رئيس التحرير
عصام كامل

الدبلوماسية الخشنة.. والكرامة المصرية

الدبلوماسية الخشنة، أعجبني هذا التعبير حين طرق أذنيّ لأول مرة.. الفنان والأديب الفلسطيني ياسر أبو سيدو، هو صاحبه.. الموقف المصري الصلب من الرئيس عبد الفتاح السيسي، والسفير سامح شكري، وزير الخارجية، وأسد الدبلوماسية  المصرية، هذا الموقف أغرى ياسر أبو سيدو لإطلاق هذا الوصف.

فعادة ما تكون الدبلوماسية هادئة، ناعمة، حيث يحرص الدبلوماسيون على السير على الحبل، ويبحثون عن أهدأ الكلمات، وأرق المصطلحات، والتعبير؛ لكي لا يغضب مستمعوهم، ولا يُخدش حياء المتلقين.

 

في الأزمة الأخيرة، كان لزاما على القيادة المصرية إظهار العين الحمراء للصهاينة، واستخدام ألفاظ دقيقة، ولكنها ربما تكون غريبة على مسامع الدبلوماسيين. كم كان الرئيس السيسي بارعا في تأكيداته بأنه لن يسمح بتهجير أهالي غزة إلى شبه جزيرة سيناء.

 

فما أن أعلنت دولة الاحتلال عن إطلاق عملية السيوف الحديدية في 8 أكتوبر الحالي، حتى أعلنت مصر بكل وضوح رفضها تورط المدنيين من أهل غزة في الأعمال الانتقامية الصهيونية. ثم بدأت التصريحات الإسرائيلية والأمريكية حول تهجير أهل غزة إلى سيناء، إلا أن مصر رفضت التلميح بذلك، وأعلنت أن الأمن القومي المصري والحدود المصرية لا تهاون فيها.

 

واستمرت وسائل الإعلام الإسرائيلية في سيل التصريحات، فعلى سبيل المثال، في 11 أكتوبر 2023، وبلسان إسرائيل كاتز: إن على أهل غزة التوجه للحدود المصرية. والأمريكان أيضا، فقد جاء على لسان بلينكن حول التوطين حيث قال: هو حل معقد لكنه مطروح، حيث إن المنطقة المجهزة لاستقبال مدنيين هي سيناء. ثم أعاد بايدن والاتحاد الأوروبي التصريحات.

 

وهنا كان البيان الأول لوزارة الخارجية المصرية وجاء فيه إن أمن مصر خط أحمر ولا نقبل إملاءات من أحد، ويجب على إسرائيل احترام القواعد الدولية. ثم كررت مصر تحذيراتها من مخطط تفريغ غزة وإعادة نكبة 1948..

 

ثم قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إن مصر تكثف اتصالاتها على جميع المستويات لوقف المواجهات العسكرية الحالية بين الفلسطينيين وإسرائيل، مشددًا على أن مصر لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية على حساب أطراف أخرى. وأنه لا تهاون أو تفريط في أمن مصر القومي تحت أي ظرف. 

 

كما أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي ضرورة اتخاذ المجتمع الدولي موقفًا حاسمًا للدفع بجدية في اتجاه وقف إطلاق النار وإنفاذ هدنة إنسانية فورية، في ضوء الأوضاع الإنسانية المتدهورة في قطاع غزة.

 

 

كما أوضح الرئيس أن مصر تبذل جهودًا كبيرة سواء على المسار السياسي لتهدئة الموقف وحقن الدماء أو على المستوى الإنساني من خلال تصديها لقيادة عملية تنسيق وإدخال المساعدات الإنسانية لإغاثة أهالي غزة.

لذا فتاريخ مصر الحديث يفخر بما تقوم به مصر من أجل إغاثة أهالي غزة بكل الطرق الدبلوماسية.

الجريدة الرسمية