رئيس التحرير
عصام كامل

من إهدار الكرامة إلى الفساد، عبد الناصر يروي 3 محطات فاصلة أدت لقيام ثورة يوليو

الرئيس جمال عبد الناصر،
الرئيس جمال عبد الناصر، فيتو

جمال عبد الناصر، في حوار أجراه الصحفي ممدوح طه مع البكباشي جمال عبد الناصر صباح العيد الأول لثورة يوليو عام 1953 ونُشِر بجريدة الأهرام يحكي فيه شهادته على الثورة التي بدأ الضباط التفكير فيها منذ حادث 4 فبراير حتى قيام الثورة صبيحة يوم الثالث والعشرين من يوليو 1952.


قال البكباشي جمال عبد الناصر ـ وكان في ذلك الوقت رئيسًا للوزارة: لقد أثار المحتل الإنجليزي شعورنا الكامن في قلوبنا من بُغض وكره عقب حادث 4 فبراير 1942 حين حاصرت دبابات الإنجليز قصر عابدين لإجبار الملك السابق فاروق على تكليف مصطفى النحاس الوزارة منفردًا مع تهديد الملك بالعزل وحرمان ذريته من اعتلاء عرش مصر، من هنا عاهدنا الله وأنفسنا وكنا قلة من الضباط على القضاء على المستعمر وأعوانه من الخونة وجميع مظاهر الاستعمار، فرأينا أنه لا يمكن القضاء على الاستعمار إلا بعد القضاء على أعوانه في الجبهة الداخلية لأنه في هذه الحالة سيترنح الاستعمار ويسقط في مصر فاهتممنا بتقوية الجبهة الداخلية وبدأنا بالجيش.

Advertisements

إهدار كرامة المواطن 

وأضاف جمال عبد الناصر في حواره: أن حركة الجيش مرت بثلاث مراحل الأولى من 1942 بمناسبة إهدار كرامة المواطن في حادث 4 فبراير، حتى 1945 وهي فترة صعبة قمنا فيها بإحياء الروح الوطنية وتقوية الجيش عن طريق رفع مستوى الضباط، والمرحلة الثانية كانت خلال 1945 حتى مايو 1948 بدأ فيها الحركة تأخذ شكلًا منظمًا وأصبحنا مجموعة كبيرة وكان الدرس أمامنا أن المستعمر استطاع أن يقضي على ثورة 1919 لأننا لم نُعنَ بالجبهة الداخلية، لكن اعترضنا في هذه المرحلة عقبات كثيرة كان أهمها عدم وجود ثقة بين النفوس فالفرد لا يثق بنفسه ولا بزميله وكانت أصعب مرحلة بذلنا فيها جهدًا في بث الثقة بين الضباط.

 

كمال الدين حسين أول المتطوعين

وتابع جمال عبد الناصر في حواره: ثم كانت المرحلة الثالثة وهي التي بدأت عام 1948 حتى عام 1952 وهي مرحلة القضاء على أعوان الاستعمار لكن بدأت فيها مشكلة فلسطين وسارع الضباط الأحرار لنجدة إخوانهم العرب وكان الزميل كمال الدين حسين من أول المتطوعين ترك أهله وبيته وذهب ليحارب في فلسطين، وبدأت الخيانة تظهر ورائحة الفساد تفوح ولكن بدأت النفوس تتحد بعد أن جمعتها الآلام وعدنا من فلسطين نجمع صفوفنا بعد أن قُتِلَ منا الكثير كحركة للضباط الأحرار.

الرئيس جمال عبد الناصر أحد الضباط الأحرار من مفجري الثورة 

وأضاف جمال عبد الناصر: تخلف بعضنا إذ رأى أن الحل الأمثل هو الاتحاد مع الملك في حربنا ضد المستعمر واتصلوا برجال الملك فساقتهم شروره وحادوا عن خطتهم كانوا وطنيين لكن أضلتهم الغواية عن الطريق الصحيح.

واستكمل البكباشي جمال عبد الناصر قوله: تعددت لقاءات مجموعة الضباط الأحرار في منازل متعددة وانتقلنا إلى القاهرة وقررنا الخروج بالحركة إلى نطاق واسع ووضعنا العيون في كل مكان لجمع المعلومات وأحضرنا آلة رونيوم لطبع المنشورات جمعنا ثمنها فيما بيننا ووضعناها في منزل البكباشي حمدي عبيد الذي انتقل إلى حي غير معروف بالجيزة واستمرت الماكينة في منزله حتى حركة الجيش ليلة 23 يوليو وقمت أنا وعبد الحكيم عامر وخالد محيي الدين وصلاح سالم وكمال الدين حسين بتوزيع المنشورات على صناديق البريد وفروع الوحدات والأسلحة المختلفة وكنا نأخذ الورق والحبر من الجيش.

 

رفض الاغتيالات حفاظا على روح الثورة 

وردًّا على سؤال كيف كانت الثورة بيضاء بدون دماء قال جمال عبد الناصر: وعندما وردت إلينا الأخبار بعزل مجلس إدارة نادي ضباط الجيش بدأت إشارة الخطر، فاجتمعنا لاتخاذ إجراء مضاد وكان أمامنا طريقان إما اغتيال جميع الخونة المصريين والثانية أن يقوم جميع الضباط الأحرار بالعمل لتغيير النظام كله.

جمال عبد الناصر قائد الثورة

وتابع جمال عبد الناصر وفي يوم 18 يوليو قررنا طريق الاغتيال ثم وجدنا أننا بذلك نقضي على حركة الضباط جميعًا إذ إن النظام سيبقى مهما قتل من أنصاره وستكون النتيجة حملة من الإرهاب في الجيش وبين أفراد الشعب فقررنا الابتعاد عن الطريق الأول والاتجاه إلى الطريق الثاني، وفي يوم 23 يوليو اجتمعت اللجنة التأسيسية في منزل خالد محيي الدين وصدرت الأوامر بالتنفيذ في الساعة الخامسة صباحًا، وخرج افراد اللجنة التأسيسية للتنفيذ.. وكانت الثورة.


ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوادث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.

الجريدة الرسمية