رئيس التحرير
عصام كامل

"الحوثيون.. الإخوان.. القاعدة.. داعش".. تحالف النار والدم في اليمن.. جرائم مروعة.. ومآسٍ إنسانية.. والضحايا بالآلاف

المأساة الإنسانية
المأساة الإنسانية تتفاقم في اليمن، فيتو

الإرهاب في اليمن جمع بين الرباعي المتباين في أفكاره ومعتقداته.. فبينما نرى الجماعات الأربع؛ "الحوثيون.. الإخوان.. القاعدة.. داعش"، تتقاتل خارج اليمن، إلا أنها في البلد الذي كان موطنا لإحدى أقدم الحضارات في العالم بأسره، تتعاون معا، وعقدت حلفا غير مقدس، ولا عزاء للشعب.

 

 إنه تحالف الدم والنار في اليمن.. وتصدرت "الولاية والخلافة" أجندات الجماعات الإرهابية الأربع.. ومن المنطقي أن تكون النتيجة عبارة عن خراب، ودمار، وجرائم مروعة، ومأساة إنسانية هي من بين الأسوأ في العالم.. والضحايا بالآلاف.

 

 أسفر الصراع في اليمن عن نزوح أكثر من مليون شخص، وأدى إلى تفشي الكوليرا ونقص الأدوية ومؤشرات المجاعة. 

 

بدأت الكارثة مع انتصاف نهار يوم 21 سبتمبر 2014، حينها كان الانقلاب الحوثي قد وطد دعائمه في اليمن.

 

 الانقلاب الحوثي

تعتبر مليشيا الحوثي من أبرز الجماعات المتطرفة في اليمن، حيث تواصل القيام بأعمالها العدائية والإرهابية رغم الجهود الدولية الرامية لإنهاء النزاع المحتدم منذ سنوات، حسبما يذكر موقعع “المنتصف” اليمني.

ومن المثير للدهشة والقلق معا، أنها تتعاون مع تنظيمي القاعدة وداعش، وتقوم بإنشاء معسكرات لهما في محافظة البيضاء بعد أن أطلقت سراح جميع معتقليهما من السجون.

 

اقرأ للمزيد: مصرع 10 جنود وإصابة 12 من القوات اليمنية في هجوم للحوثيين وسط البلاد

 

وتشير التقارير الاستخباراتية إلى أن المليشيا الحوثية تعمل على توفير الدعم والتسهيلات لكلا التنظيمين المتطرفين في اليمن وبتوجيهات إيرانية، يضاف إليهما “الإخوان”، ممثلين في حزب الإصلاح.

وعلى مدى شهور مضت، تم رصد تحركات المقاتلين الحوثيين إلى مناطق سيطرة القاعدة وداعش في الجنوب، حيث يتم توفير تدريبات عسكرية وتجهيزات عسكرية لهما.. ولا يمكن تجاهل أن هذا التعاون يشكل تهديدًا كبيرًا لأمن اليمن، والمنطقة بأسرها.

فضلا عن ذلك، تقوم مليشيا الحوثي بتهريب الأسلحة والمتفجرات لعناصر القاعدة وداعش في المحافظات الجنوبية، واستغلال قنوات التهريب الموجودة في المناطق المحاذية للحدود بين المحافظات، وفق ما يكشف موقع “المنتصف” اليمني.

وقف اعتداءات ميليشيا الحوثي

ولا يخفى أن الحل يتمثل في تضافر الجهود الدولية بشكل فعال لإنهاء النزاع في اليمن ووقف استمرار مليشيا الحوثي في أعمالها العدائية والتآمر مع القاعدة وداعش

 

طالع أيضا: اليمن.. قتلى وجرحى في اشتباكات حدودية في محافظة لحج

كذلك يجب تعزيز الجهود العسكرية والدبلوماسية لمكافحة هذه الجماعات المتطرفة ودعم الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة بأسرها، مع محاسبة قادة المليشيا الحوثية المسؤولين عن تقديم الدعم والتسهيلات للقاعدة وداعش وتهريب الأسلحة لهما، وذلك من أجل إحلال السلام والأمن في اليمن.

ومن حين لآخر، تتصدر مدينة تعز الأنباء حيث ترتكب بها أبشع الجرائم في وضح النهار، وتستهدف قيادات أمنية وعسكرية، ويصر مرتكبوها على ألا يبقى شيء للحلول السياسية ومراجعة الذات الإنسانية، وتجنب المدينة مزيدًا من التعقيدات والخلافات، ومنح الفرص للبحث عن سُبل الحياة التي تحفظ للمواطن حقوقه وأمنه واستقراره. 

