رئيس التحرير
عصام كامل

هؤلاء هم الإخوان المسلمين



لا أعلم كيف تفكر جماعة الإخوان المسلمين، وكيف تتخد قراراتها وأسلوب إدارتها لمصر بعد توليها الحكم، نتيجة نضال وسعى قوى للسلطة قارب الثمانين عامًا، والأهم هو: هل ترى الجماعة مصلحتها فوق الجميع، وأن رغبتها فى التمكين من حكم مصر هو الهدف الأساسى لها؟ فبعد ما يقارب العامين من تواجدها وقيادتها الساحة السياسية المصرية بعد الثورة نرى أنها تسعى للسلطة فقط من خلال براعتها فى عقد الصفقات السياسية والتربيطات الانتخابية، ولكن الملاحظ هو أنهم دائمًا يَعِدُون بالكثير ولا يقدمون سوى القليل، وأحيانًا يخلفون وعودهم وتحالفاتهم، وهذا مؤشر سلبى وخطير أن الجماعة تتبع أسلوبًا ميكافيلليًّا فى تحقيق أهدافها، وهو "المصلحة هى الحل"، وهو ما سيؤدى فى المستقبل لغضب شعبى خطير ضدها، وتراجع ثقة الشعب بها، فالانتخابات ليست المعيار الوحيد على الشعبية والنجاح كما يتوهمون؛ لأن الشعب المصرى يريد سياسات حقيقية على أرض الواقع تعالج كل القضايا والأمراض المزمنة التى يعيشها المصريون، ولكنهم على العكس يتجاهلون الجميع باستخدام سياسة النفس الطويل، فهم يتخيلون أن الشعب سينسى لماذا خرج وقام بثورة ضد مبارك، ويتناسون أن أهداف الثورة لم تتحقق، وأن الشارع المصرى الآن يعيش انتكاسة لا نعرف عواقبها، وإلى أين تسير الأمور فى مصر.

 

بعد عامين من الثورة المصرية نلاحظ شيئًا هامًّا فى سياسات الإخوان، هو تعمدهم الكذب من أجل تحقيق مصالحهم، والأمثلة كثيرة عن تعهدات تعهدوا بها ولم ينفذوها، بداية من خيانتهم للثورة المصرية بجلوسهم مع عمر سليمان رجل النظام السابق، مرورًا بصفقاتهم مع المجلس العسكرى، والتعهدات الكثيرة التى يتم نقضها مثل: لن نرشح أحدًا فى الانتخابات الرئاسية، وقاموا بترشيح اثنين، ثم تعهدات الرئيس مرسى للمعارضة فى جولة الإعادة المعروفة بتعهدات "فيرمونت" الشهيرة، ولم يتم تنفيذها، والبقية تأتى من طريقة اختيار الفريق الرئاسى والوزراء والمحافظين، فهم لا يرون إلا مصلحتهم، يَعِدُون بالكثير لخداع الشارع السياسى، ثم لا يحققون شيئًا، وهذا يعكس عدم الثقة المنتشر حاليا فى مصر لدى قطاع كبير جدًّا من الشعب المصرى تجاه سياسات الإخوان المسلمين وطريقة حكمهم لمصر.

 

أهداف الثورة المصرية الحاضر الغائب فى سياسات الجماعة، فهى تتاجر بالثورة ومصابيها وشهدائها وقتما تريد، وتتجاهلهم وقتما تريد، وهذا واضح جدًّا، فهل تغير شىء فى مصر؟ هل توجد سياسات واضحة لمكافحة الفقر والقضاء على البطالة وترويج الاستثمار؟ وهل نرى قرارات واضحة تعيد للمصريين كرامتهم فى الداخل والخارج، فنرى التعذيب مستمرًّا فى الأقسام، والقبض العشوائى كما هو، وحتى طريقة اختيار القيادات كما هو، فيتصدر أهل الثقة المشهد، وتختفى معايير الخبرة والعلم، ولنا فى حكومة هشام قنديل خير دليل على سياسات الجماعة التى تحكم مصر من خلال مندوبها برئاسة الجمهورية.

 

الشباب المصرى الذى قدم السلطة على طبق من ذهب للجماعة أين هو من المشهد السياسى المصرى، هل تم التعامل معهم من خلال استقطابهم من أجل بناء مصر الجديدة؟ وهل تم تهيئة المناخ السياسى لمشاركتهم من خلال حزمة قوانين جديدة بدلًا من حالة الإقصاء المتعمد للشباب، وآخرها قانون الانتخابات البرلمانية الذى أخرجهم من السباق عبر نظام انتخابى يجعل بعض المحافظات دائرة انتخابية واحدة، فهل يقدر الرئيس مرسى قيمة الشباب؟ ولماذا يتعمد تجاهلهم بهذا الشكل المهين الذى يزيد حالة الاحتقان فى المشهد المصرى.

 

المرأة والأقباط أين هم من الخريطة الإخوانية الجديدة التى لا ترى سوى تكريمهم عبر عدة مقاعد بمجلس الشورى؟ وهو نفس سياسات الرئيس المخلوع حسنى مبارك، فلماذا لا نتعلم الدرس ونعمل على تكوين مجتمع متماسك، كل شىء يتم على أساس العدل والعلم والخبرة؛ لأن ما يحدث سوف يؤدى لنهاية مأساوية سيندم الجميع عليها.

 

لماذا تؤيد الجماعة عبر حكومتها ورئيسها حصار المؤسسات الحكومية مثل النيابات والمحاكم والقنوات الفضائية وغيرها؟ ألا يمثل ذلك خرقًا لسيادة الدولة المصرية؟ ولماذا لا تطبق القانون على الجميع؟ فما يحدث يؤكد أن كل ما يحدث يتم برعاية الحكومة، وهل هى رسالة للجميع.. البقاء للأقوى؟!

 

الأخطاء كثيرة والنوايا غير واضحة، والهدف واحد هو التمكين من حكم مصر بأى وسيلة كانت، ومهما اختلفت الطرق والوسائل، فالحلم بالدولة يراودهم منذ زمن طويل، ولكن بطريقتهم وأسلوبهم، هل ينجحون فى اختطاف مصر؟! 

dreemstars@gmail.cm

 


الجريدة الرسمية