رئيس التحرير
عصام كامل

شديدة الإغراء!

من يتأمل ما يثار حول إدارة نادى الزمالك سوف يتأكد مجددا أن السلطة، كبرت أو صغرت، لها إغراؤها الشديد.. وبسبب هذا الإغراء يتمسك بها ويرفض التنازل عنها كثيرون، بل إنهم يلجأون إلى استخدام ما يقدرون عليه من حيل ووسائل للاحتفاظ بها وعدم التفريط فيها.. وهذا يفسر لماذا تكون هناك مقاومةَ من قبل البعض عندما يحين موعد مغادرتهم مناصبهم التى تمنحهم سلطة أو قدرا منها. 


لذلك.. كان هناك حرص من قبل البشر على تنظيم تداول السلطة سلميا، وذلك بوضع حد أقصى من الزمن للبقاء في المناصب المختلفة، صغرت أو كبرت، وأيضًا بإقرار قواعد متفق عليها منظمة لتعيين الشاغرين الجدد لهذه المناصب، حتى يتم ضمان مغادرة المناصب بسهولة وتعيين جدد فيها بلا منازعات أو خلافات أو مشاكل.

 

فإن هناك بالنسبة للمناصب القيادية في الدول يتم اللجوء إلى صناديق الانتخابات عادة والاحتكام لأصوات الناخبين.. أما للمناصب الاخرى التى تليها فإنه يتم اللجوء أيضا إلى ممثلى الشعب للتصديق والموافقة عليها.. حتى المناصب في منظمات المجتمع المدنى، مثل النقابات والجمعيات الأهلية فقد ابتكر البشر قواعد تنظم توليها وتركها أيضا.

 


لكن نظرا لآن السلطة شديدة الإغراء لكثيرين فإنه رغم كل ذلك فإن كثيرين يتمسكون بها ويماطلون في ترك مناصبهم إذا حان وقت المغادرة أو ألزمهم القانون بذلك.. أما المثير حقا إن هناك من يشجعونهم على ذلك، أى التمسك بالمنصب حتى آخر نفس! هم عندما يفعلون ذلك يخدمون أنفسهم قبل أن يخدموا صاحب المنصب لآن بقاءه يحقق لهم مصالحهم الخاصة جدا.. وطوبى لمن نجحوا في الإفلات من إغراء السلطة والمناصب كما فعل الجنرال ديجول.

الجريدة الرسمية