رئيس التحرير
عصام كامل

ماذا يعنى التعليم المجتمعى

 يمثل التعليم اللبنة الأساسية لكل المجتمعات، وكما نص الدستور أن التعليم حق لكل مواطن هدفه بناء الشخصية المصرية والحفاظ على الهوية الوطنية، وتأصيل المنهج العلمى فى التفكير، وتنمية المواهب وتشجيع الابتكار وترسيخ القيم الحضارية والروحية، وإرساء مفاهيم المواطنة والتسامح وعدم التمييز، وتلتزم الدولة بمراعاة أهدافه فى مناهج التعليم ووسائله وتوفيره وفقًا لمعايير الجودة العالمية.. 

 

والتعليم إلزامي حتى نهاية المرحلة الثانوية أو ما يعادلها، وبالرغم من كافة الجهود التى تبذلها الدولة في إتاحة التعليم لكل الأطفال الذين أتموا ست سنوات، إلا أن نسبة التسرب من التعليم لازالت موجودة في كافة المحافظات، وخاصة محافظات الوجه القبلى وبصفة خاصة الفتيات.


كما أن نسبة الأمية لازالت موجودة فى معظم المحافظات بصورة تنذر بآثار سلبية مستقبلية، وسوف نتحدث اليوم عن نوعية مختلفة من التعليم، والذي لم يعرف عنه الكثير من المجتمع وهو التعليم المجتمعى، وهو نوعية خاصة من التعليم للأطفال المتسربين من التعليم الإلزامى الحكومى.

 

مواجهة التسرب من التعليم

 فقد بدأ هذا التعليم منذ عام 1993 وذلك بإنشاء ثلاثة آلاف مدرسة ذات فصل واحد في الأماكن التى لا يصل إليها آية خدمات تعليمية مثل الكفور والنجوع والعزب، لمواجهة خطر عدم وصولها إلى الفتيات في الشريحة العمومية من 9 – 14 سنة لمحو الأمية، التى انتشرت فى ذلك الوقت بشكل واضح على أن يتناسب عدد المدارس التى تنشأ في كل محافظة مع عدد الفتيات الأميات التى لم يتعلمن.. 

 

وأكدت الوزارة على أن تقوم هيئة الأبنية التعليمية بإعداد هذه المدارس الملحقة بالمدارس القديمة ذات الفصل الواحد، وإنشاء مدارس جديدة بمساحة 160 مترا مربعا، وأنشأت الوزارة إدارة عامة لهذه النوعية من المدارس إحلالا للإدارة العامة لدور المعلمين التى انتهت الدراسة بها فى نفس العام، يقابلها مدير إدارة في المديريات على أن يتم تدبير الموجهين المختصين، وتفضيل من هم في نفس مكان المدرسة على أن تكون الدراسة بهذه المدارس غير نمطية، كالدراسة في التعليم الابتدائى ويضاف إليها التكوين المهنى ومشاريع إنتاجية تزيد من دخل الطالبة.


وفى عام 1996 قررت الوزارة أن تكون هذه النوعية من المدارس مرحلة منتهية، فيما عدا اللاتى يظهرن تفوقًا ومهارة ورغبة فى استكمال التعليم، فيمكن لهؤلاء الفتيات مواصلة الدراسة في المدارس الإعدادية المهنية والثانوية المهنية.


وفي عام 1998 قامت الوزارة بتعديل سن القبول بهذه النوعية من المدارس إلى ست سنوات كما وافقت الوزارة على التحويل من التعليم الابتدائى إلى مدارس الفصل الواحد. وفي عام 2000 صدر قرار وزارى بالتصريح للجمعيات الأهلية العاملة في نطاق التعليم إنشاء مدارس على نمط مدارس المجتمع، والمدارس الصغيرة، ومدارس الفصل الواحد..

من أجل تحقيق التصدى لظاهرة التسرب من التعليم والأمية في حلقتها الأولى، وعلاجها بالإضافة إلى إيجاد نوع من التعليم القائم على التعلم النشط في التعليم الأساسى وخلو نواة لمساهمة المجتمع في تطوير التعليم العام والمشاركة الإيجابية في مواجهة المشكلات.


وبالرغم من كافة الجهود التى تبذلها الوزارة بالتعاون مع الجمعيات والمؤسسات من إنشاء مدارس وتدريب معلمين في كافة المحافظات إلا أن هذا النوع من التعليم يحتاج إلى مزيد من تضافر الجهود بين كافة أطياف المجتمع، لمواجهة التسرب التعليمى حيث أنه من الظواهر الخطيرة التي تواجه العملية التعليمية، ويعتبر التعليم المجتمعى هو الحل الوحيد لتوفير خدمة تعليمية فى المناطق النائية، وإعادة المتسربين من التعليم مما يساعد في القضاء على الأمية.


وفي الختام أؤكد أن مدارس التعليم المجتمعى تقوم بدور هام في توفير فرص تعليمية للفئات المهمشة والمتسربة من التعليم لأنها تقوم بتقديم نوعية مختلفة من التعليم العام والتعليم المهنى، بالإضافة إلى الاهتمام بالتعليم وزيادة الوعى لدى الطلاب لتحسين حياتهم وتوفير فرص مستقبلية لهم، كما أنها تساعد على الحد من الأمية لأن الطالب يستطيع الانتقال إلى المدارس الرسمية تأكيدًا على حق كل مواطن في المساواة في فرص التعليم.
وللحديث بقية

الجريدة الرسمية