رئيس التحرير
عصام كامل

شكرا للقاتل الصهيوني

استغرقتني سيرته ساعات طويلة، متأملا في تفاصيل تنتقل بي من حياة البشر إلى حياة أدنى من  حياة الحيوانات، فالرجل يدعو إلى قتل الفلسطينيين كما لو كان يدعو أتباعه إلى تناول فطيرة تفاح صباحية طازجة في وجبة إفطار شهية ودون وخز لضمير، يعتبر القتل والتدمير والحرق بطولات مجيدة سيؤجر الله فاعلها بالجنات.

ايتمار بن جفير أو بن غفير كما يكتبها الشوام، واحد من غلاة التطرف ومارد الكراهية بلا منازع، يقتات أو يعيش حياته على الدعوة للقتل والتدمير والغصب، ولا يتوانى في الدعوة إلى طرد أصحاب الأرض والسيطرة على أراضيهم، وقد انتقل في تاريخه من معارض قميء إلى منصب وزير الأمن القومي الصهيوني.
 


وقد كان انتقاله من خانة خطباء الكراهية إلي موقع تنفيذى مهم في حكومة لا تقل تطرفا عنه يقودها واحد نظنه سيكون السبب الحقيقي وراء زوال الكيان الصهيوني وهو بنيامين نتنياهو.. كان لانتقال بن غفير إلى الموقع التنفيذي تداعيات تصورها البعض قاسية على شعبنا في فلسطين وهو تصور خاطئ للغاية.

حرب السابع من أكتوبر


قدم بن غفير أكبر خدمة لأبطال كتائب القسام في حربهم المجيدة في السابع من أكتوبر العظيم، حيث كان للرجل أياد بيضاء لصالح المقاومة التي نجحت فيما فشل فيه كل غلاة التطرف الصهيوني على مدار خمسة وسبعين عاما هي عمر الاحتلال على أرضنا.


كيف خدم بن غفير أولادنا في غزة؟ سنوات طويلة وبن غفير يقود أتباعه من حراس العنصرية المقيتة لمطاردة المصلين في الأقصى، ومحاولات اقتحامه في حراسة الجيش والشرطة الصهيونية وقد غذى بما يفعله قطاعا غير قليل من الصهاينة الذين راق لهم مطاردة النساء والأطفال والشيوخ والاعتداء عليهم.


بعد سنوات من تلك الممارسات تحول نصف جيش الاحتلال، إلى حارس لـ بن غفير واتباعه في مطاردتهم للمصلين رجالا ونساء، وانشغل الجيش بالضفة الغربية، وانغمس فيها لمطاردة العزل والمصلين وحماية الحركات المتطرفة بقيادة بن غفير، فكانت الفرصة السانحة والعظيمة لأبطال حماس وشبابها.


المفاجأة التي أفقدت الكيان المحتل فجر السابع من أكتوبر العظيم بالإنزال جوا وبرا وبحرا، وصناعة واحدة من أعظم انتصاراتنا منذ بدء الاحتلال الصهيوني وإلى سنوات قادمة، تمكن أبناؤنا من رجال المقاومة البواسل أن يسيطروا على الأرض والبشر ويحرروا غلاف غزة مما علق فيه من بقايا تطرف وكراهية وصنعوا معجزة ستظل ماردا مرعبا للكيان ومتطرفيه لعقود قادمة.


خدم بن غفير أبطال المقاومة بأن شغل جيش الاحتلال وشرطتها بمطاردة المصلين العزل والهجوم بين يوم وآخر على الضفة الغربية، فكانت الفرصة المواتية التي أقامت دولة العدل البطولية لساعات لن تنتهي صورتها الذهنية من قادة الكيان المحتل بما فيهم بن غفير.. شكرا لكل متطرف صهيونى غارق في وهم السيطرة حتى لا يفيق إلا على طوفان الأمل.

الجريدة الرسمية