 

ولفت نزار الخالد، رئيس تحرير موقع وجريدة “المنتصف”، إلى أنه في عام 2018م، استهدفت الجماعات المتطرفة في مدينة تعز موظف الصليب الأحمر الدولي "حنا لحود" في منطقة "الضباب"، وذهب دمه دون عقاب، في الوقت الذي عاد فيه قاتلوه إلى معسكراتهم، يتسامرون بتبادل تفاصيل الجريمة، ويمارسون حياتهم اليومية، وكأن شيئا لم يحدث.

 

 هذا التسيب والانفلات الأمني جعل من تعز مرتعًا لمسلسلات القتل والاغتيالات، ووفر للقتلة والمجرمين بيئة خصبة لممارسة جرائمهم بكل حرية في وضح النهار وأمام الشهود.

 

اقرأ أيضا: مقتل عشرة جنود بهجوم للحوثيين في اليمن

وجاءت جريمة اغتيال رئيس برنامج الغذاء العالمي "مؤيد حميدي" في التربة مؤخرا، إن هذه الجريمة لتمهد لمخطط قادم تقوده جماعة الإخوان ويستهدف كل تعز، خاصةً أن هذه الجريمة أتت في ظل انشغال المسؤولين بملف تعز لتحريك ورقة رفع الحصار عن تعز، المفروض من قبل ميليشيا الحوثي.

 

حصار تعز

لم تكن تلك جريمة عادية أو مجرد حدث يتناقله الإعلام ووكالات الأنباء، وكأنهم بجريمتهم هذه يقولون للعالم إن الإرهاب ليس بالحصار المفروض على تعز، وإنما بمن هو داخل الحصار. 

 

ويظهر بأن الجريمة الإرهابية هذه تؤشرعن حصار ميليشيا الحوثي وتدين تعز وتصورها في أبشع حالة يمكن أن تكون.

 

فشل الحوثي على مدى ثماني سنوات في إقناع العالم بأن تعز مدينة الإرهاب والتطرف وجماعات التكفير، ففي كل مرة يُقدم تعز في أوراق الأمم المتحدة ومباحثات السلام وغيرها من المباحثات على أنها أشبه بمدن عصابات المافيا والإرهاب والقتلة، وأنها عبارة عن سوق لبيع الدماء ورقاب الناس، فأتت جريمة اغتيال "مؤيد حميدي" لتُصادق على كذب الحوثي وتُبرر حصاره المفروض على ملايين المواطنين.

تظرية المؤامرة، وفقًا للعالم السياسي "مايكل باركون"، تتجسد في ثلاثة مبادئ وهي: أن لا شيء يحدث بالمصادفة، ولا شيء يكون كما يبدو عليه، وكل شيء مرتبط ببعضه. 

 

ومن هنا، فإن جريمة اغتيال موظف أممي في تعز تكاد تبلغ الشك حد اليقين بأن من يقف خلف هذه الجريمة هم جماعة الإخوان، وبأن معطيات الجريمة وأسبابها وأهدافها تظهر مدى التنسيق الكبير الحاصل بين الجماعتين "الحوثي - والإصلاح" اللذين يبذلان جهودًا كبيرة لإبقاء مدينة تعز في قبضتهما، وتبقى حالها بين قاتل يحاصرها من أطرافها وجلاد بداخلها يُمعن في إذلالها وإهانة كرامة أهلها وناسها.

 

ومع كل جريمة تُرتكب في مدينة تعز، يبدأ الحديث عن الفوضى بداخل المدينة، إلا أن الانفلات الأمني بشكل عام مفهوم واسع، ويشمل جملة من المفاهيم التي ترتبط بمجملها بموضوع القيم التي تقود انهيارها أو على الأقل تراجعها إلى الشعور بعدم الأمن والاستقرار.

 

 وهو ما يدفع ويشجع عصابات الجريمة والقتلة والإرهابيين على ارتكاب مثل هذه الجرائم التي أضافت لتعز معاناة لا حصر لها.

 

 وبدون ضبط الأمن وملاحقة ومحاسبة القتلة والمجرمين، سنبقى ندور في نفس الحلقة المفرغة، ويبحث كل منا عن حلول لا ترقى إلى الجوهر والمضمون، وإنما تبقى في إطار الشكل والقشور، ولا تلبث أن تؤدي إلى أزمات أخرى تُضاف إلى الوضع المتأزم من أساسه.

