رئيس التحرير
عصام كامل

ثمن الخضوع لأمريكا!

تهكمت صحيفة روسية على رئيس النيجر الذى وقع انقلاب ضده وتم الإطاحة به من الحكم  فقالت لو أنه شارك فى قمة روسيا وإفريقيا لكان الآن يستمتع بمدينة سان بطرس برج، وليس محبوسا في قصره الرئاسي.. وكلام الصحيفة الروسية يتضمن إشارة غير مباشرة إلى أن رئيس النيجر دفع ثمن خضوعه للضغوط الأمريكية ولم يشارك في القمة الروسية الأفريقية.. 

 

وإشارة أخرى على أن الحضور الروسي في أفريقيا لن ينحسر أو يتراجع رغم انخراطها فى الحرب الأوكرانية، قد عزز هذا المعنى بشكل حاسم زعيم فاجنر عندما قال لأفريقيا: نحن عائدون! 
 

لقد وجهت روسيا الدعوة لأكثر من أربعين رئيس دولة ورئيس حكومةَ للمشاركة في القمة فحضر بالفعل أقل قليلا من نصف العدد المدعو، كان من بينهم الرئيس المصرى ورئيس جنوب أفريقيا ورئيس الوزراء الإثيوبى، بينما كان تمثيل بقية الدول أقل.. 

 

ومعنى كلام الصحيفة الروسية حول رئيس النيجر وعدم مشاركته في القمة أن روسيا لن تفف تتفرج على الضغوط التى تمارسها أمريكا ومعها الغرب الأوروبي على الدول الأفريقية للابتعاد عنها وكبح جماح التعاون الروسي الأفريقى، وأنها سوف تدلى بدلوها في الشأن الأفريقى بكل قوتها ومن بينها قوات فاجنر التى تتواجد فعلا في نيجيريا وكانت تنازع التواجد والنفوذ الفرنسي فيها.

 


إن واشنطن بعد مشاركة نحو 17 رئيس دولة وحكومة في القمة الروسية الأفريقية من بين 43 وجهت الدعوة لهم يعتبرون ذلك نجاحا لهم في إضعاف هذه القمة، وبالتالى أضعاف النفوذ الروسى في القارة السمراء، لكن واشنطن أغفلت أن من بين السبعة عشر زعيما أفريقيا كان هناك زعماء دول أفريقية كبيرة مؤثرة ومهمة، كما جاء توقيت انقلاب النيجر المتزامن مع موعد انعقاد تلك القمة ليقلل من شأن هذا الانطباع الأمريكى وليلقى الضوء على سعى موسكو لزيادة تواجدها في أفريقيا والذى سيكون بالطبع على حساب التواجد الأمريكى الغربى.    

الجريدة الرسمية