رئيس التحرير
عصام كامل

الباحث أحمد إبراهيم.. قصة نجاح تثير الأمل والألم!

كل رحلة ملهمة تستحق الحفاوة والإشادة لتحفيز الهمم؛ وكل قصة نجاح حتى ولو كانت فردية يمكنها أن تكون نموذجًا يلهم الأجيال الجديدة خصوصًا إذا كان هذا النجاح في مجال العلم بحسبانه أهم أدوات صنع التقدم والنهضة، وقد حثنا عليه الشرع الحكيم بقول الله تعالى"إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ" وقول النبي الكريم: "اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد".


ومنذ أيام احتفلت جامعة بلفاست البريطانية بوصول الباحث المصري أحمد إبراهيم إلى 100 بحث منشور في مجلات علمية معتبرة، ليكون بذلك أول وأصغر أكاديمي شاب يصل لمثل هذا العدد من الأبحاث العلمية بالجامعة. 


أحمد إبراهيم عثمان (36 سنة) ولد في مدينة سفاجا بمحافظة البحر الأحمر، درس الكيمياء وتخرج في كلية العلوم بجامعة جنوب الوادي 2006، وجرى تعيينه معيدًا بالجامعة، ثم حصل على الماجستير 2013.

رحلة نجاح


ورغم ما واجهته من صعوبات ومضايقات خلال دراسته للماجستير على مدى خمس سنوات لكنه رفض الاستسلام وعكف على قراءة 200 بحث في تخصصه وجاهد للحصول على منحة علمية حتى نجح في السفر في بعثة قصيرة للخارج.. 

 

وبدأ رحلة الدكتوراة وواجهته مشاكل مادية نظرا لأن مرتبه لم يكن يكفيه وعائلته، فاضطر للعمل في مطبخ الجامعة، يغسل الأطباق لمدة 3 سنوات، واعتبرها أجمل فترات الدكتوراة التي كتب فيها بحثه الذي نشر في مجلة نيتشر المرموقة، وبعد جهد جهيد حصل على الدكتوراة في 2018، وتم تعيينه في الجامعة..

 

وبعد فترة طويلة من التدريس في الجامعة ونشر الأبحاث، أنجز 100 بحث دولي، وقرر أول ناس يحتفل معاهم هم فريق المطبخ، لأنه فخور كونه واحدًا منهم، وعبر عن سعادته بجملة بديعة قائلا: "الواحد مننا وخصوصا الناس الشقيانة.. النجاح بييجى بعد تعب ومجهود، لكن فى الآخر ربنا بيكرم".


وإلى جانب شغله البحثي والأكاديمي، وشغله في دورية علمية مرموقة، واختياره ممثلًا علميًا لجامعته مرتين متتاليتين، أنشأ قناة على يوتيوب اسمها "علم تيوب" يقدم فيها حلولا علمية لمشاكل حياتية تقابل الناس ويقدم من خلالها معلومات مفيدة للبشرية كلها.

 

أما رسالته للدكتوراة فكانت عن استخدام مخلفات الورق المصنوع من الألومنيوم، بحيث يكون عامل حفز نشط ينتج الوقود الحيوي وبعد نشر تفاصيل الرسالة لقى اهتمامًا كبيرًا في بريطانيا لتطبيق هذا البحث..

 

نجاح أحمد إبراهيم يدعو للفخر والاعتزاز بهذه الشخصية المصرية المثابرة المبدعة الملهمة.. لكن هذا النجاح يدعونا للتساؤل: لماذا نفرط في الكفاءات.. ألسنا في حاجة لكل عقل مبدع ولكل بحث مثمر ولكل إضافة حقيقية تمنحنا قوة مضافة خصوصًا في الأبحاث التطبيقية القادرة على حل مشكلاتنا الاقتصادية التي تزداد صعوبة كلما ازداد السكان وتراجعت الموارد.. 

فهل نضع إستراتجية وطنية للحفاظ على العلماء الموهوبين واسترجاع الطيور المهاجرة.. هل نغير البيئة الطاردة للكفاءات والمعادية للنجاح؟!

الجريدة الرسمية