رئيس التحرير
عصام كامل

الصحافة العربية.. خطة تنظيم الإخوان الدولي تضليل وتشويه وإسكات.. "البرادعي": مرسي "متهم".. "آشتون" لم تطرح فكرة "خروج آمن".. الاتحاد الأوربي يفشل في إيجاد حل للأزمة المصرية


اهتمت الصحف العربية الصادرة صباح اليوم "الأربعاء" بالأوضاع الجارية في مصر، وسلطت الضوء على زيارة "كاثرين آشتون" الممثل الأعلى للسياسات الخارجية في الاتحاد الأوربي، جاءت افتتاحيات بعض الصحف لتحلل الوضع في مصر وفشل الإخوان في قيادة "مصر".


البداية مع صحيفة الحياة اللندنية، حيث وجهت جماعة «الإخوان المسلمين» في مصر أمس انتقادات شديدة اللهجة إلى الممثل الأعلى للسياسات الخارجية في الاتحاد الأوربي كاثرين آشتون، وأعلنت تمسكها بعودة الرئيس المعزول محمد مرسي بعدما كانت أبدت إثر اجتماع مع آشتون مساء أول أمس مرونة واستعدادًا للقبول بتنحي مرسي شرط أن يكون الحل في إطار الدستور المعطل.

وقالت الصحيفة أنه وقبل بضع ساعات من مغادرة آشتون القاهرة في نهاية مفاوضات "ماراثونية" كللتها بمحادثات «ودية ومفتوحة وصريحة جدًا» مع مرسي استمرت ساعتين في مكان احتجازه غير المعلوم، شدد «تحالف دعم الشرعية» الذي يقوده «الإخوان» في بيان أمس على تمسكه بعودة الرئيس مرسي كحل أساس.

ورأت الصحيفة أن هذه المواقف تتناقض مع التصريحات الأكثر مرونة التي أدلى بها وفد التحالف الإسلامي بعد لقائه آشتون مساء أول أمس، وكانت أكدت للوفد صعوبة تحقيق مطلب عودة مرسي، فرد عليها أعضاء الوفد بأنه لا يمكن لطرف أن يحقق كل شيء على حساب طرف آخر وأن تظاهرات 30 يونيو كان هدفها إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وهذا الهدف يمكن تحقيقه مع الحفاظ على الشرعية الدستورية، وأن الدستور ينص على إجراءات نقل السلطة في حال عجز الرئيس عن ممارسة مهامه.

أما صحيفة الشرق الأوسط، فأشارت إلى حديث د.محمد البرادعي نائب الرئيس وقوله بأن الرئيس المعزول محمد مرسي متهم وليس معتقلا سياسيا، مؤكدا خلال المؤتمر الصحفي الذي جمعه أمس مع كاثرين آشتون، أن هناك اتهامات ضد مرسي، وعدد من المحتجزين الآخرين بتهم، وكل الخيارات متاحة، مبديا في الوقت نفسه ترحيبه بالجهود الدولية لحل الأزمة والمشاركة في تحقيق مصالحة وطنية في مصر.

وأشارت إلى لقاء آشتون بالرئيس المعزول وقد صحبها قادة عسكريون في مروحية لمقابلته في مقره الذي لم تحدده، وقالت أنه لا قيود عليه، وأنها لم تطرح عليه فكرة الخروج الآمن، مضيفة أن الشعب المصري هو الذي سيحدد مستقبله.

إلى صحيفة "الخليج" و"مانشيتها": "خطة تنظيم الإخوان الدولي، تضليل وتشويه وإسكات"، وقالت الصحيفة أن تقريرا إعلاميا، فضح خطة التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين الذي عقد اجتماعًا في إسطنبول قبل أسبوعين، لمواجهة تداعيات سقوط حكمهم في مصر واحتمال انتقال العدوى لدول أخرى، وتقوم خطتهم على التضليل والتشويه وإسكات الإعلاميين المعارضين "بأي شكل".

وكشفت مصادر القرارات التي أصدرها اجتماع التنظيم الدولي للإخوان في إسطنبول خلال الفترة ما بين 11 إلى 14 يوليو الحالي لدراسة خطة العمل ردًا على عزل الرئيس المصري السابق محمد مرسي.

وتضمنت القرارات العودة لتشكيل أوسع تحالف للتنظيم في مصر مع كل قوى الإسلام السياسي والفئات المهمشة وتعبئة الشارع، والترويج (التضليلي) بأن وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي قام بما وصفوه بـ”انقلاب” بالتنسيق مع “إسرائيل”، وعدم القيام بأي خطوات استفزازية تبعد أمريكا والأوروبيين عن “الإخوان”، وتشويه الحركات القومية وقيادة الجيش المصري من خلال حملة إعلامية تربطها بالإسلاميين المتشددين.

أما صحيفة الرأي الأردنية فرأت أنه بالرغم من نجاح وزيرة خارجية الاتحاد الأوربي كاثرين آشتون قبل مغادرتها أمس مصر في مقابلة الرئيس المعزول محمد مرسي، لكنها فشلت في المقابل في حلحلة موقفي طرفي الأزمة.

ورأت الصحيفة أن السلطات الجديدة تريد من الإخوان وحلفائهم الانضمام إلى خطة المرحلة الانتقالية التي أعلنت يوم عزل مرسي في الثالث من يوليو في حين يصر الإخوان على عودة «الشرعية الدستورية» ومرسي الذي انتخب في انتخابات ديمقراطية منذ عام ويستمرون في التعويل على ضغط الشارع "لمواجهة الانقلاب العسكري".

واعتبرت الصحيفة أن زيارة آشتون بدت أقرب إلى مهمة مساعي حميدة منه إلى وساطة.

أما صحيفة الوطن السعودية فجاءت افتتاحيتها بعنوان: لماذا فشل "الإخوان"؟ أكدت فيه أن المكابرين فقط يجرؤون على قول أن "الإخوان" قد نجحت في إدارة دولة عربية كبرى كمصر، والمخادعين فقط يحاولون الاتكاء على نجاحات "الجماعة"، قبل الحكم،  في إدارة الشئون المحلية والبلدية والخيرية في بعض المحافظات المصرية الصغيرة.

وأضافت الصحيفة:" حَكم "الإخوان" مصرَ عاما كاملا، لم يقدموا خلاله أي برنامج اقتصادي، ولم يتعاملوا بسياسة أو كياسة مع الأزمات المستجدة كأزمة سد النهضة، ولم يقدموا أنفسهم بوصفهم حكاما في دولة مدنية إلا بالكلام الذي يصدر عن الرئيس السابق محمد مرسي، ويتناقض مع تصريحات بعض قياديي الجماعة، بل ويتناقض مع القرارات والأفعال الصادرة عن مؤسسة الرئاسة، أو حكومة قنديل".

وأكدت الصحيفة على أن إدارة تنظيم، أي تنظيم، تختلف اختلافا كاملا عن إدارة الدولة في بلد بحجم مصر، وأن الإخوان استطاعوا صناعة مؤيديهم، وذلك كان همهم الأكبر، مركزين في ذلك على أبناء القرى والأرياف، ومتكئين على تكريس الولاء المطلق، ولذا استمر "العقل الإخواني" في الاعتقاد بأن شعبا كاملا، متعدد الأعراق والثقافات والديانات، يمكن أن يقاد بفكرة "الولاء المطلق" للمرشد والقيادات.
الجريدة الرسمية