رئيس التحرير
عصام كامل

«أفريقيا - روسيا» تحالف من أجل البقاء.. خبراء: القارة السمراء الخاسر الأكبر من تراجع موسكو عن اتفاق تصدير الحبوب.. والدول الفقيرة تعلق آمالها على نتائج القمة

حرب روسيا وأوكرانيا،
حرب روسيا وأوكرانيا، فيتو

تحالفات البقاء تفرض نفسها على الساحة والمشهد السياسى فى الشرق الأوسط، لهذا يتوقع الأفارقة الكثير من القمة القادمة وتصويب قرار روسيا بوقف العمل باتفاق تصدير الحبوب الموقع مع أوكرانيا بوساطة من الأمم المتحدة وتركيا، إذ تعتمد القارة السمراء بدرجة كبيرة على المنتجات الغذائية والحبوب القادمة من كييف وموسكو.

 

وخلال عام 2022، وصل حجم واردات الدول الأفريقية من الحبوب الأوكرانية فقط، أكثر من 300 ألف طن، تشمل الذرة والقمح والشعير وغيرها من الحبوب، وحذرت العديد من الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية من خطورة القرار الروسي بوقف العمل باتفاق الحبوب على الدول الفقيرة وبالأخص الأفريقية التى تعانى من مشكلة فى الأمن الغذائى لديها.

 

 

قرار روسيا أكبر كارثة

ووصفت دول الغرب قرار روسيا بأنه أكبر كارثة تهدد الأمن الغذائى العالمى مطالبين موسكو بضرورة العودة عن القرار بشكل عاجل.

 

من ناحيتها، بررت روسيا خروجها من اتفاق تصدير الحبوب عبر موانئ البحر الأسود بأن أغلب الحبوب الأوكرانية تم تصديرها إلى الدول الغنية وليس الفقيرة، بجانب عدم الوفاء فى الاتفاقية بالجزء الخاص بتصدير حبوبها وأسمدتها ضمن الاتفاق.

 

ويرى الكرملين أن روسيا مستعدة لتصدير الحبوب إلى الدول الفقيرة بالمجان، وفق تعهد الرئيس بوتين بذلك، وسبق وأرسلت موسكو بالفعل شحنات كبيرة من الحبوب إلى دول أفريقية منذ بداية الأزمة.

 

وتعلق العديد من دول القارة السمراء أملها على القمة الروسية الأفريقية، والتى من المقرر أن تعقد خلال نهاية شهر يوليو الجارى لبحث ضمان توفير المواد الغذائية لها، أو إقناع موسكو بالتراجع عن ذلك القرار.

 

ويربط بين روسيا ودول أفريقيا علاقات شراكة قوية جدا فى العديد من المجالات مثل تحديث البنية التحتية، وتطوير أنظمة الاتصالات، والتكنولوجيا الرقمية، خاصة أن روسيا تركز مجهودها فى الفترة الأخيرة على أفريقيا وتضخ العديد من الاستثمارات داخلها فى مجالات عديدة، كما أبرمت اتفاقيات أمنية مع الكثير من حكومات القارة السمراء.

 

يقول الدكتور أحمد قنديل، رئيس وحدة الدراسات السياسية والاستراتيجية بمركز الأهرام للدراسات، أن القرار الروسى بوقف العمل باتفاق تصدير الحبوب مع أوكرانيا، خطير جدا وسيكون له تأثيرات سلبية بالأخص على الدول الأفريقية التى تعانى أصلا من أزمة غذائية لأسباب عديدة من بينها الجفاف وعدم استقرار المواسم الزراعية بسبب الحروب.

 

أزمة اتفاق الحبوب

وأكد أحمد قنديل، أن الدول الأفريقية هى أولى ضحايا القرار الروسى بوقف العمل باتفاق تصدير الحبوب مع أوكرانيا، مشيرا إلى أن موسكو تستخدم هذه الورقة للضغط على دول الغرب التى تقدم مساعدات عسكرية كبيرة لكييف.

 

وأضاف قنديل أن إنهاء أزمة اتفاق الحبوب، مرهون بإنهاء الحرب الروسية الأوكرانية وتسوية تلك الأزمة، والوصول إلى حل سياسى، مؤكدا أن وزارة الخارجية الروسية بررت موقفها حيال اتفاق تصدير الحبوب بأن أوكرانيا صدرت أغلب الحبوب التى تنتجها إلى الدول الغنية وليس الدول الفقيرة، كما أن موسكو لم تحقق المكاسب التى ترجوها من هذا الاتفاق.

 

وتابع: "روسيا فى حالة حرب وتستخدم كل الأوراق لتحقيق الانتصار فى تلك المعارك خاصة بعد التراجع العسكرى الكبير وأزمة مجموعة فاجنر، مضيفا: المطلوب من موسكو عدم استغلال ورقة الحبوب فى تجويع الدول الفقيرة والأفريقية، إذ يعنى ذلك فقدانها الدعم الذى تحصل عليه من دول القارة السمراء، مشيرا إلى أن إطالة أمد الحرب وضع الاقتصاد الروسى فى أزمة كبيرة".

 

وأكد رئيس وحدة الدراسات السياسية والاستراتيجية بمركز الأهرام، أن روسيا شريك اقتصادى واستراتيجى قوى للدول الأفريقية، موضحا أن ملف الحبوب سيكون مطروحا على طاولة القمة الأفريقية الروسية المقبلة، والتى ينتظر منها زيادة التعاون الاقتصادى والعسكرى بين موسكو ودول القارة السمراء وتأمين مصادر الحبوب التى تستوردها القارة.

