رئيس التحرير
عصام كامل

صبرا وشاتيلا وبحر بقر جديدة.. مات ضمير العالم!

إسرائيل تعيدنا بما ارتكبته من مجزرة دامية بقصف مستشفى المعمدان في غزة لأجواء نكبة 1948 من جديد، تعيدنا لمجزرة صبرا وشاتيلا في فلسطين، وبحر البقر في مصر إبان نكسة 1967..  عدد الشهداء والمصابين كان فاجعًا ومخيفًا تجاوز الألف ضحية كانت تتلقى العلاج في مستشفى مسيحي..

 

 وبضوء أخضر أمريكى بريطاني فرنسي أعاق قرارًا روسيًا بمجلس الأمن بوقف القتال في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وإدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة التي جرى حصارها وقطع الماء والغذاء والدواء عنها، دون أن يطرف لضمير الإنسانية طرفٌ أو يذرف دمعةً حزنًا لمشهد تجرد من كل معاني الإنسانية..

 

فأي مجلس هذا الذي يعجز عن الدفاع عن الأطفال والنساء والمرضى والشعوب المستضعفة.. وأي شيء تتوقعه أمريكا بدعمها الأعمى لتل أبيب غير إشعال نار التطرف في المنطقة وربما العالم كله.


خرقت إسرائيل مدعومة بالغرب كل القوانين الدولية الإنسانية واتفاقيات جنيف بضرب المستشفيات عمدًا، بعد أن طلبت عمدًا أخلاءها وقطعت عنها الكهرباء والماء وطاردتها بغارات غاشمة لم ترحم ضعف المرضى واحتياجهم للرعاية العاجلة ولا الأطفال الذين هم أغلب المستهدفين من غارات إسرائيل وكأنه تتعمد الأطفال الفلسطينيين الذي هم عتاد وعدة المستقبل في فلسطين.

مجزرة مستشفي المعمدان


وحسنًا فعل الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن حين اعتذر عن عدم لقاء الرئيس الأمريكي جو بايدن الذي كان مقررًا اليوم في الأردن.. فذلك أضعف الإيمان؛ رفض ما يجري من تأييد وتواطؤ أمريكى لسحق أهل فلسطين وتصفية قضيتهم بدعم أوروبي غير محدود، الأمر الذي يهدد بتفجير المنطقة وتهديد المصالح الأمريكية في المنطقة.


لقد مات ضمير العالم حين سكت عن مجاذر بشعة ترتكبها إسرائيل بدم بارد بعد أن صدرت للإعلام العالمي صورة مغلوطة وادعاءات كاذبة لتشويه المقاومة الفلسطينية وادعاءها بقطع رقاب الأطفال وهي الرواية التي تراجعت عنها الميديا الغربية فيما بعد.. لكن بعد أن جذبت تعاطف غربي غير مسبوق لتل أبيب.


تجاوز رد الفعل الإسرائيلي مبدأ حق الدفاع عن النفس إلى العقاب الجماعي للمدنيين الأبرياء الذين يأتي على ذكرهم قادة الغرب على استحياء.. فعلى أي شيء سيفاوض بايدن في زيارته للمنطقة، وأين أمريكا من حقوق الفلسطينيين التاريخية المهدرة التي أقرتها الأمم المتحدة قبل عقود؟ أين حق العودة؟ أين حل الدولتين؟ ولماذا الإصرار على التهجير والعقاب الجماعي وصمت المجتمع الدولي الذي مات ضميره مستسلمًا للرواية الإسرائيلية المكذوبة عما جرى في 7 أكتوبر الماضي لتبرير الفشل الأمنى والاستخباراتي الإسرائيلي غير المسبوق؟!

 

لقد فقد الجيش الإسرائيلي عقله حين عمد لضرب المستشفيات في غزة بدأ بالمعمدان ثم بالمستشفى الأوروبي غير مكترث بأي رد فعل عربي إسلامي.. أين عقل العالم.. وأين ضميره؟! ومن المستفيد من انفلات الأوضاع المتوقع في المنطقة بعد مجزرة المعمدان؟!

 


ويبقى السؤال: أين الأمة العربية والإسلامية مما يجري؟! أقل ما يمكن فعله أن يقطعوا العلاقات الدبلوماسية مع الكيان الإسرائيلي المجرم؟ فهل نحن أقل من كولومبيا التي طردت السفير الإسرائيلي من أراضيها؟!

الجريدة الرسمية