رئيس التحرير
عصام كامل

اقتحام غزة بعد تدميرها

بسبب الخوف الذى يسيطر على الإسرائيليين الآن قرروا غزو غزة بريا الذى توعدها به تدريجيا وبعد تدميرها ليدخلوها على أشلاء وجثث أهلها.. هذا ما ينطق به ما تقوم به القوات الإسرائيلية منذ مساء أمس، حيث قامت بدك شمال غزة بالمدفعية والمدرعات والطائرات وأيضًا السفن الحربية والصواريخ حتى تتقدم قواتها البرية والخاصة عدة أمتار في أراضى شمال القطاع وعلى مشارف مدنه.

 
فإن الإسرائيليين ينتابهم خوف شديد مما ينتظرهم كلما توغلوا في أراضي القطاع. والذى توعدتهم به حماس ومعها منظمات أخرى.. هم يخشون أن تلحق بهم خسائر فادحة وأن يسقط منهم قتلى كثيرون وجرحى أكثر، وفي ذات الوقت لا يتمكنون من تحرير الأسرى الذين هم الآن في قبضة حماس.

 
وهذا الخوف سببه صدمة السابع من أكتوبر التى تعرضوا لها وأدارت روءسهم وكشفت عن ضعفهم العسكرى والمخابراتي، فقد فاجأتهم حماس وقامت بعملية عسكرية ناجحة ضدهم خارج القطاع فيما يسمى غلاف غزة، أصابت قواتهم التى كانوا يتباهون بقدراتها الفائقة بالشلل، واقتحمت عددا من المستوطنات وأسرت جنودا وضباطا لهم وعددا من سكان هذه المستوطنات.. 

 

ولذلك هم يخشون أن يتعرضوا لصدمة جديدة تواجههم هذه المرة إذا اندفعوا في اجتياح غزة برا، تكلفهم مزيدا من القتلى والجرحى وأيضًا الأسرى، خاصة وأنهم يجهلون شبكة الأنفاق التى يستخدمها مقاتلو حماس، ويجهلون أيضا ما فى حوزتهم من أسلحة ضد المدرعات.

 


لذلك قرر الإسرائيليون تدمير القطاع قبل اجتياحه الذى آثروا أن يتم تدريجيا وعلى مراحل، وهذا يفسر تصريحاتهم حول أن الحرب التى يخوضونها ضد غزة ستكون طويلة وأن العملية البرية ستحتاج وقتا.. لكنهم يتجاهلون أن ذلك سوف يجعل الرأي العام العالمى ينقلب ضدهم بما فيه الرأي العام الغربى، وسيكثف من ضغوطه لوقف تلك المذبحة.    

الجريدة الرسمية