رئيس التحرير
عصام كامل

الإخوان يتحرشون بالاقتصاد المصري لإعادة المعزول..خسائر بالملايين في "النهضة ورابعة" بسبب الاعتصامات..وحديقة الحيوان خارج نطاق الخدمة..يقيمون الليل ويقتلون بالنهار والمعذبون في الخيام بالمئات


نزيف الأموال التي كانت تخسره مصر يوميا لم ينته بعزل الرئيس السابق محمد مرسي، بل أصر أنصاره على زيادة الجرح وتعميقه ورفع الخسائر إلى أضعاف مضاعفة، كل هذا لمجرد الانتقام من الشعب المصري الذي خرج على حكم الجماعة في ثورة 30 يونيو المجيدة.


وسعى أنصار المعزول إلى إحداث حالة من الفوضى في الشوارع، بالإضافة إلى وضع خطة لحصار المؤسسات وقطع الشوارع، واحتلال الميادين بهدف تحقيق أكبر خسارة ممكنة للاقتصاد المصري لتبرير فشل مرسي في إدارة الأزمة الاقتصادية للبلاد، ويكفي ما حدث بميدان النهضة بالجيزة والذي يحتله حاليا أعضاء الجماعة والتيارات الإسلامية الموالية للمعزول؛ حيث تسبب الاعتصام المسلح الذي قام به الموالون للمعزول في وقف حركة العمل بحديقة حيوان الجيزة، والتي تعد واحدة من أضخم الحدائق على مستوى العالم، بالإضافة إلى إهدار ميزانية قدرها 6.5 ملايين جنيه كانت تصرف على 620 فردا ما بين طبيب بيطري وفنيين وإداريين وعمال، بالإضافة إلى عدم الاستفادة من حوالي 4 آلاف و50 حيوانا يعيشون على مساحة 82 فدانا تم صرف الملايين عليها لإعادة تأهيلها، وإلى هذا وذاك تسبب اعتصام شباب الجماعة المسلح في خسائر مادية بالملايين هي قيمة العائد المادي الذي يتم إيداعه في خزينة الدولة سنويا والخاص بإيرادات الزوار.

ولم تقتصر الخسائر عند هذا الحد، خاصة وأنه جاء في الوقت الذي تم فيه افتتاح جزيرة الشاي التي تم إغلاقها لمدة 7 سنوات والتي تكلفت عمليات تجديدها مئات الآلاف من الجنيهات، جمدت معظمها بسبب الاعتصام الذي قررت جماعة الإخوان القيام به لإرباك الاقتصاد ووقف عملية الإنتاج، وحركة البيع والشراء، التي كانت تزدهر في شهر رمضان.

أضف إلى ذلك الخسائر التي مني بها أصحاب المكتبات والمطاعم المحيطة بجامعة القاهرة والتي أصبحت خاوية على عروشها، وأصبح أصحابها مهددين بالإفلاس والطرد من محل عملهم؛ بسبب عدم قدرتهم على الصمود كثيرا في وجه عاصفة الإفلاس التي دفع بها معتصمو "النهضة" تجاههم، فالركود أصبح سيد الموقف، لا بيع ولا شراء.. فالمعتصمون لا يعرفون لغة الورقة والقلم بقدر معرفتهم بأصوات الخرطوش وقنابل المولوتوف، فيوميا إما يتم حرق إحدى هذه المحال خلال مواجهات ما بين المؤيدين للمعزول ومعارضيه الذين يتم تعذيبهم وإلقاء جثثهم تحت الكباري أو في الصحراء، أو يضطر أصحاب المحلات لإغلاقها خوفا عليها وعلى أرواحهم قبلها.

الوضع نفسه في ميدان رابعة العدوية بل أكثر خطورة، فمنطقة رابعة الحيوية والتي تقع في قلب مدينة نصر وتعتبر شريان حياة بالنسبة للسكان والمارين بالمكان أصيبت بسرطان الجماعة، الذي تسبب في تجلط حركة السير بها، وأدى إلى شلل تام في مفاصل المنطقة بأكملها، أضف إلى ذلك التوكيلات الأجنبية في مصر والتي كانت تتخذ من منطقة رابعة العدوية مكانا لمزاولة نشاطها نظرا إلى رقي المنطقة وموقعها الجغرافي المميز، وأيضا أصحاب المحال التجارية التي توقفت كليا عن العمل؛ بسبب الخيام التي نصبت على أبوابها، مما تسبب في خسائر بالملايين خلال الفترة منذ أول رمضان وحتى اليوم.
وبعيدا عن الخسائر المادية فقد كشفت وزارة الداخلية في تقرير أخير صادر عنها عن العثور على 11 جثة بمحيطي رابعة العدوية وميدان النهضة؛ حيث أكدت المصادر على أنه تم ضبط 6 جثث بميدان النهضة و5 بميدان رابعة العدوية، فيما يتم البحث عن عشرات المفقودين بالقرب من أماكن الاعتصامات.

وفي السياق ذاته ما زالت أعداد ممن تعرضوا للتعذيب على يد الجماعة بالمئات، بعضهم نجا من الموت بأعجوبة بعدما ظن جلادوه أنه فارق الحياة، وآخرين تم العفو عنهم بعد تسجيلهم فيديوهات يقومون فيها بسب الداخلية تحت تهديد السلاح والانتهاكات الجسدية.

الجريدة الرسمية