رئيس التحرير
عصام كامل

التعليم وبناء الإنسان المصرى

بناء الإنسان واحد من أبرز أهداف الجمهورية الجديدة، وهو الهدف الأسمى الذى تُبنى به الحضارات. وما تشهده مصر حاليا هو تحول غير مسبوق في الاهتمام بالعلم وبناء الإنسان تعليميا وثقافيا وفكريا، في ظل قيادة سياسية واعية للرئيس عبد الفتاح السيسى. 

 

وهذه أهم ركائز الجمهورية الجديدة، التى تستوعب جيدًا أهمية العلم ودورة في بناء الأمم، الأمر الذى يستوجب علينا كمسئولين عن مؤسسات تعليمية أن نتشارك سويا في تحقيق الوصول بالتعليم إلى ما نحلم به لغد أفضل لنا ولأبنائنا وأحفادنا.


فالتعليم هو أهم عنصر في بناء الإنسان، ويسير في ذلك جنبًا إلى جنب مع الاهتمام بالرعاية الصحية، والرياضة وبناء الشباب القوى الواعى بهموم وقضايا وطنه، ومشروع بناء الإنسان المصرى الذى أطلقه الرئيس عبد الفتاح السيسى هو المشروع الذى يحتاج إلى تكاتف من الجميع وتضافر كل الجهود لتحقيقه.


والحديث فى بناء الإنسان يطول ولا يكفيه مقال أو عدد من المقالات، ولكن حديثنا هذا الأسبوع ينصب على التعليم ودوره في بناء الإنسان.


ونرى في ذلك المقام أن هناك نجاحا كبيرا نفذته باقتدار الدولة المصرية مع انطلاقة الجمهورية الجديدة لبناء الإنسان المصرى من أجل خلق جيل جديد قادر على القيادة وفقًا للمتغيرات الحديثة، وذلك بفعل الاهتمام بالهيئات والمؤسسات والمراكز التى تقوم بهذا الدور، وعلى رأسها الأكاديمية الوطنية للتدريب، والتى تركز بالأساس على تنمية مهارات الشباب فى مجالات مختلفة، بما يسهم فى تحقيق رؤية مصر للتنمية المستدامة 2030.


ويقود الرئيس عبد الفتاح السيسى جهود الدولة لبناء الإنسان، وكان التركيز فيها على توفير البيئة المواتية لذلك عبر الاهتمام بمشروعات البنية التحتية وتطبيق برنامج ناجح للإصلاح الاقتصادى، وبالتوازى مع ذلك كان هناك اتخاذ خطوات عملية لتنمية مهارات الشباب من خلال تدشين البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة الذى يصنع جيلا واعيا بقضايا الوطن وقادرا على تحمل المسئولية.


القيادة السياسية أيضًا اهتمت بتحسين أوضاع ملفات الصحة والتعليم وتقديم الرعاية المجتمعية للمناطق الأكثر احتياجا، وعلى رأسها مشروع مصر القومى حياة كريمة لتحسين الخدمات في الريف المصرى.

تطوير التعليم وبناء الانسان


وتركز الدولة على زيادة ميزانيات مراكز تنمية واكتشاف المواهب في وزارات التعليم والتعليم العالى والثقافة ووصولا إلى وزارة التضامن الاجتماعى التى أصبح لديها برنامج لاكتشاف المواهب في مؤسسات الرعاية الاجتماعية.


علينا جميعا أن نؤمن بترسيخ نشر ثقافة الجودة الشاملة لبناء الإنسان علميا وثقافيا واجتماعيا وتبنى مفهوم الجودة لتطوير المؤسسات التعليمية، ولم يعد الأمر خيارا، ولكنه فرض وواجب علينا جميعا، أن نعمل على تنمية الموارد البشرية لأعضاء هيئة التدريس فى المدارس والجامعات، وتطوير وتحديث المناهج بما يحقق طموحاتنا.


كما يجب العمل على المشاركة الحقيقية لجميع المعنيين بالعملية التعليمية، فى صياغة الخطط والأهداف اللازمة، وتوحيد الجهود ورفع الروح المعنوية فى بيئة العمل حتى نصل إلى أهدافنا.


وانطلاقا من أسس الجمهورية الجديدة التى أقام دعائمها الرئيس عبد الفتاح السيسى، والتى تهدف إلى بناء الإنسان المصرى، يأتى التعليم كأحد الركائز الأساسية، وهو التوجه الذى تسعى القيادة السياسية للعمل على النهوض به، باعتباره المدخل الحقيقى للتنمية في مصر.. 

 

ويعتمد الأمر على تطوير التعليم بوصفه الأداة الفاعلة فى تنمية القوى البشرية وإطلاق طاقاتها وإبداعاتها وتحويلها من عبء إلى عنصر إنتاج رئيسى، بل أهم عناصر فى الإنتاج، بالإضافة إلى أن الثروة البشرية في مصر تعد كنزا يجب الاهتمام به من أجل بناء إنسان واعٍ، كما أن التعليم هو أساس كل عمليات التنمية وبدونه لا نجاح لخطط التطوير أو التنمية فى مصر.


ويظل التعليم حقا أساسيا من حقوق الإنسان، وهو ما نص عليه دستور 2014، وتكمن أهميته فى أنه طريق الوصول للتمتع بالحقوق الأخرى، الاجتماعية، والاقتصادية، والصحية، والسياسية، بالإضافة إلى المنافع الفردية مثل: تقدير الفرد لذاته، وثقته بنفسه، وتعزيز قدراته الشخصية.


ونؤكد على ثقتنا الكبيرة فى مساعى الدولة لاستكمال مشروع بناء الإنسان على أسس سليمة، والاهتمام الكبير بالتعليم في ضوء استراتيجية الدولة للتنمية المستدامة 2030، وهى الاستراتيجية التى تكشف حجم الاهتمام والدعم المقدم من القيادة السياسية للتعليم..

 

 

وما شهده التعليم المصرى طوال السنوات العشر الماضية، وخطط التطوير فى نظام التعليم المصرى يؤكد أن الدولة عازمة على الارتقاء بهذا القطاع بشكل كامل، وأن الأمر ليس مجرد وعود، وإنما قرارات يتم تنفيذها بالفعل؛ ولكن الأمر يتطلب تكاتف الجهود والوقوف صفا واحدًا خلف القيادة السياسية من أجل تحقيق الهدف المنشود، وللحديث بقية.

الجريدة الرسمية