رئيس التحرير
عصام كامل

التجارة بالعبادات والشعائر!

كل تشريعات وأوامر الله سبحانه لها حكمة.. ليس الهدف منها تعذيب البشر أو تكليفهم فوق طاقتهم أو بما يرهقهم.. ولذلك كانت تشريعات وأوامر رب العالمين بالزكاة والصدقات والأضحيات وكافة صور الخير إلا دعوة للتكافل وليكن للفقراء والمحتاجين نصيب في أموال القادرين وليكن للقادرين فرصة للتعبير عن شكرهم لنعم الله.. ليس برفع الأكف إلى السماء وفقط وإنما شكره عمليا بتخصيص نصيب من فضل الله يعود على عباده الفقراء..

ولذلك تبدو حكمة التشريعات والأوامر وروحها  جلية واضحة.. وعندما يتضافر ذلك مع الوعي بأن الأعمال بالنيات لا تحتاج هنا إلى التأكيد أن من لم يستطع تقديم أضحية لكنه يستطيع مساعدة فقير أو محتاج أو قضاء حاجة له أو رفع  ظلم عنه فليفعل.. كأنه زكى وتصدق وضحي.. لا يقل عمن فعلوا كل ذلك شيئا.. 

 

وربما في قصة عبد الله بن المبارك -أحد الصالحين الكبار- إن صحت -ونحن نصدقها- عبرة.. حيث تبرع وهو في طريقه لأداء فريضة الحج بأموال الحج لسيدة فقيرة تبحث عن طعام لأطفالها.. وعندما عاد الحجاج ظلوا يروون الروايات عما فعله بن المبارك في الحج معهم! فقد رأوه هناك وتحدثوا معه وجلسوا إليه وشاهدوه في المناسك!

   
الإسلام دين الجوهر والنيات التي يصدقها العمل.. وها هو الخير متاح ينادي الجميع علي قدر استطاعة كل منهم.. وليس بالاستدانة والاقتراض والتقسيط كما يفعل تجار كل شيء.. بعد استوحاش الرأسمالية واستطالتها للفرائض والسنن والشعائر..
 

 

دين لله العزيز الحكيم دين الرحمة والتعاون.. وقانونه الإلهي "لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا" وقاعدة علماؤه "لا ضرر ولا ضرار".. فهم الدين وحقيقته يغني عن أي تطرف.. إلى هذه الناحية أو إلى الناحية الأخرى!

الجريدة الرسمية