضرب الوطنية المصرية بعد ثورة ١٩ ، حيث بدأ الفيروس الإخوانى يبث سمومه على أرض مصر الطيبة برعاية الإنجليز بنفس منهجه الدموى العدائى للمجتمع الذى يعيش فيه .

وظهرت الجماعة بنفس الأسس والشعارات التى قامت عليها الجماعة الأم التى تقوم على منهج السمع والطاعة العسكرى ، وبنفس نظرتهم فى تكفير المجتمع ، وبذات الخطة للسيطرة والتمكين والمواجهة ، معتمدين على أسلوبهم المراوغ الذى يقوم على استمراء الكذب وخيانة العهد والوعد ، حتى انكشف عنهم الغطاء أخيراً فى مصر المحروسة ، وظهروا على حقيقتهم وهم يستقوون بالغرب ويعلنون عمالتهم له دون أى مواربة أو استحياء ، إنهم خونة فى أصل تركيبتهم وأساس وجودهم ، وتاريخهم مع الخيانة ممتد ومعروف ، ولنا فى التاريخ عبرة.
الجريدة الرسمية