رئيس التحرير
عصام كامل

هل تهتم وزارة التربية والتعليم بالمبدعين والموهوبين؟

الإبداع أصبح سمة مميزة تقاس بها حضارة الأمم والشعوب، وأصبح الاهتمام بالموهوبين والمبدعين الشغل الشاغل للمجتمعات المتقدمة المتحضرة، وظهر ذلك جليًا في مجال التعليم والبرامج التعليمية التي تعمل على رعاية الإبداع وتنميته وتحفيزه.


ولأن مستقبل الأمم مرهون بمستقبل أبنائها، كان من الضروري تنمية الإبداع لدى الطلاب في كافة المراحل التعليمية، والسؤال هنا هل تهتم وزارة التربية والتعليم بالمبدعين والموهوبين بالشكل الذي يرضي المجتمع؟


فبالرغم من وجود إدارة للموهوبين سواء داخل الوزارة أو المديريات أو الإدارات التعليمية، إلا أننا نشعر جميعًا أننا لازلنا نحتاج للكثير لرعاية أبنائنا من المبدعين والموهوبين.  وبالرغم من الجهود التي يتم بذلها في جميع قطاعات الوزارة فإنه لازال المجتمع غير راضي.. 

 

فالطالب يمر خلال الدراسة بمراحل عديدة تترك كل مرحلة منها أثرها في شخصيته وسلوكه، وتكمُن أهمية هذه النوعية من الطلاب في أنها تعتبر ثروة وطنية هامة تفوق جميع الثروات الطبيعية، لذا يجب استغلالها للاستفادة من قدرتها على النهوض بهذه الأمة في جميع المجالات العلمية والاقتصادية والاجتماعية، ولا يأتي ذلك إلا من تقديم الرعاية المتكاملة لهم في جميع المجالات التربوية والعلمية والنفسية والثقافية والصحية التي تتناسب مع قدراتهم وتلبي احتياجاتهم.


دور الأسرة


الأسرة تُشكل النواة الأولى التي يتلقى بها الطفل اشباع احتياجاته فالاهتمام بالطفل خلال مراحل نموه المبكرة من الأمور الهامة والحاسمة في حياته حيث يبدأ اكتشاف ما حوله من مكونات واستخدام اللغة يرافقها حب الاستطلاع والتعرف على الأشياء واكتشافها من خلال رؤية تشكيلها ولمسها وسماع أصواتها والتعرف على مذاقها ورائحتها، والتي يجدها تختلف من مثير لأخر.


ومن أهم العوامل المؤثرة في نمو التفكير الإبداعي لدى الأطفال:
- تطوير نوع من العلاقات الحميمة على الحب والاحترام المتبادل بين الطفل ووالديه والأفراد المحيطين بالأسرة.
- البعد عن استخدام أساليب التخويف وابعاد الطفل عن مكان الخوف، وخاصة الخوف من الوقوع في الأخطاء وترك الفرصة للطفل ليقوم بمحاولاته المتعددة.


- حث الطفل على استخدام الخيال وتجاوز الأشياء المحسوسة المألوفة والتحرك بحرية بين الواقع والخيال واستخدام أسلوب الدعابة والمرح، وجعل الطفل يشعر بحالة من الاسترخاء مما يساعد على مزيد من الالتزامات الواقعية المحيطة.


- تربية الطفل على المرونة في التفكير وعدم التصلب وترك الحرية للاختيار وإتخاذ القرارات وعدم الاعتماد على حلول مسبقة قد يجدها الطفل جاهزة وسهلة لاستخدامها.


- ينبغي أن تكون توقعات الاباء والأمهات لأداء الأبناء ليست بالمنخفضة ولا تكون أيضًا توقعاتهم مرتفعة، فالشخص المبدع يحتاج إلى بيئة تتميز بمستوى منخفض من القلق والتوتر والضغوط المختلفة.


