رئيس التحرير
عصام كامل

نظام دولى أكثر عدالة وإنصافًا.. كيف؟!

حسنًا فعلت الأمم المتحدة حين وافقت بأغلبية ساحقة على مشروع قرار قدمه الأردن باسم المجموعة العربية ل وقف إطلاق النار في غزة رغم ما أبدته أمريكا وإسرائيل من اعتراض شديد! القرار لقي تأييدًا دوليًًا لافتًا (120 دولة وافقت مقابل رفض 14 دولة)، كما تحركت الجمعية العامة للأمم المتحدة بفضل إجماع عربي لم يشُبه غير امتناع تونس والعراق عن التصويت (ضمن 45 دولة) وسط دهشة وربما صدمة في الشارع العربي.. 

 

ذلك القرار إنساني بحت؛  يدعو إلى هدنة إنسانية فورية دائمة، ومستدامة تفضي إلى وقف الأعمال العدائية وتوفير السلع والخدمات الأساسية للمدنيين في شتى أنحاء غزة فورا وبدون عوائق.. اللافت أن ثمة تصفيق دوّى في قاعة الجمعية العامة إثر لإعلان نتيجة التصويت ليعطى مؤشرًا بأن ضميرًا عالميًا استيقظ ليعلن رفضه التام لجرائم الإبادة الجماعية بحق الأشقاء في غزة..

 

وفي المقابل قال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة جلعاد إردان: "لقد شهدنا جميعا أن الأمم المتحدة لم تعد تتمتع ولو بذرة واحدة من الشرعية أو الأهمية، مضيفًا إن غالبية المجتمع الدولي أظهرت أنها تفضل دعم الدفاع عن الإرهابيين النازيين بدلا من دعم دولة إسرائيل الملتزمة بالقانون للدفاع عن المدنيين".. ولا ندرى أي قانون هذا الذي تدافع عنه إسرائيل؟!

الفيتو ودعم الشعب الفلسطيني


قرار الأمم المتحدة رغم أنه غير ملزم فإنه يمثل دعمًا أدبيًا ومعنويًا كبيرًا للشعب الفلسطينى في غزة، ويمثل بدرجة أو بأخرى إدانة دولية لما تفعله إسرائيل من قصف وحشي وصل ذروته ليل السبت وازدادت ضراوته بعد صدور هذا القرار.


قرار الأمم المتحدة سبقه تصريحات إيجابية لأمينها العام انطونيو جوتيريش الذي رفض وصم حماس بالإرهاب، مؤكدًا أن ما فعلته يوم السابع من أكتوبر الجاري لم يأت من فراغ وهو ما أثار غضب الخارجية الإسرائيلية التي طالبته بالاستقالة.


والسؤال: هل يكفي القرار ليريح ضمير العالم بما يجري من حرب إبادة جماعية في غزة، رافقها قطع الاتصالات والإنترنت من جانب إسرائيل لإخفاء بشاعة جرائمها التي لم يعد هناك خلاف على أنها تمثل جرائم حرب وإبادة بشهادة الأمم المتحدة وكثير من الدول المنصفة.


فإذا كنا متفقين على أن ردة الفعل الإسرائيلي تجاوزت حد الدفاع عن النفس إلى محاولة تصفية القضية وأهلها.. فهل يكتفي العرب بمسار الإدانة والشجب والدبلوماسية الناعمة أم  أن مجريات المعركة والعنف أو الجنون الإسرائيلي يلزمه قرارات أكثر صرامة في مواجهة هذا الكيان الغاشم..

 

 أليس من الواجب التلويح بقطع إمدادات النفط ووقف العلاقات الاقتصادية مع الكيان المغتصب ليعلم أن جرائمه لن تمر بسهولة؟!


هذا السؤال ينقلنا إلى مستوى آخر بعد فشل مجلس الأمن في وقف جرائم إسرائيل.. هل يصلح هذا المجلس بتركيبته الظالمة والجائرة الحالية لإدارة الصراعات وحفظ السلم والأمن الدولي؟! أليس هناك حاجة لتوسيع العضوية لفرملة "الفيتو" حتى لا ندع مصائر البشرية في أي 5 دول فقط تستطيع واحدة منها فقط تعطيل عمل هذا المجلس وشل حركته؟! ولماذا لا يتم الضغط لتوسع العضوية لتضم ممثلًا لأفريقيا والدول العربية والإسلامية؟!

 

 

إننا أمام مفترق طرق تحتاج لتضافر الجهود واغتنام الفرصة لتحويل المحنة إلى منحة لخلق عالم دولى أكثر إنصافًا وعدالة وأمنًا.. فمتى نتحرك؟!

الجريدة الرسمية