رئيس التحرير
عصام كامل

منظومة الرياضة.. مهازل مستمرة!

من مساويء المشهد الرياضي في مصر العشوائية، والجزر المنعزلة والمجاملات الفظة وخرق اللوائح والتقاليد العريقة التي نراها في الدوريات الأوروبية مثلا.. وآخر هذا العبث ما جرى في المؤتمر الصحفي لذهاب نهائي أبطال أفريقيا بين الأهلى والوداد المغربي.. 

 

حيث تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي، فيديو لشخص لا هو صحفيّ معتمد لدى نقابة الصحفيين المصريين ولا رابطة النقاد الرياضيين. صحفي غير معتمد ولا هو نقابي معروف،  وجّه سؤالًا لمارسيل كولر المدير الفني للأهلى عقب نهاية المباراة بلغة إنجليزية ركيكة لفتت الأنظار بشكل لافت أثار الجدل والامتعاض وقدم صورة سيئة أساءت للصحافة  والصحفيين ولمصر أيضًا.. 

 

كما أثار حفيظة مارسيل كولر، بسبب طريقة هذا الشخص في الدمج بين اللغة العربية والإنجليزية غير الدقيقة، وعكس على غير الواقع صورة سلبية ومسيئة عن الصحفي الرياضي المصري.. 

 

والسؤال لكل من له صلة بمنح التصاريح الإعلامية لهذه المباراة وغيرها: من سمح بحضور شخص مجهول مؤتمرًا صحفيًا لنهائي بطولة قارية يتابعها عشرات الملايين هنا وهناك.. منَ منحه التصريح الإعلامي.. منَ أعطاه فرصة الحديث  المشوه والماسخ.. ومن المستفيد من مثل هذا العبث؟!

 

ثم ألهذا الحد هانت الصحافة على مؤسسات الوسط الرياضي وفي القلب منها الأهلى العريق الذي أتعجب من صمته، وهو المعروف بالالتزام والحسم، بمثل هذه الإساءة التي تخصم قطعًا من رصيد نادي القرن؟!  


منظومة رياضية جديدة

وحسنًا فعلت رابطة النقاد الرياضيين حين عبرت عن استيائها مما جرى من مشهد مؤسف نتج عن الطريقة التي تتعامل بها المؤسسات الرياضية المصرية كجزر منعزلة، ومنها النادي الأهلي المشرف على تنظيم المباراة، والذي يمنح التصاريح الإعلامية لمن يشاء وكما يشاء، وهو الأمر ذاته الذي تتعامل به رابطة الأندية محليًّا بعد أن احتكرت لنفسها -من قبل- حق إصدار التصاريح الإعلامية لحضور المباريات لمن تشاء وكما تشاء كذلك على حد قول الرابطة.


أضافت الرابطة إن ما حدث يمثل جرس إنذار، ويكشف جليًّا ذلك التوجه الجديد الواضح حاليًّا لدى كثير من الإعلاميين أصحاب البرامج الرياضية في القضاء على ظهور أي صحفي رياضي نقابي، والتركيز على ظهور نشطاء وسائل التواصل الاجتماعي، الذين يخدمون أهدافهم الخاصة في أدوار خارج الساحة والمهنية. 


والسؤال: رغم تحذير رابطة النقاد الرياضيين مرارًا وتكرارًا من مغبة هذه الأفعال والتوجهات.. ترى من من يناهض ويُفشل أي محاولات لإرساء مبادئ للتعاون الحقيقي ويدافع عن الخطأ حفاظًا على مصالحه الخاصة الضيقة، دون النظر للمصلحة العامة، ليكون الناتج هذه الصورة المؤسفة التي شهدها المؤتمر الصحفي.. وأين اتحاد الكرة ووزارة الشباب والرياضة مما جرى؟!


يومًا بعد يومٍ يتأكد لنا أن منظومة الرياضة في مصر تحتاح لجراحة عاجة أو نسف الحمام القديم وبناء منظومة جديدة تقوم على العلم وتتحلى بالأخلاق الرياضية، منظومة لا تعرف المجاملات ولا ترضى بالفساد، ولا تسكت على التجاوزات مهما يكن مرتكبها..

ونحن لن نخترع العجلة فهناك دول ناجحة يمكن الاسترشاد بتجاربها حتى نوقف هذا النزيف وذلك الانحدار المتسارع.. وما لم تتغير تلك المنظومة فلسوف نظل ندور في فلك العبث ولن نجنى إلا خيبة الأمل والبكاء على اللبن المسكوب!

الجريدة الرسمية