رئيس التحرير
عصام كامل

أفكار في ثلاجة الحكومة!

عقب إعلان رئيس الجمهورية أكثر من مرة أنه يرحب بكل الأفكار والآراء التي تساعد على خروج مصر من أزمتها الاقتصادية، وكذلك ترحيبه بأي فكرة أو اقتراح يساعد الدولة المصرية على تحقيق نهضة وتنمية البلاد، توقعت أن تتسابق الوزارات فيما بينها لتعلن كل وزارة إنشاء إدارة متخصصة داخلها لتلقي أي مقترحات في مجال تخصصها، لأي مشروعات يمكن أن تساهم في تحقيق هذا الهدف..

أو أن يعلن مجلس الوزراء عن إنشاء بريد إلكتروني مخصص لتلقي هذه الأفكار والاقتراحات لتنفيذ الصالح منها أو مناقشة آليات تنفيذه، أو حتى تخصيص جهة بعينها لتلقي مقترحات المواطنين ومساهماتهم بأفكار جديدة تساهم في الخروج من الأزمة، أو إضافة مجالات جديدة تنمي موارد الدولة، إلا أن الصمت التام من كل الوزارات والجهات كان هو سيد الموقف!


فلم تتحرك وزارة أو جهة واحدة لتحويل فكرة الرئيس لواقع، بالاستعانة بأفكار المواطنين والباحثين لحل أزمات الدولة! ولم تعلن أي جهة تخصيص أي صندوق أو بريد إلكتروني  لتلقي مقترحات الجماهير!

ويقينا.. فهناك الكثير من أصحاب العقول المتميزة ممن يملكون أفكارا عبقرية تصلح للمساهمة في حل الكثير من المشاكل التي تواجه الدولة المصرية، ولكن أحدا من أصحاب الحلول والأفكار المبتكرة لا يعرف لمن يقدمها! ولا لأي جهة يتقدم بفكرته.

خاصة وأن المواطن العادي الذي يواجه أي مشكلة في أي جهة إدارية في أي وزارة أو هيئة أو حتى في إدارة صغيرة في أحد الأحياء التابع للمحليات، لا يمكنه مقابلة أصغر رئيس لأصغر مصلحة حكومية، فما بالك لو أن الموضوع فيه مقترح لخروج الدولة من أزمة اقتصادية!


فيا ترى.. ويا هل ترى  ما هي الجهة أو المكان الذي يتوجه إليه صاحب أي مقترح أو فكرة تساهم في حل مشكلة تواجه الدولة المصرية، ولمن تقدم هذه الأفكار حتى نضمن أنها لن تظل حبيسة أدراج موظف من فئة "فوت علينا بكره يا سيد"، ولا من عينة مدام عفاف القابعة في الدور السابع دوت كوم، في كل مؤسسة ووزارة ومهمتها تعقيد أوراق المواطن وإصابته بجلطة بأي وسيلة!


وما هي الجهة التي يمكن أن يثق بها الشباب صاحب الأفكار المبدعة، والتي تشجعه على المساهمة بفكره، للمشاركة في حل مشاكل بلده بطريقة عملية، وتضمن له تحقيق أفكاره إلى مشروعات وحلول حقيقية، مع ضمان أنها لن تلاقي نفس مصير أبحاث المبتكرين في البحث العلمي، التي أصبحت أفكارا مجمدة في ديب فريزر ثلاجة الحكومة!

الجريدة الرسمية