 

وتجدر الإشارة إلى أنه في الثالث من شهر يونيو 2011، وبينما كانت قيادة الدولة تؤدي صلاة الجمعة في مسجد دار الرئاسة بالعاصمة صنعاء، كان المجرمون في انتظار ساعة الصفر لتنفيذ مخططهم الإجرامي باغتيال وطن لصالح مشاريع انقلابية لجماعتي الإسلام السياسي؛ الإصلاح والحوثي.

تعتبر الجماعات المتطرفة “الولاية والخلافة” ضمن أجنداتها المفروضة عليها من أطراف خارجية لقوى هيمنة إقليمية متآمرة على اليمن.

 

نزيف الدم اليمني

ومنذ يوم الثالث من شهر يونيو، الذي راح فيه كوكبة من الشهداء، في مقدمتهم رئيس مجلس الشورى الشهيد عبدالعزيز عبد الغني، وأصيب فيه العشرات بينهم رئيس الجمهورية الراحل علي عبد الله صالح، وحتى اللحظة لا يزال القتلة طلقاء دون محاكمة، فيما نزيف الدم اليمني لم يتوقف.

 

وفي مساع حوثية- إخوانية لدفن آثار تلك الجريمة وطمس آثارها، تم إطلاق السجناء المتهمين بارتكاب تلك الجريمة وتهريبهم إلى قطر وإيران، بتنسيق بين الدوحة وأنقرة ومشاركة قيادات بارزة في حزب الإصلاح متواجدة في تركيا، تهدف لغسل أيدي الإرهابيين من دماء الضحايا، ليتكشف بذلك مدى التخادم القوي والعلاقة الوثيقة في مسار التعاون الخفي الذي يدار من وراء الكواليس بين جماعة الحوثي وحزب الإصلاح المودلجين دينيا.

 

https://fb.watch/mHU5WmUawp/

 

 في أكتوبر من عام 2019، أفرجت مليشيا الحوثي عما تبقى من خمسة مجرمين كانوا في السجن المركزي بصنعاء على ذمة تفجير دار الرئاسة.

 

طالع كذلك: معاناة الأطفال الذين أصيبوا ويتضورون جوعا في حرب اليمن المنسية

 المجرمون الخمسة الذين أفرجت عنهم مليشيا الحوثي ينتمون للتجمع اليمني للإصلاح، ما يكشف مدى التحالف الدموي بين الطرفين لاغتيال اليمن ونظامه الجمهوري.

ميليشيا الحوثي، فيتو

ويلاحظ مدى التناغم بين الطرفين من الأوضاع في الساحة اليمنية، وكيف تحولت بعض الوسائل الإعلامية لحزب الإصلاح إلى لسان حال للمليشيا الحوثية.

 

التحالف الحوثي الإخواني

 كما تجلى التحالف الحوثي الإخواني في التبادل المستمر للأسرى والمختطفين في صفقات مشبوهة، برعاية أطراف خارجية مغرضة، وكان من ضمنها إطلاق سراح المتهمين والمتورطين في أحداث جامع الرئاسة في صفقة تبادل أسرى بالرغم من أن هؤلاء ليسوا أسرى حرب ولا يجب أن تتضمنهم اي صفقة تبادل أسرى ذوي قضايا جنائية بأسرى حرب.

 

اليوم، وبعد 12 سنة من هذه الجريمة، التي اتضحت خيوطها، وانكشف مدى التواطؤ الحوثي -الإخواني في ارتكابها، سيظل ذلك الحدث يوما مشؤوما في ذاكرة اليمنيين صنعه الظلاميون الآتون من رحم حركات كهنوتية تلبست الدين لتجره إلى مصالحها وتسخره في خدمة أطماعها، حيث لا أسوأ ولا أقبح من جماعات الدين حين تضطلع في أمور السياسة.

لم يكابد اليمنيون طيلة تاريخهم مثلما كابدوه وتكبدوه على يد تلك الجماعات التي لم تسعَ يوما إلا لتخريب وطنهم وتدمير ما بناه الوطنيون وشيدته سواعدهم التي رضعت حب الوطن وبذلت عرقها ودمها لتروي التراب اليمني فيزهر آمالًا واعدة.

 

ومثلما انتصروا في ثورة سبتمبر 1962 الخالدة على قرون من الكهنوت المتمثل في الإمامة، وسحقوا ودكوا عروش البغي والطغيان، سينتصر اليمنيون مرة أخرى على تلك الشرذمة الدخيلة ويقتلعون جذورها قاذفين بها في مزبلة التاريخ، منتصرين لشهدائهم الذين بذلوا دماءهم رخيصة من أجل هذا الوطن.

 

ونقدم لكم من خلال موقع "فيتو"، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية، بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية