رئيس التحرير
عصام كامل

معارك أكتوبر وحدتنا.. وفرقتنا المطامع والأهواء!

اليوبيل الذهبي لنصر أكتوبر يعيدنا لأيام العزة والفخر والأمجاد التي بلغت بها الشخصية المصرية ذروة الإيجابية، والإرادة وحب الوطن والتماسك والاصطفاف الحقيقي خلف رايته بجبهة وطنية موحدة بكافة أطيافها ومكوناتها، بصرف النظر عن الاختلافات الطبيعية في الرأي والمعتقد والأيديولوجيا والتوجهات السياسية. 


رداء الوطن كان يتسع لكل المواطنين وقلوب المواطنين لم يكن فيها إلا حب الوطن، لا تشكيك ولا تخوين ولا شائعات ولا أكاذيب ولا وعى مكذوب.. ولا أنانية وانتهازية ورغبة في إقصاء الآخرين والتكويش على كل شيء. ومن يسترجع حالة المصريين وكيف تحولوا سريعا من النكسة المؤلمة إلى الالتفاف حول القيادة والبحث عن مخارج لردم الفجوة النفسية وتعويض الخسائر المادية والمعنوية لنكسة  يونيو وما خلفته من آثار كارثية.


روح أكتوبر أيقظت همة المصريين سواء أثناء حرب الاستنزاف التي استمرت نحو 6 سنوات، استطاعت خلالها قواتنا المسلحة الباسلة بمساندة شعبية قوية أن تتخطى حاجز الهزيمة، وأن تعبر قناة السويس، لتدك المواقع الإسرائيلية، بل وتعود بأسرى إسرائيليين كانوا سببًا في توهين نفسية الجندى الإسرائيلى على خطوط القتال.. 

ما بعد النكسة وما بعد يناير2011

توقفت السرقات وتراجعت معدلات الجرائم، وعلا صوت المعركة وانطفأت الغرائز والشهوات والأنانية وتوهجت الروح المصرية العبقرية التي شيدت حضارة عريقة ضاربة بجذورها في التاريخ الإنساني، استردت وعيها التاريخي الذي ذبل في غفلة دفعنا ثمنها غاليا.. 

 

والسؤال: لماذا وحدتنا المعارك في أكتوبر بينما فرقتنا أطماع السياسة بعد أحداث يناير 2011 وما صاحبها وما تلاها من انقسام اجتماعي واستقطاب حاد فرّق الصف الوطنى ومزق وحدة الجبهة الداخلية، وأخرج أسوأ ما فينا، فانتشر الانفلات والسرقات والجرائم والانتهازية والأنانية ودفعت مصر ولا تزال ثمن تلك الأحداث غاليًا.. 

 

الأمر الذي يقتضي  علماء النفس والاجتماع والمتخصصين في السياسة  بجامعاتنا ومراكز أبحاثنا أن يبحثوا ويقارنوا بين الفترتين؛ ما بعد النكسة وما بعد يناير2011 من نقاط تشابه واختلافات، ليقدم لنا إجابات عن سؤال لم نجد له إجابة علمية شافية حتى هذه اللحظة: 

 

 

ماذا حدث للمصريين وكيف وحدتنا نكسة يونيو فانتفضنا وانتصرنا رغم الشدة واستحالة النصر.. بينما انتكسنا وتراجعنا بعد يناير 2011.. وكيف السبيل لاستعادة الأخلاق التى اهتزت والريادة التي صارت شيئا من الماضي والقيم التي تلاشت في زحمة السوشيال ميديا.. كيف السبيل لاستعادة روح أكتوبر التي تقهر المستحيل وتضع مصر في مكانها المستحق؟!

الجريدة الرسمية