- البعد عن المشاحنات الأسريةوالنزاعات بين أفراد الأسرة وتحقيق مناخ يسوده الاطمئنان والألفة وعدم وضع شروط للقبول للأبناء في الأسرة على أساس الإنجاز أو التحصيل الأكاديمي، ولكن قبولهم كأبناء يشعرون بالدفء والحب الأسري بغض النظر عن سلوكياتهم.


دور المدرسة


تلعب المدرسة دورًا كبيرًا في تنمية الإبداع لدى الطلبة كونها البيئة الثانية التي يقضي فيها الطلبة فترة زمنية طويلة بعد المنزل، وذلك من خلال توفير بيئة قادرة على إظهار المبدعين والاهتمام بكافة الأنشطة داخل المدرسة والتي تنمي الفكر الإبداعي لدى الطلاب مثل زيارة المكتبة المدرسية وعمل المسابقات والأبحاث وحضور الندوات مع ذوي الخبرة في كافة المجالات والتي تتعلق بالمرحلة العمرية للطلاب..

 

وتوفير الملاعب المدرسية وتفعيل المسرح المدرسي واستثمار مواهبهم وتوجيهها في مسارات تفيدهم وتفيد المجتمع، واشراك الطلاب ببرامج الإذاعة المدرسية أثناء طابور الصباح.


دور المعلم


إن المعلم لما له من ثقافة واتجاهات ايجابية نحو مهنته مسئول عن اكتشاف المبدعين ومتابعتهموتنمية الإبداع لديهم وإدراك أبعاده، حيث يعمل على إثارة دوافعهم من خلال منحهم الفرصة للتعلم وطرح أنشطة فنية يعبرون فيها عن مشاعرهم بحرية وطلاقة.. 

 

من خلال توفير الأمن والحرية النفسية لهم وتشجيعهم على المحاولة والتجربة وحثهم على مرونة التفكير وطرح البدائل المختلفة لحل المشكلات، وتعزيز روح العمل الجماعي وإشراك الطلاب في المشاريع العلمية والمسابقات الإبداعية والمشاركة في الأنشطة المسرحية والرحلات الميدانية. وتعمل القيادة المدرسية على تنمية المعلمين للوصول بالطلبة إلى أعلى درجات الإبداع في شتى المجالات.


دور الوزارة


اختيار قيادات واعية تؤمن بأهمية الإبداع في البيئة المدرسة وتسعى لتنميته لدى المعلمين والمتعلمين لتحقيق هدف الإبداع عند الطلبة وتحفيز القدرات الإبداعية والابتكارية في العاملين مع القيادات، وتجهيز المدارس بالامكانيات المادية لتحتضن المواهب الطلابية، وتوفير البيئة الداعمة والمساندة لهم وتوعية أولياء الأمور لتشجيع أبناءهم للتعبير عن مواهبهم وقدراتهم في المنزل والمدرسة والمجتمع الذي يعيشون فيه.. 

 

والتواصل مع مؤسسات المجتمع الحكومية والخاصة والأهلية في دعم برامج الموهوبين بالإضافة إلى بناء قاعدة بيانات كاملة ومتجددة للموهوبين وتعديل التشريعات المنظمة لبرامج رعاية الطلبة الموهوبين، وإصدار قرارات وكتب دورية توعوية وتوجيهية مستمرة في مجال التشخيص للطلاب المبدعين، وتطوير أساليب وأدوات اكتشاف الطلبة الموهوبين والإشراف على تطبيقهم في المدارس وأيضًا إعداد برامج خاصة بالموهوبين ومتابعة تنفيذهم والاستفادة من نتائجها لتطويرها.

 


وفي الختام أدعو الجميع من كافة أطياف المجتمع أن يحاولو بقدر الإمكان التقرب من أبنائهم واكتشاف مواهبهم وتنميتها حيث يؤدي اهمالها إلى اندثار هذه الموهبة مما يؤثر تأثيرًا سلبيًا على مستقبل أبنائنا.
وللحديث بقية.

الجريدة الرسمية