رئيس التحرير
عصام كامل

سمير رجب.. ظاهرة صحفية!

في رأيى أن دار التحرير للطبع والنشر (الجمهورية) قامت على أكتاف رجلين من طراز صحفي رفيع، نجحا باقتدار في دفعها على طريق الريادة والتميز؛ أحدهما هو الكاتب الصحفي الكبير محسن محمد الذي رفع توزيع الجمهورية الأسبوعي لأرقام غير مسبوقة.. 

أما الآخر فهو الكاتب الصحفي سمير رجب الذي تتفق أو تختلف معه.. لكنك لا تملك إلا أن تعترف بأن له تجربة صحفية جديرة بالدراسة؛ فقد نجح في إحياء جريدة المساء ووضعها في دائرة الضوء والتأثير كأهم وأقدم الصحف المسائية انتشارًا في مصر والشرق الأوسط.


سمير رجب كان ولا يزال كاتبًا من طراز فريد، وقائدًا إداريًا ناجحًا، يعرف كيف يصل للهدف من أقرب طريق، له أسلوبه الصحفي المتميز وقاموسه اللغوى الخاص، يصيب المعنى من أقصر طريق.. بعبارة بسيطة اللفظ، عميقة المعنى والمغزى، يملك حسًا لغويًا لا يخطىء، وذائقة صحفية بعضها فطري وبعضها مكتسب.. 

 

وهو مهنى ماهر وصاحب قلم جرىء أحدث تأثيرًا سياسيًا مدويًا في فترة مهمة من تاريخ مصر حتى أنه كان الصحفي الأقرب من الرئيس الأسبق حسنى مبارك.

ابداع سمير رجب


عرفت سمير رجب طاقة عطاء لا تنضب، ويكفى أنه يفهم طبيعة البشر ويعامل كل واحد بما يناسب شخصيته وطبيعة نفسه.. ويعرف كيف يسوس من معه في حزم لا يعرف المهادنة ولين لا يغرى بالكسل والإهمال والتراخى..يضع كل شخص في مكانه ويحسن توظيف من حوله، كلًا في مكانه.


استهل حياته محررًا فوق العادة بالمطار، وما أدراك ما المطار؛ إنه دولة مصغرة فيها الغادى والرائح، والحكايات والأسرار، نجح في اختراق حاجز الأسرار حتى وضع اسمه بين الكبار بل لعله في رأيي أشهر صحفي بالمطار.. حقق انفرادات أشاد بها الجميع وفي مقدمتهم الكاتب الصحفي الكبير الراحل موسى صبري وقد اختاره محسن محمد مديرًا لتحرير الجمهورية الأسبوعي الذي حقق بفضل سمير رجب قفزات كبيرة في التوزيع.


سمير رجب له لمسات إبداعية في العناوين الصحفية لمستها بنفسي عن قرب لفترة طويلة، كان من صناع النجاح بإصرار عجيب حتى أنه كان يمر بنفسه على مكاتب المحررين ليكلفهم كلًا في نطاق اختصاصه، بما هو مطلوب منهم، سواءٌ كانت متابعة أو حوارًا أو تحقيقًا..

 

وأذكر أنه طلب منى، وكنت يومها محررًا لشئون وزارة النقل والمواصلات والاتصالات، طلب تحديد موعد مع الوزير سليمان متولى أشهر من تولى حقيبة النقل في مصر لمدة تزيد على 20 عامًا..وبالفعل وافق الوزير سليمان متولى على تحديد الموعد فورًا وأجرينا معه حوارًا فوجئت به منشورًا وعليه اسمى عليه مجاورًا لاسم لكاتب الكبير سمير رجب وبنفس البنط على صفحات الجمهورية.


نجاحات سمير رجب دفعت محسن محمد لترشيحه للرئيس السادات ليتولى رئاسة تحرير "المساء" التى لم يكن توزيعها يتجاوز يومها 5 آلاف نسخة، وقد انطلق بها لأوسع الآفاق توزيعًا وتأثيرًا؛ وقبل موافقته على هذا المنصب.. 

 

 

ونظرًا لعلاقتي الوثيقة به فقد طلبني سمير رجب يسألني: ما رأيك لو توليت رئاسة تحرير المساء؛ فبادرته مندهشًا: كيف تترك الجمهورية الأسبوعى، وقد قفزتَ بتوزيعها مرات ومرات..لكنه قال: بل سأقبل التحدي.. وبالفعل جعل المساء أول وأوسع الصحف المسائية انتشارًا في المنطقة كما صار محرروها في مصاف نظرائهم بالصحف الصباحية القومية..وللنجاح بقية!

الجريدة الرسمية