رئيس التحرير
عصام كامل

"البرادعي": لن أترشح للرئاسة.. ومهمتي وضع البلاد على المسار الصحيح .. الخروج الآمن للإخوان مطروح على الطاولة.. "مرسي" في مكان آمن لضمان حمايته.. على اتصال دائم بـ"السيسي" لتهدئة الشارع


قال الدكتور "محمد البرادعي"- نائب رئيس الجمهورية للعلاقات الدولية - إن القيادة الجديدة تتجنب أي أعمال قمع ضد جماعة الإخوان المسلمين أو أي من أنصارهم من الإسلاميين المعتصمين في رابعة العدوية، فالقسوة والشدة والقمع ليس حلا للازمات السياسية، ويجب علينا أن نحقق الإدماج الاجتماعي والاستقرار السياسي، فهذا هو الأهم.


وأكد "البرادعي" في حواره مع صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن العواطف والمشاعر في مصر مختلطة، فهناك الكثير من التعاطف مع الرئيس المعزول "محمد مرسي" وأيضا المزيد من الغضب، ولكن نحاول تعلم قبول وجهات النظر المختلفة، وهذا هو السبيل لتحقيق الاستقرار، وما يجب علينا الآن التأكيد عليه هو وقف العنف ونبذه من جميع الأطراف.

وأشار "البرادعي" إلى ضرورة الحوار مع جماعة الإخوان المسلمين ومحاولة إقناعهم بأن الرئيس المعزول "محمد مرسي" فشل في إدارة البلاد وهذا لا يعني أننا سنقصي جماعة الإخوان من المشهد السياسي، ولكن ينبغي الاستمرار لتكون جزءا من العملية الديمقراطية وأن تشارك في صياغة الدستور وكذلك الانتخابات البرلمانية والرئاسية.

وأوضح "البرادعي" أنه كان يجب على "مرسي" أن يتفهم الأمر، فعندما ترى أكثر من 20 مليون متظاهر في الشارع، يجب أن تتنحى، فما حدث في 30 يونيو هو انتفاضة شعبية رفضت استمرار "مرسي" في السلطة وهنا استدعى الشعب الجيش المصري ليتدخل في المشهد ويحول دون حرب أهلية محتملة، نافيا تسمية ما حدث على أنه "انقلاب عسكري" كلاسيكي، فما حدث في 30 يوينو مشابه لتدخل الجيش عقب الإطاحة بالرئيس "حسني مبارك" في انتفاضة يناير 2011، لافتا إلى أن الشعب المصري نفسه لا يريد حكم الجيش مرة ثانية.

وأكد "البرادعي" أنه على اتصال دائم بالفريق أول "عبدالفتاح السيسي"- وزير الدفاع والإنتاج الحربي المصري- في جهود مبذولة لتخفيف التوتر وتهدئة الغضب في الشارع المصري.

ولفت "البرادعي" إلى أنه من الضروري صياغة دستور للبلاد أولا ومن ثم إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية، وهذا ما أكدت عليه في معظم تعليقاتي على "تويتر" منذ أكثر من عامين، منوها إلى أن البلاد كانت تسير في الاتجاه الخطأ؛ أما الآن فنحن في حاجة إلى أن نبدأ بالدستور أولا وبالفعل نعمل على ذلك بعد تشكيل لجنة من الخبراء القانونيين لاقتراح التعديلات، ومن ثم إجراء انتخابات برلمانية ورئاسية، وآمل أن لا تستغرق العملية أكثر من 9 شهور إلى سنة.

وقال: بالطبع لن يكون لدينا ديمقراطية مثالية، ونحن خارجون من أكثر من 5 عقود من الحكم الاستبدادي، كما إننا نصحح الأخطاء التي وقعت خلال العام الماضي في ظل حكم الإخوان المسلمين.

وأكد "البرادعي" أنه لن يترشح للانتخابات الرئاسية وأن مهمته ستتوقف مع وضع البلاد على المسار الصحيح، وأود أن أكون مدربا لجيل جديد وليس كوني لاعبا أساسيا.

وذكر "البرادعي" أن الرئيس المعزول "محمد مرسي" في مكان آمن لحمايته، وأنه محتجز على ذمة قضايا مثل التخابر والتحريض على العنف، ونحن كحكومة لن نتدخل في عمل القضاء، ولكن نعمل على الخروج الآمن لقيادات الإخوان التي لم تتورط في أي جرائم، موضحا أن فكرة الخروج الآن "مطورحة" على طاولة المفاوضات.

ومضى "البرادعي" يقول أن التسامح والنسيان يأتيان في إطار المصالحة التي تعد الطريق للمضي قدما بالبلاد، على طريقة ما فعله "نيلسون مانديلا" في جنوب إفريقيا.

وتابع حول سؤاله عن العفو عن "مرسي"، إن الأمر ممكن إذا لم يكن متورطا في جرائم خطيرة، مؤكدا أن الشعب المصري- 90 مليونا - غاضب من "مرسي" وأيضا من الولايات المتحدة الأمريكية بسبب تخاذلها تجاه الحريات في مصر تحت حكم الإخوان.

وأكد "البرادعي" على ضرورة وجود سلام حقيقي بين مصر وإسرائيل، وليس السلام الذي كان فقط مع المخلوع "حسني مبارك" وهذا السلام سيحتاج إلى مزيد من التعاون والتسوية مع الجانب الفلسطيني.
الجريدة الرسمية