 

وأشار قنديل إلى أن هناك مجالات كثيرة للتعاون بين روسيا والدول الأفريقية ليس فقط فى مجال الغذاء وإنما أيضًا فى المجال الأمني والعسكرى والتقنى، مؤكدا أن موسكو تدعم مشروعات الطاقة فى أفريقيا وعلى رأسها مشروع الضبعة النووى فى مصر.

 

ونوه قنديل إلى أن الدول الأفريقية حاولت إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، من خلال مبادرة السلام التى تم عرضها، لاسيما أن القارة هى أكبر الخاسرين من هذه الحرب ودفعت الفاتورة الأكبر من زيادة فى معدلات التضخم وارتفاع أسعار الطاقة والمواد الغذائية.

 

وتابع: "الدول الأفريقية ضمن أكبر مستوردى المواد الغذائية من روسيا ووأوكرانيا، مشيرا إلى أن مصر على سبيل المثال واحدة من أكبر مستوردى القمح فى العالم، مطالبا بضرورة تنويع مصادر الحصول على القمح، وتغيير العادات الغذائية للشعب المصرى، وتقليل الاعتماد على القمح والسعى نحو تحقيق الاكتفاء الذاتى باعتبار أن القمح محصول استراتيجي".

 

وأوضح أحمد قنديل أنه من الضرورى أن ينشط خبراء الزراعة فى مصر والبحث عن بدائل القمح، ودعوة القطاع الخاص للاستثمار فى زراعته، مستشهدا بالتجربة السعودية فى تحقيق الاكتفاء الذاتى من هذا المحصول، منوها إلى أن هناك صعوبة فى تحقيق التعاون والتكامل الاقتصادى مع الدول الأفريقية، مؤكدا أن الدولة لا زالت تتعامل مع أفريقيا بمنهج غير عملى وغير واقعى مما يقف عائق أمام التكامل الاقتصادى الأفريقي".

 

وأضاف قنديل أن البيروقراطية المصرية غير متواكبة مع تحركات الرئيس السيسى وجهوده من أجل الاستثمار فى القارة السمراء، مؤكدا أن المستثمرين المصريين لا يتجهون إلى الاستثمار فى الدول الأفريقية خاصة فى ظل المشروعات الاستراتيجية العملاقة الدائرة هناك، لأن هدفهم هو تحقيق الربح السريع فى المقام الأول".

 

ودعا قنديل إلى ضرورة إجراء دراسات جدوى حقيقية حول فرص الاستثمار بالدول الأفريقية، ودراسة ظروف كل دولة على حدة وليس النظر إليها بشكل عام، مؤكدا أن القارة تتكون من ٥٤ دولة ومن الضرورى معرفة الاستثمار المناسب فى الدول الأفريقية.

 

وشدد قنديل على ضرورة إنشاء خريطة اقتصادية وتجارية واستثمارية لدول القارة الأفريقية، مشيرا إلى أن القارة مليئة بالصراعات وهناك بعض الجهات التى تهدف إلى عرقلة التعاون المصرى الأفريقى.

 

الأمن الغذائي 

وفى السياق ذاته قال الدكتور محمد عبد العظيم الشيمى، أستاذ العلوم السياسية، إن قرار روسيا بالانسحاب من اتفاق الحبوب تسبب فى مشكلة كبيرة للأمن الغذائى العالمى، ومن المحتمل أن تحدث زيادة فى أسعار المواد الغذائية بنسبة تتراوح ما بين ٢.٧ إلى ٦.٨%.

 

وأضاف الدكتور محمد الشيمى أن دول أفريقيا من أكبر المتضررين، لأن بها أكبر نسبة فقر تتراوح ما بين ٣٥ إلى ٤٢%.

 

وأكد الشيمى أن هناك عدة أسباب لانخفاض معدلات الأمن الغذائى فى أفريقيا وأهمها هو عدم وجود تقدم فى التكنولوجيا الزراعية التى تساعد على ارتفاع إنتاجية الأراضى الزراعية من المحاصيل.

 

وأشار الشيمى إلى أن هناك مسارات بديلة أمام الدول الأفريقية لإنهاء الأزمة من بينها إبرام اتفاقيات أحادية مع الجانب الروسى لضمان تصدير الحبوب إليها خلال القمة الروسية الأفريقية.

 

وشدد الشيمى على أن دول أفريقيا تربطها قنوات اتصال مع روسيا وعلاقات قوية تتيح لها إنشاء مركز إقليمى لنقل الحبوب إلى القارة السمراء بعيدا عن اتفاق الحبوب، على أن تكون مصر هى مركز توزيع الغلال لدول القارة نظرا لأنها الوحيدة التى تمتلك موانئ ونية لوجستية لتخزين وتصدير الغلال.

 

ونوه الشيمى إلى أن هدف روسيا من وقف اتفاق تصدير الحبوب الضغط على دول الغرب واستقطاب قوى دولية جديدة وضمها إلى التحالف معها من خلال اتفاقات إقليمية بعيدا عن المنظمات الدولية التى تخضع للرقابة والمصالح الغربية.

 

نقدم لكم من خلال موقع (فيتو)،  تغطية ورصدا مستمرا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم،  أسعار الدولار،  أسعار اليورو،  أسعار العملات،  أخبارالرياضة ، أخبارمصر، أخباراقتصاد،  أخبارالمحافظات،  أخبارالسياسة، أخبارالحوادث،  ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي،  الدوري الإيطالي،  الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا،  دوري أبطال أفريقيا،  دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجيةوالداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية