رئيس التحرير
عصام كامل

سقطة توفيق الحكيم، نعى عبد الناصر بالدموع ثم هاجمه وعودة ونزار قباني يلقناه درسا في المبادئ

عبد الناصر يقلد الحكيم
عبد الناصر يقلد الحكيم وسام الجمهورية

بسبب روايته عودة الروح التي أصدرها توفيق الحكيم التي مهد بها لظهور البطل المنتظر الذى سيحيى الأمة من رقادها، أنزله الرئيس عبد الناصر منزلة الأب الروحى لثورة يوليو حتى عندما أصدر توفيق الحكيم " السلطان الحائر بين السيف والقانون عام 1959، وبنك القلق بعدها عام 1966 التي انتقد فيها النظام الناصري لم يمنع ناصر له رواية واحدة وكان يستقبل الحكيم في اى وقت وهو ما أكده الحكيم في كتاباته حتى أنه سقط مغشيا عليه أثناء تأبين الرئيس عام 1970 بعد رحيله فقال في خطبته:


اعذرني يا جمال. القلم يرتعش في يدي. ليس من عادتي الكتابة والألم يلجم العقل ويذهل الفكر، لن أستطيع الإطالة، لقد دخل الحزن كل بيت تفجعا عليك، لأن كل بيت فيه قطعة منك،  لأن كل فرد قد وضع من قلبه لبنة في صرح بنائك. 

 

الحكيم يتبرع بخمسين جنيها

وفى نهاية كلمة التأبين طالب توفيق الحكيم أنه لابد أن يصنع تمثالا لعبدالناصر يدفع الشعب تكاليفه، وليست الدولة وقال أنا أول المتبرعين، وقدم مبلغ خمسين جنيها وكان مبلغا له قيمة في ذلك الوقت.

 

إصدار عودة الوعى 

إلا أن توفيق الحكيم بعد رحيل عبد الناصر بأقل من عامين أصدر كتابه " عودة الوعى " مهاجما فيه جمال عبد الناصر بعنف شديد، واعتبر نفسه فاقدا للوعى فترة وجود عبد الناصر في الحكم وأن مرحلة التجربة الناصرية كانت مرحلة عاش فيها الشعب المصرى لم يسمح له بظهور رأى في العلن مخالف لرأى الزعيم المعبود معلنا أنه اخطأ وبدون وعى  بمسيرته خلف الثورة متحججا أن الثورة أدركته وهو في كهولته وأن الثقة شلت تفكيره بعد أن اسكروه بخمرة المكاسب والأمجاد وسحروهم ببريق آمال كان يتطلع إليها الشعب من زمن بعيد وأنها كانت فقدان للوعى بنوع من التخدير .

 

دفاعا عن الشرف السياسى 

رد الكاتب محمد عودة الذى كانت تربطه علاقة صداقة طويلة بالكاتب توفيق الحكيم على كتابه “عودة الوعي” بكتابه “الوعى المفقود” قال في مقدمته إنه دفاعا عن مصر وليس دفاعا عن عبد الناصر أو هجوما على توفيق الحكيم، لكنه دفاعا عن الشرف السياسى. 


وأضاف عودة: وقد قرأت كتاب "عودة الوعى "وهو مازال مخطوطا على الآلة الكاتبة وطلب الحكيم الرأى فيه، ولم أنم ليلتها وقرأت الكتاب كله وذهبت اليه فى الصباح وقلت له: لقد فوجئت بما قرأت ونصحته بألا ينشره لانه لو فعلت سيقول عنك الناس توفيق الحكيم غاب عن وعيه 18 سنة ثم استرد وعيه فجأة، وهذا لا يليق بكاتب فى وزن وحجم توفيق الحكيم، وتركته يفكر فى الأمر خاصة وأنه كتب رثاء رائعا فى وفاة الزعيم، والغريب أن توفيق الحكيم كان يستطيع أن يقول مايريد فى عصر جمال عبد الناصر، الذى حماه من الجميع بل أن عبد الناصر قام برفد أحد الوزراء من أجل توفيق الحكيم بل أقول إن هذا الكتاب طبع بتمويل دولة معروفة بكرهها لعبد الناصر.

كما رد الشاعر نزار قبانى على توفيق الحكيم بمقالة بعنوان ( مظاهرة ضد رمسيس الأول ) قال فيها: هل يسامحنى أستاذنا توفيق الحكيم إذا قلت إن كتابه الأخير “عودة الوعى “ رديء جدا وخفيف ومتأخر، ثم هل يسامحنى أن كتابه قدم للناس على انه عمل من أعمال التحدى وهو فى الأساس لا يتحدى أحدا، لأن التحدى يفترض وجود خصم، والخصم ينام الآن تحت رخامة قبر فى ضاحية منشية البكرى فى القاهرة، والنقطة الفضيحة فى كتابه ”عودة الوعى” محاولته إقناعنا أنه كان خلال أعوام الثورة واقعا تحت تأثير السحر ومنوما تنويما مغناطيسيا، فكيف يمكن لكاتب كبير أن ينزلق إلى هذا المنطق الطفولى ويقول بكل بساطة إنه كان مسطولا ومجذوبا وواقعا تحت تأثير السحر طيلة عشرين عاما.

 

الحكيم يندم على ما كتب فى حق عبد الناصر 

وردا على كل ماقيل عن “عودة الوعى” كتب توفيق الحكيم يقول:" العمل الذى ظلمت فيه ظلما فادحا هو ليس برواية وليس بمسرحية هو "عودة الوعى "لم أكن أريد التشهير بعبد الناصر أو تشويه تاريخه الوطنى بل كنت أريد استرجاع سلبيات التجربة الاشتراكية وكل ما طلبته أن تفتح ملفات الهزيمة كما يحدث فى أى بلد متحضر وانبرى الجميع يشوه صورة الرجل فكتبت مقالا قلت فيه "أغلقوا الملفات “ لأنى أحب عبد الناصر لدوره الوطنى الذى لا ينكر. وندمت على كتابة عودة الوعى”.

 

السادات يهاجم الحكيم 

ساءت علاقة الحكيم بالرئيس أنور السادات بعد أن وقع الحكيم على بيان المثقفين الذى كتبه بيده بعد حركة الطلاب المنددة بموقف اللاسلم والاحرب، فقال السادات في احدى خطبه ( رجل عجوز استبد به الخرف، يكتب بقلم يقطر بالحقد الأسود، إنها محنة أن رجل رفعته مصر لمكانته الأدبية إلى مستوى القمة ينحدر إلى الحضيض في أواخر عمره ).


 ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية