رئيس التحرير
عصام كامل

الغليان العالمي.. كيف تنجو البشرية من المصير المظلم؟!

البشرية تدخل نفقًا مظلمًا من التطرف المناخي؛ فقد انتهى عصر الاحترار العالمي، وحلّ محله الغليان الذي يجعل الكوكب على فوهة بركان تكاد تنفجر في أي لحظة إذا استمر ارتفاع درجات الحرارة بمعدلاته العالية.. 

 

وهو ما دفع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريش لوصف هذا الصيف بأنه كارثة على الكوكب بأسره، حيث سيكون قاسيًا بالنسبة لأجزاء شاسعة من أمريكا الشمالية وأفريقيا وأوروبا.. داعيًا لإجراءات جذرية فورية، وحث القادة على القيادة، قائلا: "لا مزيد من التردد.. لا مزيد من الأعذار.. لا مزيد من انتظار أن يتحرك الآخرون أولًا"!


تصريحات جوتيريش تزامنت مع تقرير لمنظمة الأرصاد الجوية العالمية رجح أن يكون شهر يوليو 2023 الأكثر سخونةً على الإطلاق، ما أثار قلقًا عالميًا.


أما كبير علماء المناخ في وكالة ناسا الأمريكية غافين شميدت فقد توقع أن تستمر تلك الظاهرة الكارثية، بفعل ضخ انبعاثات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوى، متوقعًا أن يكون عام 2024 أكثر سخونة، لأننا سنبدأ مع ظاهرة النينو التي تتنامى الآن، وستبلغ ذروتها في نهاية هذا العام.


تحذيرات شميدت تأتي تزامنًا مع هيمنة موجات الحر الشديد على أجزاء كبيرة من أوروبا وآسيا وأمريكا الشمالية حيث تسببت درجات الحرارة القصوى جدا في اشتعال حرائق غابات عنيفة في الأيام الأخيرة.

أمريكا والصين والانبعاثات الغازية


الرئيس الأمريكي جو بايدن دخل هو الآخر على خط الأزمة بتصريحات تصف التغيير المناخي وارتفاع درجات الحرارة بأنه تهديد وجودي، مؤكدًا أن الحر هو القاتل الرقم واحد المرتبط بالطقس.


أما خبير البيئة العالمي ضومط كامل فقد وضع أيدينا على حقائق كارثية مؤكدًا أن الاحترار العالمي يتجه ليشكل خطرًا أكبر في السنوات المقبلة، وطرح تساؤلًا مفصليًا: فإذا ما نظرنا إلى الأعوام 2030 2040 و2050 أول سؤال يتبادر هل ستكون كل الأراضي جاهزة للسكن البشري؟


ثم يجيب عن تساؤله بأن  هناك مناطق عديدة ستكون خالية من السكن بسبب الجفاف التام، وتمدد التصحر والحرارة العالية. الوصول إلى هذه المرحلة كان أمرًا متوقعًا ومحسوبًا منذ تسعينيات القرن الماضي، التي شهدت حديثًا متواترًا عن الاحتباس الحراري، وعن ضرورة تبريد الكتل الجوية التي ستبقى ساخنة وترفع من حرارة الكوكب.


ثم يضع كامل أيدينا على بادرة أمل أو ما يمكن اعتباره طرف الخيط، مشددًا على أهمية المبادرة التي يقوم بها المبعوث الأمريكي للمناخ جون كيري، الذي طالب خلال حواره مع الصين، بإنشاء لجان حول العالم من أجل مواجهة التغير المناخي العالمي. 


معتبرًا أن هذا الأمر بما وصل إليه من خطورة بات بحاجة إلى طوارئ علمية وجهود حثيثة، خاصة في السنوات الخمس المقبلة التي سنشهد خلالها احترار عالميًا غير مسبوق.


أما لماذا هو طرف الخيط؛ فذلك لأن حجم الانبعاثات الغازية المسئولة عنها الصين يفوق الانبعاثات الغازية من كل الدول المتقدمة مجتمعة بحسب تقرير أعدته مجموعة روديوم للأبحاث  ذهب إلى أن  بكين مسئولة عن التسبب في 27 في المئة من الانبعاثات الغازية التي أدت إلى الاحتباس الحراري في العالم في عام 2019.

 


التقرير المذكور انتهى إلى أن الولايات المتحدة تأتي في المرتبة الثانية نظرا لمسئوليتها عن التسبب في 11 في المئة من الانبعاثات الغازية في العالم بينما احتلت الهند المرتبة الثالثة بـ 6.6 في المئة.. فهل تفلح جهود أمريكا في إنقاذ الكوكب من الكارثة المناخية المدمرة؟! وللحديث بقية.

الجريدة الرسمية