رئيس التحرير
عصام كامل

مسيحية في المسجد!

من الممكن تفهم أن يتولى صلاح أبو سيف مهمة إخراج فيلم فجر الإسلام بدلا من مخرج آخر فيجري تعديلا في أبطال الفيلم وبعض تفاصيله، لكن المدهش أن يختار لهذا العمل الديني التاريخي الكبير موسيقارا مسيحيا ليؤلف موسيقي الفيلم! ولتكون مهمته تحريك مشاعر الناس وانفعالاتهم وتعاطفهم مع فريق من أبطاله وكراهية فريق آخر يمثل الشر! 

 

مطلوب منه أن يجعل وجدان الناس يتحرك في اتجاه هاشم وفريقه ممن أسلموا! وممن اتبعوا دين محمد عليه الصلاة والسلام! والسؤال: كيف يمكن أن يفعل ذلك من لم يتأثر بذلك لكونه ليس -أصلا- علي دين الإسلام؟! من لم يرتحل من مكان إلى آخر من أجل شعائر إسلامية وربما لم يقرأ عن تفاصيل تفاصيل الهجرتين.. الحبشة والمدينة؟!

 
صحيح هو أكبر اسم في عالم الموسيقي التصويرية لم ينافسه أحد إلا بعد ظهور علي إسماعيل.. فقد نجحت على يديه أهم أفلام السينما المصرية من صراع في الوادي وصراع في النيل إلي رد قلبي وباب الحديد وكرامة زوجتي والزوجة الثانية وقنديل أم هاشم والفتوة ونحن لا نزرع الشوك ولا وقت للحب ونحن لا نزرع الشوك ونصف ساعة زواج وغيرها وغيرها من أهم الأفلام  العربية والتي نعرف الفيلم منها.. 

 

لكنه في فجر الإسلام أمام تحد مختلف.. ومع ذلك نجح أكثر وأكثر.. ليس فقط نعرف الفيلم من بعيد من موسيقاه بل نعرف أماكنه ومشاهده منها! فهذه المقطوعة لاجتماع الكفار وتلك للأصنام عند الكعبة والثالثة للمسلمين ورابعها للأحبار وهكذا! 

 

 

هذا النجاح الساحق يؤكد الوجدان الواحد لشعبنا.. وبالتالي لا اندهاشة مطلقا من إشراف مهندسة مسيحية علي تطوير مساجد آل البيت وغيرها.. هي مصرية ووجدانها تشكل مع أشقائها تماما كالمسلمين ممن تبرعوا لبناء كاتدرائية العباسية منتصف الستينيات وكان بينهم تلاميذ بالمرحلة الابتدائية! 
إنها مصر يا سادة.. وأنه فؤاد الظاهري الموسيقار العظيم!

الجريدة الرسمية