رئيس التحرير
عصام كامل

معركة الأسري

بينما تدور معارك برية بين القوات الإسرائيلية البرية والمدرعة ومقاتلى حماس على مشارف شمال غزة، تدور خارج غزة وداخلها معركة أخرى مهمة أيضا  بين حكومة إسرائيل وحماس حول الأسرى.. 

 

وإذا كانت المعركة العسكرية تأتى في إطار الاجتياح الإسرائيلى البري لقطاع غزة يحاول فيها الإسرائيليون فصل الشمال عن باقى القطاع، فان معركة الأسرى يستهدف فيها الإسرائيليون استرداد أسراهم لدى حماس مجانا أو مقابل تدفق المساعدات الإنسانية على أهل غزة، وهو ما رفضته حماس مبكرا خلال الأيام الأولى للعدوان الإسرائيلى على القطاع.. 

 

واكتفت فقط بالإفراج عن سيدتين يحملان الجنسية الأمريكية، ثم سيدتين أخريتين مقابل استدامة تدفق المساعدات لأهالي غزة، وإن كان الإسرائيليون يتعنتون في تنفيذ ذلك حتى الآن  ، رغم تعهد نتنياهو لبايدن بذلك كما أبلغنا الرئيس الامريكى.


وعبر قطر التي تتصدى لهذا الملف الآن عرضت حماس الإفراج عن النساء والأطفال من الأسري مقابل الإفراج عن النساء والأطفال  الفلسطنيين الذين تحتجزهم سلطات الاحتلال الإسرائيلية، وهو ما رفضته اسرائيل، وقالت إنها لن توقف هجومها على القطاع، جوا وبحرا وبرا أيضا ما لم تفرج حماس عن كل الأسري الإسرائيليين لديها.. 

 

وردت حماس ردا مزدوجا.. من ناحية التأكيد أن مقابل إفراجها عن الأسرى لديها هو ما أسمته تبييض السجون الإسرائيلية، أى الإفراج عن كل المعتقلين لفلسطينيين لديها.. ومن ناحية ثانية أذاعت حماس فيديو لثلاث سيدات إسرائيليات محتجزات لديها يطالبن نتنياهو بقبول عرض حماس حتى يتم تحريرهن من الأسر.

 
ولم يمض سوى وقت قصير ورد عليهن بالرفض، مؤكدا أن الاجتياح البرى الذى بدا متدرجا سوف يستمر ولن يتوقف إلا عند تحقيق أهدافه.. وهذا يعنى أن مصير الأسري الإسرائيليين صار مرتبطا الآن بتطور هذا الاجتياح البرى المتدرج، وأن معركة الأسرى سوف تستمر لوقت ليس بالقصير.. 

 

لآن الاجتياح البرى المتدرج ذاته يحتاج لوقت ليس بالقصير كما يقول القادة العسكريون الاسرائيليون، وليست ثمة ضغوط دولية كافية على الإسرائيليين لوقف عدوانهم على القطاع، ولأن تطوراته قد تودى بحياة بعض هؤلاء الأسرى، ولأن حماس تدرك أن الأسرى سلاح مهم تملكه الآن لن تفرط فيه مجانا..

 

 

بالطبع وهى لها خبرات في مساومة الإسرائيليين في موضوع أسرى قليلين، فما بالنا وهى تسيطر على عشرات الأسرى من بينهم عسكريون.      

الجريدة الرسمية