رئيس التحرير
عصام كامل

حالة عجز مخزية

ما الوضع الذي نحن فيه حاليا باعتبارنا بشرا؟ ما الوضع الذي ألقت بنا فيه الدولة الأمريكية اللإنسانية باعتبارنا عربا؟ ما الوضع الذي نحن فيه بسبب وحشية إسرائيل وهمجيتها ومغوليتها باعتبارنا مسلمين؟.

الوضع عجز، الوضع دموع. الوضع استجارة بالسماء ولا مجير على الأرض، الوضع جثامين علي الطرقات المدمرة في غزة، طعاما للكلاب. الوضع اكتظاظ ثلاجات الموتى في مستشفى الشفاء، ربما تنسفه إسرائيل وأنا أكتب هذه الحروف المتألمة الدامعة العاجزة. 

الوضع أطفال مبتسرون ماتوا في الحضانات لأن إسرائيل منعت الأكسجين والكهرباء، الوضع المبكي إدعاء الجيش النازي الإسرائيلي أنه سيقوم بإخراج 30 طفلا من الحضانات لكي ينقذهم. أرأيتم سفالة أبشع من هذه؟ أرأيتم فجورا في القتل وفي السخرية بنا عربا ومسلمين وبشرا أوضح من هذا؟.

قمة اجتمعت وانفضت ولا حس ولا خبر كأنها ما اجتمعت ولا زأرت همسا، بل اختارت الحروف الغاضبة، ثم مضى كل إلى طائرته، بينما طائرات إسرائيل تعربد في سماوات غزة والضفة.
57 دولة عربية وإسلامية، فيهم أقطاب كبرى هم مصر وتركيا وإيران، وفيهم دولة نووية هي باكستان، جمعهم الغضب والآسى والشعور بالألم الإنساني.. 

النفط.. وصرخة الزعماء

بعضهم بعيد بعيد، وبعضهم قريب يكتوي بالأزمة مثلنا، ومعظمنا حليف وصديق وشريك للدولة المجرمة الأولى في العالم وفي التاريخ الحديث والمعاصر، وهي.. الولايات المتحدة على الشر والبغي والعدوان..

نعم شركاء وحلفاء ومطبعون ومضطرون، ومتخاذلون ومتفرجون، تلك كانت التوليفة، والتشكيلة، جمعها بيان وقرارات تجاوزت الثلاثين، كانت مدهشة في بلاغتها وقوتها وعنفوانها، حتى أن إسرائيل اهتزت، وحتى أن واشنطن تراجعت واحتسبت وتحسبت لنا، وكانت هذه القرارات طوق نجاة للشركاء والحلفاء، حفظت ماء الوجوه..

والحق أنه ليس بوسعهم الرد عسكريا على الظلم الأمريكي الفاحش، ولا على تتار العصر الإسرائيليين، فكل دولة من الدول السبع والخمسين عنده مصيبته الخاصة على حدوده أو داخل بلاده، وكلهم شتى، رغم ائتلاف قلوبهم في الرياض، وهذا ما تعرفه واشنطن وتستغله تل أبيب..

من أجل هذا هو وضع العاجز، وكل عاجز يبعث على الشعور بالآسى، حين يكون قعيدا، لكن أن تعجز لكثرة الحسابات والمواءامات، وأن تعجز لأن القضية ليست على حدودك وتدفع المكتوي بنارها لدفع الثمن وحده، فهذا عار على من يفكر بانتهازية سياسية، بل يتاجر بالمواقف مستترا في عباءة قمة المسلمين والعرب..

هل ردت أمريكا علي صرخة الزعماء؟ هل اكترثت إسرائيل؟ كلا.. كأنها لم تنعقد.. الوضع مخز. مهين. هل أدعو إلى حرب وقتال ؟ لا أدعو إلى حرب وقتال، بل ندعو إلى وقف النفط ومنعه عنهم، فذلك ما أوجعهم في حرب أكتوبر..

ما الحل؟ سؤال يدور في أذهان من اجتمعوا ومن انفضوا.. والإجابة المريحة: الحل عندك يارب.

الجريدة الرسمية
عاجل